الارياني :أي يمني مخلص لوطنه ليس مستعدا للجلوس مع شخص يريد الانفصال

الثلاثاء 05 يناير-كانون الثاني 2010 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 8839

قال الدكتور عبد الكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية أن الوسيلة الوحيدة لإنهاء حراك الجنوب وتمرد الحوثيين هو خروج اليمن من الضائقة الاقتصادية واستئناف الحوار.

وأشار الارياني إلى أن المشهد السياسي في اليمن يشهد تجاذبات وآراء مختلفة، ربما لم تكن بهذا الاتساع إلا قبل أحداث 1994 وقال إن ما يجري في الجنوب بدأ بسقف ليس له سقف وقطع الطريق على فرص الحوار والنقاش في الأخطاء التي ارتكبت هنا وهناك.

وأضاف الارياني في حوار مع صحيفة «النهار» الكويتية ان رئيس الجمهورية في خطابه في 22 مايو الماضي قال إنه حصلت أخطاء ولابد من تصحيحها، ولم تلتقط هذه الإشارة من قبل الإخوة في ما يسمى «الحراك»، بل شطحوا أكثر وقطعوا الطريق على أي حوار أو نقاش حول من الذي سيجلس للحوار سواء في الدولة أو أي مواطن، وتساءل الارياني هل هناك يمني مخلص لوطنه مستعد لأن يجلس مع شخص يقول إنه يريد الانفصال؟ .

ولفت الارياني الى ان الاستمرار بالاحتجاجات والمظاهرات، ليس في صالح اليمن، ولن يكون اليمن يمنا كما نعرفه لو تم الاستمرار في ذلك، ولن يكون الجنوب جنوبا كما كنا نعرفه أو الشمال شمالاً .

واعتبر مايدور اليوم في الجنوب لا يقل خطورة عما جرى في عام 1994، بل ربما يكون أخطر من حرب صيف 1994، مع ذلك، هناك من يقول دعوهم يخربوا ودعوهم يقتلوا فهذا حراك سلمي .

وأنا أقول ( إن هذا الكلام لن ينطلي على أحد، فلابد للعقلاء، وهناك عقلاء لا شك في البلد، أن يفتحوا أبوابا ليست للخضوع والإذعان بل أبوابا لتصحيح أي خطأ قد مورس هنا أو هناك).

وأشار الارياني إلى ان العلاقة بين الحزب الحاكم والمعارضة لا تسر أبدا، كأحداث صعدة والحراك في الجنوب لأن اللقاء المشترك يتذرع بقضايا مختلفة، معتبراً ربط الحوار بقضايا حية وموجودة ولا تنكر أمر غير مقبول، خاصة بعد التوقيع على وثيقة فبراير 2009 وتأجيل الانتخابات النيابية لمدة عامين وفتح آمالا لتحقيق الأمن والاستقرار والتصالح والوصول لحلول مرضية للجميع، .

وقال الارياني (أصبح للمعارضة دور بعد التوقيع على الوثيقة وأعتقد أنه محل تقدير وإعجاب حتى في المجتمع الدولي، ومصدر هذا الإعجاب أن المعارضة والحزب الحاكم توصلا إلى اتفاق يؤدي إلى إصلاح النظام السياسي والانتخابي وحل مشكلة اللجنة العليا للانتخابات وإجراء انتخابات نزيهة وآمنة في العام 2011. الوضع اليوم لم يعد كذلك، وضع لم يعد له علاقة مطلقا بالاتفاق الذي وقع عليه الطرفان، السلطة والمعارضة، نحن اليوم في وضع لا يمت لاتفاق فبراير بصلة لا من قريب ولا من بعيد.

واضاف الارياني (نحن الآن في تواصل مع حلفائنا، وما يهمنا اليوم هو الوصول الى كيفية التعامل أولا مع الحوار وكيف ننظمه وكيف نتعامل مع التعديلات الدستورية وقانون الانتخابات واللجنة العليا للانتخابات، وحول نظام القائمة النسبية الذي يمكن ان نتفق عليه وحجمه ومكانه، كما ان المعارضة بدأت تتحاور مع حلفائها وأعتقد ان شهر يناير سيحمل مفاجآت وأنا أراهن على هذا الموضوع.

وعن الحوثيين قال الارياني إنهم يحاولون يوما بعد يوم توسيع رقعة وجودهم، وأنهم يتلقون دعما غير محدود، وهناك أحاديث عن دعم خارجي، لكن الذين يقولون إنهم في طريقهم إلى حكم اليمن حكما إماميا فأنا لست معهم ليس دفاعا عنهم ولا حبا فيهم، ولكن لأنهم أعجز من ان يعيدوا التاريخ إلى الوراء.

 

واكد الارياني ان اليمن يحتاج للخروج من الضائقة الاقتصادية لأنها لو خرج من هذه الضائقة لن يكون هناك حراك أو حوثي، لان المقاتل مع الحوثي يقاتل لأنه لا عمل عنده، والذين يتظاهرون في بعض مديريات المحافظات الجنوبية فانهم يتظاهرون لأنهم شباب عاطل عن العمل، لو أنهم يعملون ما خرجوا الى الشارع، لهذا يمكنني القول ان أساس ما يعاني منه اليمن هو الفقر والضائقة الاقتصادية .