وثائق مفاوضات السلام تكشف اسقاط السلطة الفلسطينة لحق عودة اللاجئين وقبول عرب اسرائيل

الإثنين 24 يناير-كانون الثاني 2011 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 4812

كشفت وثائق وصفت بالـ"سرية" عن سير مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية واسرائيل حصلت عليها قناة الجزيرة القطرية ونشرتها صحيفة الغارديان أن الاستخبارات البريطانية لعبت دوراً مركزياً في وضع خطة سرية لسحق حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الأراضي الفلسطينية.

ولم تورد الصحيفة أي تفاصيل عن الخطة السرية، لكنها اشارت إلى أن الوثائق التي وصفتها بأنها أكبر تسريب لمعلومات سرية عن تاريخ الصراع في الشرق الأوسط، تضمنت تفاصيل عشر سنوات من التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وقالت الغارديان إن الوثائق كشفت أن المفاوضين الفلسطينيين "وافقوا سراً على قبول ضم اسرائيل لجميع المستوطنات التي بنتها بصورة غير قانونية في القدس الشرقية باستثناء مستوطنة واحدة (جبل أبو غنيم- هارحوما)، وأن هؤلاء المفاوضين قدموا تنازلات كبيرة للاسرائيليين، بما في ذلك مسألة حق العودة للاجئين الفلسطينيين".

واضافت الصحيفة أن الوثائق كشفت أيضاً "أن القادة الاسرائيليين طلبوا على نحو خاص من المفاوضين الفلسطينيين نقل المواطنين العرب من أراضيهم إلى أراضي الدولة الفلسطينية الجديدة، وأن قوات الأمن الاسرائيلية اقامت تعاوناً سرياً وثيقاً مع السلطة الفلسطينية، وأن قادة الأخيرة تلقوا معلومات سرية مسبقة عن الحرب التي شنتها اسرائيل ضد قطاع غزة آواخر 2008 ومطلع 2009"، وهو ما شكك به أحد مستشاري أولمرت في تصريحات له اليوم.

واشارت إلى أن الاقتراح الأكثر اثارة للجدل هو "تشكيل لجنة مشتركة للسيطرة على المواقع المقدسة مثل الحرم الشريف في القدس الشرقية، الذي تسميه اسرائيل جبل الهيكل، والتي ساهمت في انهيار محادثات كامب ديفيد في العام 2000 بعد أن رفض ياسر عرفات التنازل عن السيادة على المنطقة (قبة الصخرة والمسجد الأقصى)".

وقالت الغارديان "إن الانطباع الساحق الذي يبرز من الوثائق السرية لعقد من محادثات السلام في الشرق الأوسط هو الضعف واليأس من قبل القادة الفلسطينيين، والموقف المتصلب للمفاوضين الاسرائيليين، وموقف الازدراء في الكثير من الأحيان الذي ابداه الساسة والمسؤولون الاميركيون تجاه الجانب الفلسطينيين".

مبادرات فلسطينية

وأظهرت خرائط قدمها الوفد الفلسطيني المفاوض لتكون أساسا لدولته المفترضة مستوىً كبيرا من التنازل بشأن مستوطنات كل من القدس والضفة الغربية.

ففي اجتماع في الرابع من مايو/أيار 2008 قدم الوفد الفلسطيني برئاسة رئيس طاقم المفاوضات في السلطة الفلسطينية أحمد قريع إلى المفاوضين الإسرائيليين هذه الخرائط، مشفوعة بتأكيد من قريع على أن "هناك مصلحة مشتركة في الإبقاء على بعض المستوطنات.

وبشأن المستوطنات بالضفة، اقترح رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات -في اجتماع حضره إلى جانب قريع مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني في الرابع من مايو/أيار 2008- أن يكون المستوطنون اليهود "مواطنين كاملي الحقوق في فلسطين"، مشبها وضعهم إذ ذاك داخل الدولة الفلسطينية المفترضة بوضعية "العرب الإسرائيليين" داخل إسرائيل.

وطالب قريع في نفس الجلسة بخضوع "أي مستوطن يريد أن يعيش تحت السيادة الفلسطينية للقانون الفلسطيني".

وفي اجتماع ثلاثي أميركي إسرائيلي فلسطيني بتاريخ 15 يونيو/حزيران 2008 استحسن قريع فكرة أن "تبقى (مسوطنة) معاليه أدوميم تحت السيادة الفلسطينية، ويمكن أن تكون أنموذجا للتعاون والتعايش".

لكن ليفني (وزيرة الخارجية السابقة) رفضت تلك الاقتراحات، وقالت "كيف لي أن أوفر الأمن لإسرائيليين يعيشون في فلسطين"، وتضيف "سيقتلونهم في اليوم التالي".

من جانبها اتهمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' قناة الجزيرة تنفذ مؤامرة لما وصفته "الاغتيال السياسي للرئيس عباس".

وقالت في بيان لها ان قناة الجزيرة بدأت بالتزامن مع حملة حكومة نتنياهو المتطرفة على الرئيس.

 مشددة على ان الرئيس أبو مازن كانت ومازالت حريصة على وضع الشعب الفلسطيني في صورة التطورات والأحداث المتعلقة بمصير ومستقبل القضية والصراع مع الاحتلال.