لماذا انفجرت المليشيات غضباً في وجه إطلاق خدمة الإنترنت الفضائي في اليمن ؟

الجمعة 20 سبتمبر-أيلول 2024 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس - بلقيس نت
عدد القراءات 3165

 

أعلنت المؤسسة العامة للاتصالات اليمنية إطلاق خدمة "ستارلينك" للإنترنت الفضائي بشكل رسمي.

وقالت إن هذه الخدمة ستوفّر إنترنت عالي السرعة، وموثوقا به للمناطق النائية والمدن؛ مما سيساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

من جهته، أعلن الملياردير الأمريكي - رئيس شركة "ستارلينك" للإنترنت الفضائي، "أيلون ماسك"، توفر خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في اليمن، ابتداء من يوم أمس الأربعاء.

وكانت الحكومة الشرعية أقرت، مطلع أغسطس الماضي، إطلاق خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك"

في اليمن، في خطوة يراها مراقبون تمثل ضربة لمليشيا الحوثي، حيث ستقلل من العوائد المالية التي تجنيها المليشيا من خدمة الإنترنت.

- سحب البساط من المليشيا

يقول المختص في الأمن الرقمي، فهمي الباحث: "هذا يأتي تتويجا لمفاوضات ومطالبات بدأت ربما منذ العام 2021 لإدخال أو منح الترخيص لشركة ستارلينك لبدء العمل في اليمن".

وأضاف: "نحن في اليمن -كما يعرف الجميع- نعاني كثيرا من أسوأ إنترنت في العالم، حتى منذ ما قبل الحرب، قبل انقلاب مليشيات الحوثي، وسيطرتها على قطاع الاتصالات، كما هو الحال مع بقية مؤسسات الدولة في صنعاء".

وتابع: "ضعف الإنترنت في اليمن قلل من فرص التعليم والاقتصاد، حتى إن العالم الآن يتجه نحو المشاريع المبنية على الإنترنت والرقمنة، لكن في اليمن لم نستطع نتحرك قيد أنملة، بسبب ضعف الإنترنت".

وأردف: "في اليمن إذا أردت إرسال صورة في الواتساب تنتظر أكثر من 30 ثانية، أو لدقائق حتى تصل الصورة، فكيف نريد أن نتقدم ونتطور ونحن بلا إنترنت؟".

وزاد: "وجود ستارلينك يأتي في مرحلة حرجة لها نتائج إيجابية، منها ما هو متعلق بالصراع الحالي مع مليشيا الحوثي، حيث سيتم سحب البساط عنها اقتصاديا".

وقال: "إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن تسعيرة ستارلينك ربما لن يستطيع معظم المستخدمين العاديين الاشتراك بشكل مباشر؛ لأنه ربما التكلفة تصل إلى 40 دولارا للاشتراك الشهري، وجميعنا يعرف الوضع الاقتصادي، ولكن جميعنا نعرف أيضا أن هناك عددا كبيرا جدا من الشبكات المحلية التي تقوم بإعادة توزيع الإنترنت بأسعار رخيصة، وهؤلاء معظمهم الآن سوف يستخدمون ستارلينك".

وأضاف: "الشركات والمؤسسات والجامعات الكبيرة سوف يكون بإمكانها -بالتأكيد- استخدام ستارلينك، وهذا من الناحية الاقتصادية سيتم التخلص ربما من عدد كبير من العملاء الذين يدفعون مبالغ طائلة للمؤسسة العامة للاتصالات التابعة للحوثي في صنعاء".

وتابع: "الأمر الآخر سيكون لدينا إنترنت بعيدا عن رقابة مليشيا الحوثي وعن ممارسات الحجب للمواقع التي منذ سيطرة المليشيا على صنعاء؛ بدأ بحجب المئات من المواقع المحلية وحتى الخارجية".

وأردف: "وجود شركة اتصالات إنترنت فضائي سوف يصل الإنترنت لكل المناطق بما في ذلك المناطق الوعرة

التي ربما حتى لو وجدت شركات اتصالات حديثة لن تستطيع الوصول إليها بسهولة، وسوف تكون تكلفة الوصول لهذه المناطق كبيرة جدا".

وقال: "تمكنت من الاطلاع على الاتفاقية، التي تمت بين المؤسسة العامة للاتصالات وشركة ستارلينك، ووجدت فيها بعض المواد".

وأضاف: "صحيح أن رسوم الترخيص لمدة 5 سنوات بـ25 ألف دولار، لكنه ذكر أنه سوف يتم دفع رسوم طيف ترددي للحكومة، ولم يذكر المبلغ، وستحصل الحكومة على 20 دولارا عن كل جهاز عند بيعه، و3 دولارات عن كل جهاز يستخدم شهريا".

وأضاف: "لا توجد رقابة مباشرة، أو تحكم مباشر من قبل الحكومة، وسيكون التحكم بشكل كامل عبر شركة ستارلينك، وهذا ما نؤيده".

وتابع: "لكن ما أعارضه أنا شخصيا، وجود مواد تلزم شركة ستارلينك بتسهيل الاعتراض القانوني للاتصالات الإلكترونية، أو مراقبتها بناء على طلب الحكومة الشرعية، أو أجهزة الأمن القومي، وما إلى ذلك".

وزاد: "من حيث المبدأ، نحن ضد وجود أي رقابة أو تقنين لاستخدام الإنترنت، فنحن نريد إنترنت مفتوحا وحرا وآمنا للجميع".

- ضربة قوية للمليشيا

يقول خبير الاتصالات وعضو هيئة التدريس في جامعة إقليم سبأ، المهندس رائد الثابتي: "هناك تنسيق واتفاق من قبل المؤسسة العامة للاتصالات مع الشركة في مسألة ترخيص هذه الأجهزة، وإدخال بيانات أصحابها، ورقابة هذه الأجهزة من الناحية المالية أو القانونية تتولاها المؤسسة العامة للاتصالات الحكومية".

وأضاف: "هناك نسبة معينة من قيمة الأجهزة، أو من رسوم السدد للمؤسسة العامة للاتصالات، وكذلك الدعم الفني سيكون عن طريق المؤسسة".

وتابع: "شبكة الإنترنت ستارلينك عالية السرعة، حيث يمكن أن تصل في جانب الرومينغ إلى 200 ميجابايت، وفي جانب البزنيس يمكن أن تصل إلى 600 ميجابايت، وكلما زاد استخدام تدفق البيانات ستكون الإيرادات المالية عالية".

وأردف: "أعتقد أن شركة عدن نت ستستمر في تقديم الخدمة؛ ما زالت تقدم خدمة متواضعة، وهي ما زالت منذ نشأتها في أماكن محدودة في عدن، وبعض المحافظات مثل محافظة حضرموت".

وقال: "نحن تأخرنا كثيرا في إدخال هذه الخدمة، وكان من المفترض إدخالها منذ وقت مبكر، لأنه منذ سيطرة مليشيا الحوثي على الاتصالات لم يكن هناك ضرر اقتصادي فحسب، بل هناك أرواح أزهقت عن طريق الاتصالات، وهناك مناطق كبيرة تم إسقاطها نتيجة التحكم بالاتصالات، وهناك صحفيون وناشطون تم ملاحقتهم".

وأضاف: "قطاع الاتصالات، الذي تسيطر عليه مليشيا الحوثي، كان بمثابة جهاز أمني واستخباراتي، تستطيع المليشيا من خلاله تعقب ومراقبة أي مستخدم".

ويرى أن "تفعيل خدمة ستارلينك يعتبر ضربة قوية لمليشيا الحوثي، للجهاز الامني والاستخباراتي الذي تستخدمه مليشيا الحوثي".

وبيّن: "خلال فترة الحرب، كانت الاتصالات هي المورد الأول لمليشيا الحوثي، ومن خلالها استطاعت أن تجني المليارات، وفي المقابل لم تقدم أي خدمة للمواطنين، لذا فإن هذه الخدمة تعتبر أول انتصار للحكومة على مليشيا الحوثي".

واستطرد: "مليشيا الحوثي حاولت بشكل كبير أن تعرقل هذا المشروع، حيث قال لي مدير عام المؤسسة العامة للاتصالات إن شركة ستار لينك تواصلت معه، وقالت له هل هناك خلافات بينك وبين الوزير -بناء على مذكرة وصلتها- وعندما طلب من الشركة إرسال المذكرة، وجد أن المذكرة جاءت من الوزير الحوثي، الذي حاول أن يعرقل هذا المشروع".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن