الباحث الغيلي يحاضر بجامعة صنعاء عن كيفية برمجة القرآن للحياة

الأربعاء 30 ديسمبر-كانون الأول 2009 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 7688

ألقى الباحث اليمني / عبد المجيد محمد الغيلي محاضرةً قيمة بعنوان "كيف يبرمج القرآن الحياة؟.

وأشار في المحاضرة التي ألقاها بحضور العشرات في مركز الإشاد التربوي والنفسي بجامعة صنعاء الى أن القرآن الكريم جاء فبرمج الحياة عبر أربعة محاور، المعرفة الإنسانية، والنفس الإنسانية، والمجتمع الإنساني، والإنتاج الإنساني.

 ثم تناول في حديثه بعض التفصيل لقضية برمجة المعرفة، وكيف أن القرآن جاء ليبني مجموعة من السنن تؤسس لمعرفة شاملة متكاملة ربانية، معرفة لا تعرف السكون والانحباس المعرفي، ولا تعرف الخمود والانحباس الاجتماعي، ولا تعرف التبعية والتقليد العقلي. معرفة ترفض أن تقوم على إتباع الظنون والأهواء، معرفة تهدي الإنسان إلى المنهج الصحيح للتعامل مع الخلق، معرفة علمية، كفيلة بإدراك القوانين والسنن العلمية، معرفة فاعلة تسعى إلى تسخير ما حول الإنسان، وتعمير أرضه، وهي معرفة تؤسس لحياة مستقيمة تقوم على القداسة المعرفية، والقيم السماوية، وتسعى إلى الحفاظ على المجتمعات من نير الاستبداد، وعواصف الطغيان، وأوحال الارتكاس في الضلال. وهي بهذا المعني تكون أساسا من أسس النهوض الحضاري".

وتحدث الباحث الغيلي في السوآت الحضارية للبشرية قبل الإسلام، على المستوى المعرفي والنفسي والاجتماعي، وكيف أن هذه السوآت كانت قاتلة، وحائلة دون نهوض أي عمل حضاري، فهم كانوا متقلبين في أحضان الجهل والخرافة والأسطورة على المستوى المعرفي، وعلى المستوى الاجتماعي كان يغلب الانحلال والطبقية والجشع الاقتصادي والاستبداد السياسي. وكانت المهمة أمام القرآن الكريم هائلة، إنها مهمة التغير والبناء. ولقد استطاع القرآن خلال ثلاث وعشرين سنة أن يغير معالم الحياة كاملة، ويخرج للناس فئة تقود الركب الحضاري، وتقود البشرية إلى الخير والسلام والأمان .

ومما لفت النظر إليه رؤيته حول قوله تعالى (إنه فكر وقدر. فقتل كيف قدر . ثم قتل كيف قدر . ثم نظر . ثم عبس وبسر . ثم أدبر واستكبر . فقال إن هذا إلا سحر يؤثر . إن هذا إلا قول البشر)، فهو بين أن أي عطاء إنساني –أيا كان نوعه، وأيا كان مظهره- له ثلاث مراحل: مرحلة التفكير، ثم مرحلة التقدير، ثم مرحلة التعبير سواء أكان لغويا أم غير لغوي.

 وقد استوعبت هذه الآيات المراحل الثلاث، فهو فكر وقدر ثم عبر، وتعبيره غير اللغوي تمثل في النظر والعبوس والبسور، وأما اللغوي فتمثل في القول بأن القرآن سحر. أما الإدبار فهو إشارة إلى سلبية العطاء التعبيرى، وأما الاستكبار فإشارة إلى سلبية العطاء العقلى. وفرق بين التفكير والتقدير، وأن التقدير هو الطرق المتحكمة في التفكير.

وتوصل إلى القول بأنه: نعم لحرية التفكير، لا لحرية التقدير. نعم لحرية التفكير مطلقاً، ونعم للتقدير الحسن الذى يقوم على أسس سليمة من التفكير، أما التقدير السيئ الذى يقوم على مؤثرات ذميمة من هوى وتعصب وانخداع وانبهار وتقليد وجمود فلا لهذا التقدير. فحرية التفكير مكفولة، والنتائج الحسنة -سواء أصائبة أم خاطئة- مقبولة، ولكن هذا لا يمنع من بيان الحق، وتمحيص هذه النتائج، ونشر الصحيح الصواب، وطي الخطأ. .

ثم استعرض منهجه في كتابه (كيف يبرمج القرآن الحياة)، وبين أنه كان ثمرة لتساؤلات ثلاثة ظلت تشغله عدة سنين، وهذه التساؤلات هي: كيف ربى القرآن البشرية؟ وكيف نقدم القرآن للبشرية؟ وكيف نكشف عن برامجه في الإصلاح والهداية؟ وقد أدت به هذه الأسئلة إلى ثلاث قناعات، الأول: أن القرآن عندما نزل كان يخاطب العالمين، مسلمهم وكافرهم، وكان يقدم لهم برامج الإصلاح سواء اتبعوه أم لا.

 والثانية: أننا ينبغي أن نقدم القرآن للبشرية كما قدم القرآن نفسه أول مرة فنقرأه بطريقة مختلفة وبمنهجية مختلفة، والثالثة أن منهجية القراءة تقوم على تقديم وحدة موضوعية جديدة، تقوم على ترابط السور، وفي كل سورة يكون التحليل وفق تلك الوحدة الموضوعية.

وحضر المحاضرة التي قدم لها الدكتور/ابراهيم ابو طالب مدير مركز الارشاد التربوي والنفسي بجامعة صنعاء عدد من أساتذة الجامعة والطلاب والمهتمين.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن