رئيس (البادية) يحذر من مغبة عدم تصحيح الأخطاء التي تشوب الوحدة.. ويقول إنها قضية إنسانية وإسلامية يجب الحفاظ عليها

الأحد 19 ديسمبر-كانون الأول 2010 الساعة 05 مساءً / القطن- مأرب برس- نشوان العثماني:
عدد القراءات 4956

شدد صلاح باتيس- رئيس مؤسسة البادية الخيرية في محافظة حضرموت, على ضرورة الحفاظ على الوحدة, مع دعوته الملحة للقيادة السياسية لتصحيح مسارها.

وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده على هامش ملتقى شركاء البادية في يومه الثاني والأخير, والذي كان قد انطلقت أعماله أمس السبت في مديرية القطن بحضرموت, إن "الوحدة اليمنية هي عمل بشري مهما كان, فقد يشوبها شيء من التقصير وشيء من الخطأ", داعيا "القائمين على الوحدة وعلى هذا البلد أن يصححوا كل خطأ يشوب هذا العمل البشري الذي هو أصلا معرض للخطأ", لافتا إلى أن الاستمرار في الخطأ "هو الخطر الكبير".

وأوضح أن "الوحدة قضية إنسانية وقضية إسلامية, ونحن مطالبون بوحدة الأمة الإسلامية ووحدة كلمتها الحقيقية", مضيفا "نحن نشجع كل تقارب وكل تآلف, وفكرة شركاء البادية خطوة في هذا الميدان"..

وقال إن من أهداف ملتقى البادية الثاني الذي حضرته أكثر من 90 مؤسسة وجمعية خيرية من أنحاء اليمن: "أن نقدم صورة حقيقة سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي أن يمن الإيمان والحكمة بخير, وأن فيه رجال أخيار, كذلك تماما بتمام كما بشر النبي صلى الله عليه وسلم باليمن وبأهل اليمن, فالأخيار موجودون والرجال موجودون, (ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك), وإن كان في الحديث: (أين هم يا رسول الله؟, قال: ببيت المقدس وأكناف بين بيت المقدس), لكن هذه الأمة موجودة وهذه الأمة بخير, والرجال موجودون والمخلصون موجودون نحسبهم ولا نزكيهم على الله".

باتيس, وهو في الـ35 من عمره ويرأس مؤسسة البادية وهي إحدى أكبر المؤسسات الخيرية في محافظة حضرموت خصوصا, وفي اليمن بشكل عام, كان قد عتب كثيرا على معلقي "مأرب برس", بشأن تغطية افتتاح الملتقى والذي أشار فيه إلى أن "اليمن يتعرض لمؤامرة كبيرة تسعى لتفتيته", مضيفا: "نطلقها صرخة ضد كل متآمر على وحدة اليمن أننا اليوم نجتمع لنعطي الصورة الحقيقة لوحدة اليمن", داعيا الرئيس صالح إلى "تصحيح الأخطاء التي تشوب الوحدة في كل عمل بشري", لكنه قال لمعلقي الموقع: "نحن نتقبل الرأي والرأي الآخر".

وبشأن سؤال لـ"مأرب برس" في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعيد ظهيرة اليوم الأحد في مجمع البادية الخيري التنموي, عن القصد من إقحام المؤسسة في الشأن السياسي فيما يتعلق بكلمة الافتتاح, أمس السبت, قال باتيس: "نحن أولا وأخيرا مسلمون والمسلم يؤمن بشمولية الإسلام".

وفيما نوه إلى أن القانون الرسمي للجمعيات والاتحادات وقانون الوزارة رقم (1) لعام 2001, يحضر ويحرم ويمنع بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة التدخل في السياسة أو الانتخابات أو دعم أي حملة انتخابية, شدد على أن مؤسسة البادية الخيرية لا تتدخل في السياسية "لا في أنشطتنا ولا في مشاريعنا ولا في برامجنا, ولا نتدخل في السياسة لا من دعم مادي ولا عيني ولا معنوي أو بأي شكل من الأشكال, فنحن نعمل للجميع والإسلام, ولا نخص حزبا سياسيا أو شخصية سياسية أو مرشحا سياسيا ونحن موقعون على نظام أساسي معمد من الوزارة تنص مادة من مواده على أنه لا يجوز أن تدعم البرامج السياسية والانتخابية بصورة مباشرة أو غير مباشرة".

وعاد ليقول: "فيما يتعلق بخطاب افتتاح الملتقى بحضور شخصيات سياسية وشخصيات عديدة, وبما أننا جزء من المجتمع, فنقول للعمل الصواب صواب والعمل الخطأ خطأ, ونحن نعين إخواننا المسلمين في أي مكان وليس في اليمن فقط.. نعينهم على تجاوز الأخطاء والعقبات لأن هذا مبدأ إسلامي نبيل, والله لم يقل: إنما الحضرميون أو إنما اليمنيون أو إنما السعوديون, أو إنما العرب, بل قال (إنما المؤمنون إخوة), ومعني الأخوة معنى كبير".

