الهدف لتوجيه العديد من الرسائل السياسية لبعض الأطراف المحلية والخارجية، مفادها أنه أغلق تماما ملف التمرد المسلح في صعده،

الأربعاء 30 أغسطس-آب 2006 الساعة 06 صباحاً / مأرب برس
عدد القراءات 2518

بدأت حمي الانتخابات الرئاسية في اليمن بالاشتعال مع مقتل نسيب أحد المرشحين المستقلين للرئاسة، مساء أمس الأول، فيما تبادل الاتهامات بالفساد بين المرشحين لا زال يسيطر علي حملاتهم الانتخابية وهو ما اضطر اللجنة العليا للانتخابات الي اصدار تحذيرات وتنبيهات متكررة بتفادي مثل هذه (التجاوزات) الانتخابية.

وذكرت المصادر الصحافية أن المرشح المستقل لمنصب رئيس الجمهورية احمد المجيدي ألغي مهرجانين انتخابيين كان مقررا اقامتهما في محافظتي شبوه وحضرموت في جنوب البلاد اثر مقتل ابن شقيقته عادل المجيدي وهو منسق حملته الانتخابية في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج.

وأوضح مسؤول الحملة الانتخابية للمرشح المجيدي محمد الماطري أن عادل المجيدي أصيب بطلق ناري في الرقبة من قبل مجهولين أثناء أدائه صلاة العشاء علي سطح منزله في مدينة الحوطة.

وأكدت المصادر أن الأجهزة الأمنية باشرت التحقيق في هذا الحادث بعد تلقيها البلاغ ولم يتم الاعلان حتي وقت متأخر من مساء أمس عن نتائج هذه التحقيقات الأمنية ولا عن دوافع الجناة التي تقف وراء حادثة مقتل المجيدي الصغير.

في غضون ذلك ألغي المرشح الرئاسي المستقل الآخر الدكتور فتحي العزب مهرجانا انتخابيا كان مقررا اقامته في محافظة البيضاء الي يوم غد الخميس، لاستكمال الاجراءات الأمنية وحرصا علي اقامته في مدينة رداع عاصمة المحافظة.

من جهة أخري علمت القدس العربي أن الرئيس علي عبد الله صالح سيدشن مهرجاناته الانتخابية الجماهيرية اليوم الأربعاء في عاصمة التمرد المسلح، محافظة صعده الحدودية مع العربية السعودية، التي شهدت خلال السنتين الماضيتين تمردا مذهبيا مسلحا بزعامة حسين بدر الدين الحوثي.

وفضّل صالح علي ما يبدو بدء حملته الانتخابية من هذه المدينة القصيّة لتوجيه العديد من الرسائل السياسية لبعض الأطراف المحلية والخارجية، مفادها أنه أغلق تماما ملف التمرد المسلح في صعده، كما أن حكومته تسيطر باحكام علي كافة التراب اليمني وأن الوضع الأمني فيها مستتب لدرجة امكانية اقامة مثل هذه المهرجانات الجماهيرية الهامة بأمان، وأنه لا مجال لتدخل (الغير) في خلق أجواء غير آمنة في بلاده.

وكانت الانتخابات الرئاسية اليمنية بدأت بالسخونة بتدشين الحملات الانتخابية للمرشحين، التي قُرعت أجراسُها رسميا نهاية الأسبوع الماضي والتي تستمر لقرابة شهر، أي حتي موعد اجراء الانتخابات الرئاسية في 20 أيلول (سبتمبر) المقبل.

المهرجانات الانتخابية الجماهيرية، كانت أبرز الفعاليات التي سيطرت علي برامج المرشحين فيما بدأت الملصقات وصور المرشحين بالزحف نحو مباني المدن الرئيسة وشوارعها ومفترق الطرق، وان كان التنافس الدعائي الفعلي، كما التنافس الانتخابي، محصورا بين مرشحين اثنين هما مرشح حزب المؤتمر الحاكم الرئيس علي عبد الله صالح، ومرشح تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض فيصل بن شملان، فيما المرشحون الثلاثة الآخرون للرئاسة دائما في الهامش.

وتركزت أغلب محتويات البرامج الانتخابية لمرشحي الرئاسة اليمنية حول قضايا مكافحة الفساد، مكافحة الفقر والبطالة بالاضافة الي وعود بتحسين الأوضاع الاقتصادية والصحية والتعليمية، فيما لقيت المشكلة الأمنية اهتماما جزئيا لدي بعض المرشحين وفي مقدمتهم الرئيس المرشح صالح، الذي أعطي لقضية مكافحة الارهاب بعضا من اهتمام حملته الانتخابية.

الانتخابات الرئاسية اليمنية تجري لأول مرة في أجواء تنافسية حقيقية، اثر ترشيح تكتل اللقاء المشترك لأحزاب المعارضة (5 أحزاب رئيسية) مرشحا واحدا باسمها لمنافسة الرئيس صالح، الذي يقود البلاد منذ أكثر من 28 عاما، ومن المقرر أن تكون هذه آخر دورة انتخابية له، وفقا للدستور المعدّل في العام 1994، تنتهي في 2013.

الي ذلك دعت اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء المرشحين للانتخابات الرئاسية الي تجنب توجيه الاتهامات وتفادي استخدام أساليب التجريح والتشهير والخطابات المستفزة التي تؤدي الي تعكير صفو الأجواء الانتخابية

وطالبت المرشحين الخمسة للانتخابات الرئاسية بـ التركيز علي المستقبل وتوضيح أهداف ومضامين برامجهم الانتخابية بعيدا عن المناكفات والمكايدات السياسية التي لا يستفيد منها سوي أعداء الديمقراطية .

وقال رئيس قطاع الاعلام والتوعية الانتخابية عبده محمد الجندي في بيان رسمي ان اللجنة اذ تعبر عن ارتياحها لانتظام المرشحين في قراءة برامجهم (تلفزيونيا) وعقد مهرجاناتهم الانتخابية في مواعيدها المكانية والزمانية المحددة من قبل اللجنة، فانها تدعو جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية والصحافة الحزبية الي مراجعة خطاباتها الاعلامية الدعائية المستفزة التي من شأنها تسميم الأجواء الانتخابية الهادئة، وكذا الابتعاد عن كل أساليب التجريح والاساءة والتدليس والتضليل والمبالغة في الوعود الانتخابية باعتبار ذلك من الجرائم الانتخابية التي يحظرها قانون الانتخابات .

ونسبت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الرسمية الي الجندي قوله ان مصلحة المرشحين تقتضي منهم التركيز علي المستقبل، بدلا من الاستطراد في نبش جروح الماضي وسلبياته .

المصدر القدس العربي