آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

فيصل علوي.. أربعة عقود في رحلة العود

الأحد 07 فبراير-شباط 2010 الساعة 09 مساءً / مأرب برس- خاص:
عدد القراءات 18615

حين فجعت الأوساط الفنية والثقافية اليمنية, اليوم الأحد, بوفاة الفنان العظيم فيصل علوي, قالت وزارة الثقافة إن أنغامه وإبداعاته ستجوب بساتيننا وحقولنا وتضفي البهجة والسرور على أيامنا وتبقى خالدة في أرواحنا, ولم يكن إلا ليغادر الحياة الفانية بجسده.

وأضافت في بيان نعيها, أن تجربة الفنان في الساحة اليمنية وخاصة في مجال الأغنية اللحجية اكتسبت خصوصية وتميزا لا تزال تسكن الذاكرة الفنية اليمنية بعد أن ملأ بساتين الحسيني أشواقاً وأشجاناً وحنيناً وحبا لليمن الوطن والإنسان, مؤكدة على أن رحيل هذا الفنان الكبير سيخلف الحزن والأسى, إذ تمثل وفاته خسارة للساحة الفنية كأحد عمالقة الغناء في اليمن.

يعتبر الفنان فيصل علوي من الرعيل الأول للحركة الفنية في لحج الخضيرة التي طالما عشقها وتغنى بها وألهب طيلة أربعة عقود من رحلة العود مشاعر الملايين, على مستوى الداخل والخارج, ولا يكاد يوما يمر في شوارع مدينة الحوطة, أو في معظم أرجاء محافظة لحج دون أن يشدو بلبل الحسيني بأجمل الأغاني التي عشقها من روح ولهانة ووجدان مثمول بالوجد وصبابة أسقاها من حب المعاني ومعين الأوتار, بل أنه لم يغدو إنسان في فرح أو يعود منه دون أن تعزف الألحان في مخيلته الفنية لحنا شدت به حنجرة أبو باسل.

بدأ فيصل علوي مشواره الفني سائلا بالحب فاتنه الجميل في لغة ريانة بالجمال وبديع يضفي على المعنى قبولا سلسا في لحن طالما امتلأ بالإبداع واخضوضل بالعذوبة الآسرة لذائقة الأفئدة الدائخة في حنايا الجمال. كانت أغنية "أسألك بالحب يا فاتن جميل" للشاعر احمد عباد الحسيني وألحان الفنان صلاح ناصر كرد, أولى باكورة "بن علو" وسجلها في إذاعة عدن عام 1958م.

يرحل فيصل علوي عن الحياة تاركا مخزونا فنيا يستطيع إرواء الساحة الفنية لعقود بل قرون من الزمن القادم, وكما كان يقول إنه ولد والعود معلق أمامه, مبينا العلاقة الحميمة والوطيدة والمتكئة على البداية الملهمة في عمق تاريخي, امتد من منتصف القرن المنصرم.

وقد تواترت الأنباء حول سنة مولد علوي, وتأرجحت بين 1950, و1949, إذ انه, رحمه الله, هو الآخر خمن ذات مرة في مقابلة مع صحيفة "14 أكتوبر" أنه من مواليد 1950, في قرية الشقعة محافظة لحج, ولديه من الأولاد, ثلاثة منهم ذكور, وبنت واحدة.

لقد ترجل فيصل وترك خليفته "علوي فيصل علوي" كما كان يقول, علماً بأن عائلته كلهم فنانين, "والفنان ليس مقتصراً على الغناء فقط فكل إنسان يبدع في مجاله يعتبر فناناً وأنا فخور بأبنائي كثيراً", حسب قوله.

في ركب الخالدين

لقد لحق فيصل علوي, بأحمد عبيد قعطبي, ومحمد جمعه خان, وفضل محمد اللحجي, ومحمد قاسم الأخفش وعوض المسلّمي, ومحمد علي الدباشي, ومحمد الماس, وأحمد عوض الجرّاش, وعمر غابة, وأحمد بن احمد قاسم, ومحمد سعد عبد الله, وعبد القادر با مخرمة, وعلي بن علي الآنسي, وعلي السمة, وطه فارع, ومحمد حمود الحارثي, وكثير من الذين خلدوا الأغنية اليمنية عصية على النسيان.