وعن الموقف مما إذا لم يُصحح مسار الوحدة, أجاب باتيس: "كموقفك.. أنا وأنت أصحاب مصير واحد, وبلد واحد وقضية واحدة, فقل لي ما موقفك, سأقول لك ما موقفي, سيكون واحد إن شاء الله".

وقال في كلمته ببداية المؤتمر الصحفي إن "الجمعيات التي حضرت الملتقى هي من أبرز جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني على مستوى اليمن, وهذا مكسب ومغنم كبير لهذا الملتقى وهي من صميم أهدافه في أن يجتمع كوكبة من أكثر من 90 مؤسسة وجمعية خيرية في مكان واحد", مضيفا "نحن أتينا لنتعاون ولنقدم الصورة الحقيقة على البر والتقوى, ونحن نعاون غيرنا ونساعد بعضنا ونوجه النصح لبعضنا".

وشدد على أن "العمل الخيري والتنموي إنما هو حياة كاملة للإنسان, أكبر من أن يُطعم أو يُسقى أو يُكسى فقط", وقال إن لمؤسسة البادية ثلاثة مراحل, هي: مرحلتا التأسيس والبناء, واستغرقت 10 سنوات ستكملها نهاية العام القادم, إضافة إلى مرحلة الانطلاق التي ستكون مع بداية العام 2012, حد تعبيره.

وعن أبرز ما حققته مؤسسة البادية, قال باتيس: "نعتبر أن أبرز ما تحقق أن هذه المؤسسة قامت من لاشيء, من الصفر, وقد اخترنا اسم البادية لنوصل كذلك رسالة مفادها أن أي منطقة فيها بشر يعيشون يمكن أن يكونوا أرقاما صحيحة مهما كانوا وفي أي مكان, والإنسان من الممكن أن يكون رقما صحيحا في الصحراء وفي الجبل وفي خيمة أو في قصر يستحق أن يُعتنى به ويُلتفت إليه".

وقال: "أصبح يشار إلى اسم البادية بالبنان مع أنه كان اسما مشوها, وأهل البوادي كان لا يُعبأ لهم, وكلما قال أحد: جاء البدوي, قيل له: ما حد يروِّي (يدل) البدوي طريق داره".

وأضاف: "تحقق للمؤسسة أن انضوى تحت سقفها أكثر من 12 ألف طالبا وطالبة يتعلمون القرآن الكريم ويتدارسونه بينهم".

وزاد: "مما تحقق كذلك أن استطاعت المؤسسة في غضون تسعة أعوام أن تصقل مواهب كثير من الشباب العاملين فيها, ومن مديرية القطن تحديدا, وهي المنطقة النائية والبعيدة والتي قلما كانت تذكر في وسائل الإعلام, وكان إذا جاء برنامج وثائقي عن حضرموت, فيبدأ بمديرة حورة ووادي العين ثم يقفز القطن وينتقل مباشرة لشبام ويواصل جولته, وكأن القطن ليس لها وجود, وفي عمر المؤسسة القصير برز رجال من القطن هم من يديرون مؤسسة البادية اليوم".

وتطرق باتيس إلى أنه "في مطلع 2011 ستبدأ مؤسسة البادية بإنشاء مستشفى تخصصي لرعاية المرأة والطفل, وسيكون نموذجا على مستوى اليمن", مشيرا إلى أن أرض المستشفى وتمويلها ومخططاتها أصبحت جاهزة "وبقي فقط أن نستقر على جهة لتنفذ المشروع, ثم نبدأ بالخطوة الأولى, وقد بادرنا بتأهيل 26 امرأة من الكادر الذي سيعمل في المستشفى ما بين ممرضة وفنية في طور التأهيل في عدد من المجالات, ونحن نخطط لاستكمال الكادر كاملا, حتى لا يكتمل بناء المستشفى إلا وقد أهلنا كادرا متكاملا في هذا المجال", منوها إلى أن الكلفة الإجمالية لإنشاء البناء قدرت بـ4 ملايين دولار.

وكانت مؤسسة البادية الخيرية, قد افتتحت, صباح أمس السبت, ملتقى شركاء البادية الثاني, بمجمع البادية التنموي في مديرية القطن بمحافظة حضرموت.

وانعقد الملتقى - الذي أتى برعاية الدكتورة أمة الرزاق حمّد, وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل, وضمن فعاليات تريد عاصمة للثقافة الإسلامية 2010, وتحت شعار "رؤية مشتركة لشراكة فاعلة" - بمشاركة 92 مؤسسة وجمعية خيرية من أنحاء محافظات الجمهورية, إضافة إلى عدد من العلماء والمشايخ من داخل اليمن وخارجه, ومنهم الدكتور وجدي غنيم, والدكتور حمود الحارثي, وبحضور عدد من وسائل الإعلام والقنوات الفضائية, إضافة إلى عدد من مسئولي السلطة المحلية في محافظة حضرموت, جاء في مقدمتهم عمير مبارك عمير- وكيل محافظة حضرموت لشئون مديريات الوادي والصحراء.