آخر الاخبار

رويترز: النظام اليمني يصور خصومه في الداخل على أنهم مرتبطون بالقاعدة للحصول على دعم الأمريكيين

الجمعة 22 يناير-كانون الثاني 2010 الساعة 05 مساءً / مأرب برس- متابعات:
عدد القراءات 14183

قالت وكالة أنباء رويترز إن الرئيس اليمني الذي وصفته بـ"المراوغ" يحرص على الحصول على دعم وتمويل الأمريكيين عن طريق تصوير أعدائه الداخليين وهم المتمردون الحوثيون في الشمال والانفصاليون الجنوبيون الغاضبون من الحكومة على أنهم مرتبطون جميعا بتنظيم القاعدة بطريقة أو أخرى, في حين رأى محلل يمني أن الدور الذي لعبه طارق الفضلي مؤخرا "أكسب تحرك الحكومة لتحويل التمويل المخصص لمكافحة الإرهاب لإخماد الاحتجاجات المشروعة في الجنوب مزيدا من الشرعية", وأضاف آخر أن الحكومة اليمنية لا تستطيع أن تفعل الكثير إزاء القاعدة ما لم تحسم الحرب في الشمال والحركة الانفصالية في الجنوب, وسيكون المانحون حذرين في إلقاء مزيد من الأموال التي تذهب إلى جيوب المسئولين, بينما قالت محللة سعودية إن اليمن ضحية لدول الخليج من عدة نواح, ولا تزال تمثل تهديدا خطيرا لها.

وقال محللون, في تقرير نشرته "رويترز" اليوم الجمعة, على الغرب وحلفاؤه ألا يكتفوا بمكافحة الإرهاب إذا كانوا يريدون مساعدة البلاد في إخماد خطر المتشددين الذين يستغلون الصراعات الداخلية والفقر وضعف السلطة المركزية.

واكتسب اليمن أرض الجمال الآسر والشعب الودود, حسب رويترز, صورة سيئة منذ أعلنت جماعة مرتبطة بالقاعدة تتخذ من البلاد مقرا لها مسؤوليتها عن هجوم فاشل وقع في 25 ديسمبر كانون الأول على طائرة أمريكية.

وتجتمع الولايات المتحدة وحلفاؤها في العاصمة البريطانية لندن الأربعاء القادم لبحث سبل مكافحة التشدد وتشجيع الإصلاح في اليمن. ورأت رويترز أن "تعامل القوى الغربية مع الزعيم اليمني المراوغ مسألة حساسة للطرفين اللذين لا تتشابك مصالحهما إلا جزئيا".

نهج شامل وأهداف فورية

جيني هيل الخبيرة في شؤون اليمن, قالت: "يجب أن يتبنى الغرب نهجا (يشمل الحكومة بكاملها) يحدد أهدافا فورية لمكافحة الإرهاب في إطار عمل أوسع نطاقا يحاول معالجة الضغوط الاقتصادية الأبعد مدى ويقلل من حدة التوترات السياسية."

وتابعت هيل التي كتبت بحثا عن اليمن لمؤسسة تشاتام هاوس البحثية قائلة لـ"رويترز" إن هذا سيتطلب موقفا غربيا موحدا ودعما من جيران اليمن العرب فضلا عن شريك في اليمن يملك الإرادة والقدرة.

سوء الحكم

ويعترف المحلل اليمني عبد الغني الإرياني بأن الدور الذي لعبه "الجهادي" السابق طارق الفضلي في الحركة الجنوبية "أكسب تحرك الحكومة لتحويل التمويل المخصص لمكافحة الإرهاب لإخماد الاحتجاجات المشروعة في الجنوب مزيدا من الشرعية", ويرى أن مشكلة اليمن الرئيسية تكمن في سوء الحكم.

وقال الإرياني "لا يمكن تحقيق النصر في الحرب ضد القاعدة دون تجريدها من الأداة الرئيسية التي تستخدمها في التجنيد وهي الظلم والافتقار إلى سيادة القانون والفساد المستشري الذي أفقر أغلبية الشعب."

42% على دولارين في اليوم

ويقول البنك الدولي إن نحو 42 في المائة من سكان اليمن البالغ عددهم 23 مليون نسمة يعيشون على أقل من دولارين في اليوم. وهبط الريال إلى أدنى مستوياته خلال سنوات هذا الأسبوع. وانخفض إنتاج النفط الآخذ في التناقص 70 في المائة في الفترة من يناير كانون الثاني إلى أكتوبر تشرين الأول 2009 . ولا تستطيع صادرات الغاز الجديدة سد الفجوة, حسب رويترز.

وتضيف, من المنتظر أن يتضاعف عدد سكان اليمن خلال 20 عاما لكن الوظائف شحيحة بالفعل وموارد المياه تتراجع.

عجز الحكومة وحذر المانحين

وقال عبد الله الفقيه أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء "لا تستطيع الحكومة اليمنية أن تفعل الكثير إزاء القاعدة ما لم تحسم الحرب في الشمال والحركة الانفصالية في الجنوب... هذان الصراعان يوفران للقاعدة البيئة اللازمة للازدهار والتحرك بحرية".

وسيكون المانحون حذرين في إلقاء مزيد من الأموال باليمن على الأقل دون إشراف محكم. ولم تستطع البلاد إلا إنفاق جزء من خمسة مليارات دولار حصلت على تعهدات بها في مؤتمر عام 2006.

وقال الفقيه "لا تستطيع أن تعطي المساعدات للحكومة لتفعل ما يحلو لها. يمكن أن تذهب الأموال إلى جيوب المسئولين".

تزايد القلق في ضوء الافتقار للحكم

وقال وزير الدولة البريطاني ايفان لويس للبرلمان هذا الأسبوع "السبب الجذري للصراع في اليمن هو الافتقار للحكم وعدم توصيل الدولة للخدمات".

ويقول جريجوري جونسن المتخصص في شؤون اليمن بجامعة برنستون "هناك قلق متزايد داخل اليمن من أنه إذا اختفى التهديد من القاعدة ستذهب معه المساعدات الأمريكية أيضا".

وأشار إلى أن المانحين الغربيين يشعرون بالقلق من احتمال استخدام صالح والشخصيات البارزة الأخرى للمساعدات لأغراضهم السياسية الداخلية وليس لما يريد الغرب تحقيقه والذي قال إن لديه "مخاوف ذات مصداقية" بشأن حقوق الإنسان والفساد في اليمن, موضحا "أنها مسألة موازنات بالنسبة للجانبين".

اليمن ضحية دول الخليج

وتقول المحللة السعودية مي اليماني التي تتخذ من لندن مقرا لها أن دول مجلس التعاون الخليجي الست حافظت دائما على مسافة بينها وبين اليمن ورفضت ضمها إلى المجلس كما طردت العمال المهاجرين اليمنيين وهم مصدر أساسي للعملات الأجنبية. مشيرة إلى أن "اليمن ضحية لتلك الدول من عدة نواح... ولا يزال يمثل تهديدا خطيرا لها".

ويقول مسئولون يمنيون إن إحدى الوسائل لتخفيف معاناة بلادهم ستكون تشجيع الدول الخليجية على الاستعانة بعمال يمنيين وتحسين مهاراتهم من خلال مزيد من التدريب المهني في الداخل.