قالوا عنه

غير واحد أبدى حزنه العميق, وفاجعته الكبيرة برحيل الفنان الكبير فيصل علوي, فقد اعتبر الفنان أحمد بن غودل- عميد معهد جميل غانم للفنون الجميلة بعدن أن فيصل علوي يعد من كبار الفنانين الشعبيين، الذين أسسوا مدرسة للفن والغناء الشعبي "ومن الفنانين الذين نقشوا تراث المرحوم القمندان ونشروه على مستوى الخليج والوطن العربي".

في حين قال الفنان عصام خليدي: إن رحيل الفنان الكبير فيصل علوي خسارة فنية فادحة بكل المقاييس ولا يمكن تعويضها على المدى المنظور أو البعيد فقد كان في واقع الأمر ثروة فنية قومية.

ومن جانبه, قال صديقه الفنان فضل كريدي: إن هذا الفنان العملاق بالفعل جديرا بصفة رائد الأغنية اللحجية، وبالذات الأغنية القمندانية حيث وصل بهذه الأغنية إلى مستوى الخليج والوطن العربي بشكل عام, مشيرا إلى أن الفنان الكبير فيصل علوي كان عازفا ماهرا وملحنا متفردا وفنانا محبوبا له مكانته في قلوب الناس.

أما الفنان عوض أحمد فقد أكد أن فيصل علوي حاز على الريادة في مجال الغناء الشعبي ودوره المشهود في إحياء التراث الفني بأشكال وألوان متعددة, مؤكدا أنه علم من أعلام الغناء اليمني وفنان كبير أحبه الجمهور داخل اليمن وخارجه ويعتبر فنان لحج الأول وقد قام بنشر أغاني القمندان، وتقديمها للجمهور بأدائه الرائع وصوته الطروب.

ويلقبه الفنان نجيب سعيد ثابت أمير الغناء اللحجي، إذ كان يسميه الخارق دوماً في الأداء والعزف, مضيفا أن الساحة الفنية في اليمن خسرت فيصل علوي، ولن تستطيع تعويض مثله ولو بعد مئة عام.

وقد عبر الفنان أحمد الخالدي عن حزنه العميق بوفاة الفنان فيصل علوي الذي خسرته الساحة الفنية علما من أعلام الفن اليمني، ومرجعاً من مراجع الألوان الغنائية اليمنية وخاصة اللون اللحجي، كما فقدت وطنياً غنى لليمن وأطرب الشعب بألحانه وأغانيه, مضيفا أنه عرف وطنياً ومناضلاً أحب وطنه وبلده، كان ينال الإعجاب ويلقى ترحيباً كبيراً.

توثيق الأعمال الفنية للراحل

إلى ذلك أكد المدير التنفيذي لـ"تريم" عاصمة الثقافة الإسلامية معاذ الشهابي أن وزارة الثقافة ستعمل على توثيق كافة الأعمال الفنية للفنان الكبير فيصل علوي والتنسيق مع السلطة المحلية بمحافظة لحج لتخصيص أحد المباني بالمحافظة لتكون مؤسسة فنية ومتحفاً يضم كافة أعماله الفنية وبعض الأشياء المتعلقة بالفنان من أعمال ومشاركات فنية وغيرها بما يسهم في تواصل الاحتفاء بتراث هذا الفنان الذي قدم لليمن الكثير، وكان أنموذجاً للفنان المحب لليمن والمعطاء للوطن والإنسان.

من أغانيه

حالي وا عسل نوب, مهما الهوى يفعل, حمام الحسيني, محتار في أمري, حبيبي, غلطنا يوم حبيناك, قولوا لذول العنب, اشتكي من طول هجرك, خماسي الحروف, يا وليد يا نينوه, مطر نيسان, يا خميسان, فراشة أوعدت زهرة.. وغيرها العشرات من الأغاني..

وغنى الفنان الكبير فيصل علوي لكثير من الشعراء, كان من أبزهم الشاعر الكبير الأمير أحمد فضل القمندان, كما غنى الفنان الراحل بعض أغانيه شعرا وأداء ولحنا.

غنى من التراث

رضاك خير من الدنيا, ياساري البرق, طاب السمر, ياليلة النور, بغنجة والدلال, الفضل بسم الله, ليتني واحبيبي, وغيرها.

*حديث الفنانين والمدير التنفيذي لـ"تريم", مأخوذ من وكالة "سبأ"؛ بتصرف.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة ثقافة