مرت المسيرات الاحتجاجية التي قامت بها مكونات ما يسمى بالحراك الجنوبي اليوم الخميس دون أي صدامات تذكر مع قوى الأمن التي لم تتواجد في بعض المناطق التي جابتها تلك المسيرات.

وانطلقت المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية الأسبوعية للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين في كل من محافظة الضالع ولحج وأبين.

وشهدت مدينة الحبيلين مسيرة قدرت بالمئات, تخللها إطلاق النار من قبل قوات أمنية ردا على مواطنين حاولوا إنزال علم الجمهورية من على سنترال اتصالات المدينة, إلا أنها لم تتسبب في حدوث أية إصابات, حسبما أفاد مصدر محلي لـ"مأرب برس".

وفي المسيرة, دعا الدكتور ناصر الخبجي- رئيس مجلس الثورة السلمية, كما أصبح يعرف لاحقا, إلى حوار بمشاركة علي سالم البيض وعلى قاعدة ما أسماه بـ"فك الارتباط", مؤكدا على أن الثورة الجنوبية, حسب تسميته, تزاد قاعدتها الشعبية برجال الجنوب الأكفاء والأشداء أمثال طارق الفضلي وعبد الرب النقيب والشيخ حسن البنان, حد تعبيره. مضيفا "إننا نمتلك القدرة والإمكانية على فصل السم من بين العسل الذي تريد السلطة دسه لشعبنا".

وقال: "لا تخيفنا طائراتكم ومدافعكم, وفي الوقت المناسب سيعلن شعبنا ساعة الصفر وحينها سترتفع رؤوس مناضلينا, وتطأطئ رؤوس من لا يريد غير ذاته ومصالحه وبعدها لا ينفع الندم" حد قوله.

وفيما يتعلق بالخلافات بين مكونات الحراك الجنوبي أوضح الخبجي في كلمته "قد نتباين في وجهات النظر لكننا متفقون في الهدف", مشيرا إلى أن "شعبنا قد لا ينكر ما فعله الأعداء ولكنه لن ينسى ما فعله الأبواق رخيصي الثمن في محطات ثورتنا النضالية".

ودعا الخبجي القادة العرب والمجتمع الدولي إلى الانتباه للسلطة وما تجريه من إعداد وتحضير لحرب قادمة ضد المحافظات الجنوبية, التي قال إنها نقلت عددا من الوحدات العسكرية إليها في الآونة الأخيرة, طبقا لما ذكره.

ونفى أن تكون هناك أي علاقة أو رابط بين الحراك الجنوبي وتنظيم القاعدة والإرهاب, "ليس هناك أي علاقة ولا رابط طالما الأهداف والوسائل مختلف", مجددا إدانته للعنف والإرهاب جملة وتفصيلا, حد تعبيره.

إلى ذلك خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة الضالع, رافعة الأعلام الشطرية, ومرددة الهتافات المناوئة لنظام صنعاء, طبقا لأحد المصادر هناك.

وأكد المصدر لـ"مأرب برس" أن المظاهرة انطلقت من الشارع العام للمدينة, وقامت بالتجوال فيه لعدة مرات, في ظل غياب كامل للقوات الأمنية.

وأوضح أنه نتيجة لغياب قوات الأمن سارت المظاهرة دون حدوث أية مشاكل, في حين كانت المحلات وبسطات الباعة مفتوحة, دون أن تمس بأذى.

وفي مدينة الحوطة عاصمة لحج خرجت مسيرة قدرت بالعشرات دون حدوث أي صدامات مع العناصر الأمنية التي وقفت على مبعدة منها بحسب أحد المصادر المحلية.

وكان مجلس شورى الإصلاح في محافظة لحج قد عقد اليوم اجتماعا استثنائيا؛ للوقوف على أحداث المظاهرات الأخيرة في المحافظات الجنوبية, إضافة للوقوف على الانفلات الأمني الذي تشهده.

وأكد مراسل مأرب برس, أن شورى الإصلاح جدد وقوفه ضد أعمال القمع والاعتقالات ومصادرة الحريات, كما جدد موقفه بتأييد المطالب السياسية والحقوقية وإسقاط النظام, لكنه شدد على خيار الوحدة, مؤكدا وقوفه ضد الدعوة إلى الانفصال.

وفي السياق اعتصم صباح اليوم الخميس صحفيو الضالع أمام إدارة أمن محافظتهم؛ للمطالبة بالإفراج عن زميلهم خالد الجحافي- مراسل صحيفة الصحوة في الضالع.

وبحسب أحد الصحفيين, فإن المحافظ علي قاسم طالب وعد المعتصمين بالإفراج عن الصحفي الجحافي خلال الساعات القليلة القادمة.

يذكر أن مكونات ما يعرف بالحراك الجنوبي اتفقت على تنظيم مظاهرات ومسيرات أسبوعية كل خميس من كمل أسبوع, للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين الذين اعتقلوا جراء المظاهرات التي تشهدها المحافظات الجنوبية.

*الصورة من مظاهرة الضالع, الخميس 31/12/2009.