تفاصيل عملية احباط تفجير الطائرة الامريكية

الإثنين 28 ديسمبر-كانون الأول 2009 الساعة 10 مساءً / مأرب برس-BBC
عدد القراءات 8092

كشفت افادات الركاب على متن الطائرة الامريكية التي تعرضت لمحاولة تفجير في طريقها الى مطار ديترويت شمال الولايات المتحدة الجمعة الماضية، عن تفاصيل عملية احباط التفجير التي اشترك فيها ركاب الطائرة.

فالخلاصة التي قدمها مكتب التحقيقات الفيدرالي تشير الى ان الركاب سمعوا صوتا اشبه بالمفرقعات النارية ورأوا لهبا ودخانا ينبعث من الراكب النيجري، الامر الذي دفع احد الركاب للانقضاض عليه.

وتشير الخلاصة الى ان قبل 40 دقيقة من هبوط طائرة الرحلة 253 التابعة لشركة "نورثويست ايرلانيز" القادمة من امستردام في مطار ديترويت، نهض الراكب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب من مقعده في منتصف مقصورة الدرجة الثانية وتوجه الى مرحاض الطائرة.

ويقول الركاب ان الراكب النيجيري البالغ من العمر 23 عاما امضى في دورة المياه حوالى عشرين دقيقة.

وبحسب وثائق قضائية نشرتها وزارة العدل الاميركية السبت فأن "عبد المطلب، ولدى عودته الى مقعده، قال انه يشكو من الم في معدته وغطى نفسه ببطانية".

صوت اشبه بالمفرقعات

وما هي الا لحظات حتى توالت الاحداث، اذ سرعان ما سمع الركاب دوي انفجارات اشبه بالمفرقعات وانتشرت في المقصورة رائحة حريق.

ورأى الركاب الجالسون قرب الشاب النيجيري النار تشتعل في بنطاله وكذلك في جانب الطائرة الذي يجلس فيه.

ويشير بعضهم ان المتفجرات الشديدة القوة كانت مخبأة في سرواله الداخلي.

وفي هذه اللحظة قام الراكب الهولندي جاسبر شورينغا الذي كان على مبعدة عدة مقاعد عنه بالقفز فوق المقاعد التي تفصل بينه وبين الانتحاري وانقض عليه.

وقال شورينغا لشبكة "سي ان ان" الاميركية لقد استجبت مباشرة لتصرفه، لم افكر بل قفزت عليه، رميت بنفسي الى مكانه وحاولت انقاذ الطائرة".

واضاف: "لقد قفزت عليه، رحت افتشه بحثا عن متفجرات ومن ثم اخذت منه شيئا ما كان يحاول اذابته واشعاله وحاولت اطفاءه.

وبينما كنت افعل ذلك كنت ايضا ممسكا به، عندها اخذت النيران تشتعل في المقعد".

واصيب شورينغا بحروق في يده اليمنى بينما كان يحاول اطفاء النيران بكل ما اوتي من وسائل بما في ذلك بيديه العاريتين، قبل ان يساعده في ذلك ركاب آخرون هرعوا بالماء والبطانيات الى ان جاء افراد الطاقم بمطفأة الحريق.

اثر ذلك شلت حركة المتهم النيجيري تماما واحكم الركاب السيطرة عليه، وقد اصيب بحروق بالغة في ساقه جراء الانفجار.

تفتيش

وفقا لرواية السائح الهولندي فانه قام باقتياد الراكب النيجيري وبمساعدة احد افراد الطاقم الى مقصورة الدرجة الاولى حيث تم نزع ثيابه وتفتيشه بحثا عن متفجرات اخرى محتملة.

ويشير ركاب اخرون ان عددا من الركاب وطاقم الطائرة اشتركوا في نقله الى المقصورة وتفتيشه.

واضاف شورينغا ان منفذ الهجوم الفاشل كان "خائفا"، بيد انه لم يوضح تفاصيل ذلك.

بينما اجمعت كل افادات الركاب على ان الشاب النيجيري كان "هادئا وواعيا" طوال الوقت.

وقال راكب اخر يدعى سيد جعفري (57 عاما) :" في ظرف ثوان تمت السيطرة على كل شيء، كان الركاب سباقون الى الفعل. لقد قمنا بعمل ذلك وليس هناك ما نتكلم عنه".

ويقول الراكبة ريتشيل كيبمان (24 عاما ) ان السلطات الامنية قامت باستجوابهم اثر الحادثة، ثم اطلقت سراحهم لاحقا في المطار.واضافت حين قفز شورينغا عليه " صفقنا جميعا".

وبحسب بعض الافادات فان الركاب الذين كانوا جالسين في مقاعد بعيدة لم يعلموا بوجود اي خطب على الاطلاق، حتى دخول قبطان الطائرة الى مقصورة الدرجة الثانية واخباره الركاب بما جرى.

وتوجهت الطائرة عند هبوطها الى منطقة معزولة في مطار ديترويت.

وبعد ترجل الركاب من الطائرة، قام البوليس الفيدرالي الامريكي الاف بي آي باستجواب جميع الركاب لساعات طويلة.

البحث عن أدلة

وفي الوقت نفسه كان خبراء تفكيك المتفجرات يفتشون الطائرة بحثا عن الادلة، ومن بين ما عثروا عليه بقايا متفحمة لحقنة استخدمها على الارجح المتهم لتفجير شحنته الناسفة.

وتم نقل المتهم الى مستشفى جامعة ميتشيغان حيث بدأ المحققون تحقيقاتهم معه.

وتقول جينيفر الن (41 عاما) وهي ممن كانوا على متن الطائرة : " نحن لسنا لا مبالين بحيث نستسلم لشعور اننا امنين ونترك للاخرين امر حمايتنا امنيا... لن نجلس منتظرين ان يقوم شخص ما بفعلته لاننا ننتظر بسلبية، عندها يكون ردنا متأخرا جدا".

وفي يوم السبت، اي بعد يوم واحد من الحادثة وجهت السلطات القضائية الأمريكية الاتهام إلى النيجيري، عمر فاروق عبد المطلب(23 عاما)، بمحاولة نسف الطائرة التابعة لشركة نورث ويست في ديترويت شمالي الولايات المتحدة.

وتلا القاضي لائحة الاتهامات على المتهم الذي أحضر إلى قاعة مؤتمرات في المركز الطبي التابع لجامعة ميشيجان حيث يعالج من جراء الحروق التي أصيب بها.