الاحتجاجات الغاضبة تتجدد في مصر على الرغم من استقالة الحكومة

السبت 29 يناير-كانون الثاني 2011 الساعة 04 مساءً / مأرب برس- متابعات:
عدد القراءات 7810
 
 

تجددت المظاهرات الغاضبة في أنحاء مصر رغم إعلان الرئيس المصري حسني مبارك إقالة الحكومة، ورغم الانتشار المكثف لقوات الأمن والجيش بينما ارتفع عدد القتلى والجرحى.

ونقل موقع قناة الجزيرة على شبكة الانترنت عن مراسله في القاهرة أن صحفيين ومحامين يقودون مئات المصريين المحتجين الذين تجمعوا في ميدان التحرير بوسط القاهرة اليوم السبت لمطالبة الرئيس مبارك بالتنحي ومحاكمة رموز النظام من بينهم الصحفي والنائب السابق مصطفى بكري ورئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين.

وردد المتظاهرون "ارحل ارحل" وهم يتجمعون في ميدان التحرير في ظل تواجد الجيش الذي نشر في المدينة لتهدئة الوضع، وردد المحتجون "سلمية سلمية".

وذكر شهود لـ"رويترز" أن الشرطة المصرية تطلق عيارات قرب محتجين تجمعوا في الشوارع الجانبية المؤدية إلى ميدان التحرير بوسط العاصمة اليوم السبت غير أنه لم يتضح ما إن كانت ذخيرة حية.

وانتشرت قوات الجيش المنتشرة في الشوارع وعند المواقع الحساسة ومن بينها محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون الذي حاول المتظاهرون اقتحامه أمس. 

وفي الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، أشار مراسل قناة الجزيرة عبد الفتاح فايد إلى أن المحتجين تحدوا حظر التجول الذي أعلنه مبارك بصفته الحاكم العسكري وتدفقوا بالمئات إلى ميدان التحرير مرددين هتافات تطالب بالتغيير، ومؤكدين أن الخطاب لا يلبي الطموحات لأن الحكومة الجديدة ستتشكل من نفس الرموز المتهمة بالفساد.

بدورها ذكرت قناة الجزيرة أن الجيش بدأ يسيطر على الوضع، فيما ما زالت الحرائق مشتعلة في مقر الحزب الحاكم وبعض المؤسسات الأخرى والدخان يتصاعد إلى السماء.

وأفادت وكالة الأنباء الألمانية بأن هناك حالة من الانفلات الأمني تسود ميدان التحرير وأن هناك مناوشات بين لصوص حضروا لنهب المحال التجارية مسلحين بالأسلحة البيضاء والعصي، ومتظاهرين شكلوا دروعا بشرية لحماية الممتلكات العامة.

وكشفت صور القاهرة في صبيحة الاحتجاجات حجم الدمار وسيارات الشرطة المحترقة وما تعرضت له العديد من المنشآت العامة والخاصة وكان أكثرها تضررا المقر الرئيس للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم حيث أُحرق المبنى ونهبت محتوياته. 

وبحسب شهود عيان فإن 18 شخصا لقوا مصرعهم في اشتباكات مع الشرطة في ميدان المطارية. ونقلت قناة الجزيرة أن عشرات الجرحى سقطوا في منطقة التوفيقية بالقاهرة وسط مناشدات لإسعافهم إلى المستشفيات.

الحكومة تقدم استقالتها رسميا

إلى ذلك أعلن التلفزيون المصري الرسمي عن ان الحكومة المصرية تقدمت باستقالتها رسميا الى رئيس الجمهورية بعد اجتماع عقدته صباح السبت. كما اعلن لاحقا تمديد مواعيد حظر التجول ليصبح من الرابعة عصرا الى الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي المصري.

واجملت وكالة اسوشيتد برس نقلا عن مصادر في وزارة الصحة المصرية عدد ضحايا مظاهرت الجمعة بلغ 38 قتيلا وما يقرب من الفي جريح.

تفجير مقر امن الدولة برفح

وفي رفح بسيناء, بحسب الـ BBC , قام عدد من بدو سيناء بتفجير مقر أـمن الدولة في المدينة ما أسفر عن مقتل شخص واحد وجرح 12.

تمردات في السجون

وتواردت انباء عن حصول اكثر من تمرد او اشتباكات في وقرب عدد من السجون المصرية, فيما ذكرت مصادر في سجن ابو زعبل ان تمردا جرى داخل السجن وحاول معتقلون سياسيون الاستيلاء على السجن وان الشرطة تحاصرهم داخل مبنى السجن.

بيد ان محمد محمود سامي احد المعتقلين السياسيين في سجن ابو زعبل قال في اتصال مع الـ BBC أن المعتقلين الان اعصابهم هادئة الان، بالرغم من معرفتهم انهم من الممكن ان يموتوا برصاص الشرطة.

وقال ان الشرطة قفلت الابواب عليهم وتركتهم منذ اول امس دون اكل او شرب فحاول المعتقلون الخروج الا انه تم جلب تعزيزات اضافية من الشرطة بلغت حسب تعبيره 50 شرطيا.

وافاد موفد الـ BBC الى السويس عن حصول تمرد بين المساجين فى سجن شبين الكوم العمومي فى المنوفية وان الامن يواجه المساجين المتمردين باطلاق عيارات نارية. واهالي السجناء تجمعوا حول السجن.

الإسماعيلية

وفي مدينة الإسماعيلية على قناة السويس اندلعت صدامات عنيفة السبت بين قوات الامن والاف المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس المصري حسني مبارك كما افاد شهود عيان.

واكد الناشط جمال الحراجي من مدينة الاسماعيلية في حديث مع الـ BBC وقوع هذه الاشتباكات عندما جاء آلاف المتظاهرين من المنطقة الصناعية والاستثمارية على بعد 5 كيلومترات من المدينة وتجمعوا في ميدان الفردوس، حيث اصطدمت قوات الامن معهم.

واشار الى ان قوات الامن التي انسحبت من الشوارع بعد دخول الجيش مازالت تقوم بتأمين عدد من المنشآت الحيوية في المدينة كمبنى المحافظة واقسام الشرطة الى جانب الشرطة العسكرية والجيش الذي انتشر في شوارع المدينة.

وأفادت مصادر ملاحية في مطار القاهرة بعودة رئيس اركان الجيش المصري الفريق سامي عنان الى القاهرة السبت قادما من واشنطن بعد ان اختصر زيارة كان يقوم بها للولايات المتحدة بسبب التظاهرات في مصر.

إضراب في السويس

وفي السويس خرج المئات في مظاهرة تجوب شوارع السويس باتجاه مشرحة المدينة حيث تجمع اهالي القتلى الذين سقطوا في تظاهرات يوم الجمعة ويطالبون بتسليم الجثث إلى ذويهم.

وأكدت الـ BBC ارتفاع حصيلة قتلى اشتباكات يوم أمس في مدينة السويس إلى عشرين مدنيا ونحو 140 جريحا بينهم 73 من أفراد الشرطة.

وتجمع المئات من المتظاهرين أمام قسم شرطة الأربعين الذي أُحرق بالأمس بمدينة السويس ويهتفون بسقوط الرئيس المصري حسني مبارك، وسط وجود مكثف لقوات الجيش المصري في المناطق الحساسة بمدينة السويس التي شهدت أمس.

كما اشارت الـ BBC الى ان عمال مصنع حديد السويس للصلب دخلوا في إضراب شامل ومفتوح عن العمل بعد اعتصام لمدة يومين.

واوضح ضباط الجيش الموجودون في مدينة السويس اكدوا أن لديهم تعليمات بالتصدي لأعمال السلب والنهب وحماية المنشآت العامة وعدم إطلاق النار على المتظاهرين.

اتصالات ورحلات

يأتي ذلك فيما عادت خدمة الهواتف الجوالة إلى الخدمة جزئيا اليوم في عدة مدن مصرية بعد توقفها يوم أمس بعد أن تعطلت طيلة أمس بناء على أوامر السلطة المصرية حسب ما ذكرته شركة فودافون في مصر.

أما على صعيد الرحلات الجوية فقالت شركة مصر للطيران إنها استأنفت رحلاتها إلى مختلف مدن العالم عقب قرار توقيفها لمدة 12 ساعة وذلك بعد تكدس المئات من الركاب الأجانب أمام صالات السفر ومطالبتهم بتسفيرهم إلى بلادهم, طبقا لقناة الجزيرة.

وقالت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة إنه جرى استدعاء طيارين وإعداد طائرات توجهت إلى مدن نيروبي وبانكوك ومسقط ودبي وأسمرة وأديس أبابا وكوالالمبور وأبو ظبي والدمام وجدة وصنعاء وجوهانسبرغ، وكانت نسبة شغل الطائرات ترواح بين 65% و75%.

وأضافت أنه تم زيادة التواجد الأمني في الصالة رقم أربعة، المخصصة لسفر الطائرات الخاصة، لمنع سفر أي شخصية بصورة مفاجئة وذلك بعد انتشار شائعات بسفر عدد من الشخصيات النافذة على طائرات خاصة.

وانضمت أستراليا إلى الولايات المتحدة وفرنسا في دعوة مواطنيها إلى تجنب السفر إلى مصر إلا للضرورة، وحثت واشنطن مواطنيها في مصر على تقييد حركتهم هناك.

*الصورة من "رويترز".

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية