(السعيد) تحتفي بتريم عاصمة للثقافة الإسلامية

الثلاثاء 09 فبراير-شباط 2010 الساعة 10 مساءً / تعز– مأرب برس- أحمد النويهي:
عدد القراءات 3719

احتفاء بإعلان تريم عاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام نظمت مؤسسة السعيد للعلوم الثقافة بتعز اليوم الثلاثاء فعالية احتفائية عبر محاضرة شارك فيها الكاتبة بشرى المقطري وفيصل سعيد فارع- مدير عام المؤسسة.

وأشارت بشرى في محاضرتها على إطلالة على الجانب العلمي لمدينة تريم والمناطق الحضارية فيها واستعرضت التسميات الخاصة بالمدينة ونسبها وكيف تأثرت بالموروثات الإسلامية وكيف أنها أصبحت منار إشعاع في القرن الخامس الهجري.

وقالت بأن المدينة شهدت تحولات جذرية خلال العصور الإسلامية ومن أهم العوامل التي ركزت على الدين المهاجر أحمد بن عيسى ونسبه إلى الحسين بن علي 318هـ والذي قدم إلى تريم وعمل على نشر التصوف ومبدأ الوسطية ونبذ الغلو والتطرف فأصبح السادة العلويين والمنتسبين إليهم لهم حضور متميز في الجانب الثقافي والاقتصادي.

وأضافت أنه لابد من الإشارة إلى الدور الذي لعبه العلويون في جعل تريم سببا في نشر الإسلام في أصقاع حضرموت وإفريقيا وشرق أسيا فكانوا أهل حضارة وعلم الأمر الذي جعل تريم رائدة في الحركة الثقافية وأصبحت ملاذا للباحثين عن العلم والثقافة.

واستعرضت في سياق محاضرتها تطور مدينة تريم وأبرز علمائها وكيف أنها أصبحت منارة علم وإشعاع ديني وكذلك الأربطة والجمعيات والكتاتيب والمساجد التي اشتهرت بها تريم.

إلى ذلك قدم فيصل سعيد فارع في محاضرته رحلة استهلالية لتخوم تريم، وتساءل لماذا هي مدينة؟, وقال بأن اليمن أخرجت ثقافة استلهموها من داخلهم وتداخلت فيها جوانب أخرى من مناطق مختلفة وفقا للأدوات والحاجات، فاليمنيون ادمجوا ما يتناسب معهم كحاجة جوهرية في الملف الثقافي اليمني.

وأوضح أن تريم تتوافر فيها شروط المدينة تاريخيا والحقيقة الوحيدة حول مفهوم المدينة هو الاختلاف الدائر حوله(الموقع- محكمة خاصة- الترابط- حكومة ذاتية أو مستقلة عن طريق الانتخاب).

وقال "هذه الشروط لأي مدينة توافرت في موضع تاريخي اسمه تريم والتي أصبحت مدينة تأتت فيها عوامل حضارية وثقافية في تلكم الفترة الموغلة بالقدم, فكان لتريم حضورها الإنساني البهي في الفترات التاريخية من خلال موقعها مكان عبور لقوافل البخور", مشيرا إلى أن تريم بنت العديد من المساجد أبرزها المسجد الجامع والذي تلتف حوله المساجد الأخرى ومن أبرز معالمها منارة المحضار المصنوعة من الطين وأضحت بحاجة إلى ترميم.

وأضاف أن أبناء تريم كانوا يقدمون الإسلام للدارسين والباحثين ووضع أبناؤها تاريخا جديدا من الدعاة ولكنه انحسر بعد ذلك, مؤكدا أن اليمنيين هم صانعو تاريخ سنغافورة الحديث وكان لهم حضور تاريخي دعوي فيها, مشيرا إلى أن المتحف الكبير لهذه الجزيرة يحوي الكثير من المآثر التاريخية لليمنيين.

وعرج فيصل سعيد فارع في محاضرته إلى الحضور القوي لتريم حضرموت حد التعبير الأبرز والمتمثل باللغة والتعبير الثقافي في إعادة صياغة اللغة الجاوية والشبيه باللغة العربية إلى حد كبير من خلال استعارتها لحروفها وعملت على إدخال تعديلات لا أصول لها في العربية وأدخلت مفردات جديدة تنسجم مع الصوت وحضور عميق في الجذور.

وقال "إن تريم مدينة لها جذور وحضور إنساني إسلامي على وجه الخصوص وكانت تصدر فيها ثلاث صحف هي حضرموت والنهضة والإخاء وكلها صحف أسبوعية", مشيرا إلى أنها بحاجة إلى تعدي الاحتفائية بها إلى إيجاد نهضة حقيقية من خلال المعارف والفنون وأوجه النشاط الإنساني, وأن تصبح هذه المدينة بمثابة ورشة عمل متواصلة فهي بلد القصور والجوامع وفيها مكتبة الأحقاف التي تحتاج إلى فهرسة وتنزيل إلى الانترنت وتعريف العالم بالعقل اليمني الذي يجب أن نباهي به.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة ثقافة