محللون: الرياض ساعدت الجيش اليمني وتدخلت عسكريا لتحذير الإيرانيين

الثلاثاء 10 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 الساعة 04 مساءً / مأرب برس- متابعة خاصة:
عدد القراءات 16780

ردا على اتهام المتحدث باسم الحوثيين للجيش السعودي بقصف مواقعهم داخل الأراضي اليمنية بقنابل الفوسفور الأبيض، نفت الرياض الاتهام متوعدة بردع المتمردين شمال اليمن, مؤكدة ضبطها لأكثر من خمسة آلاف متسلل ومصادرة قنابل يدوية وخمسة رشاشات و110 طلقات نارية وخمسة مسدسات, فيما اعتبر محللون أن العمليات السعودية ضد المتمردين الحوثيين على الحدود مع اليمن، تشكل تحذيراً من جانب المملكة لإيران, وحث الرئيس اليمني لترتيب بيته الداخلي.

ونقلت قناة الجزيرة عن وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز الخوجة تأكيده أن المملكة "لن تتهاون إزاء أي انتهاك سيادي لأراضيها".

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية عن مستشار للحكومة السعودية نفيه ادعاءات الحوثيين قصفهم بالفوسفور الأبيض، وقال إن الجيش السعودي يستخدم القنابل المضيئة، في وقت تقول الرياض إن عملياتها محدودة داخل الأراضي السعودية.

وذكر المستشار أن قوات حرس الحدود السعودي في محافظة جازان ضبطت أكثر من خمسة آلاف متسلل ومهرب منذ إعلان المملكة دخول جماعات متسللة إلى أراضيها، وتمت مصادرة قنابل يدوية وخمسة رشاشات و110 طلقات نارية وخمسة مسدسات.

إلى ذلك اعتبر محللون أن العمليات السعودية ضد المتمردين الحوثيين على الحدود مع اليمن، تشكل تحذيراً من جانب المملكة لإيران بعدم التدخل في شؤونها، كما تتضمن حثاً للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، لدفعه إلى ترتيب بيته الداخلي, في وقت كشف فيه خبراء أمنيون أن الرياض قدمت المساعدة للقوات اليمنية في حربها على المتمردين الحوثيين التي بدأت آخر جولاتها في 11 آب (أغسطس) تحت اسم عملية "الأرض المحروقة". إلا أن الأمر أظهر قلق السعوديين إزاء ضعف حكومة الرئيس اليمني وما قد ينتج عن ذلك من فرص يستفيد منها خصومه بما في ذلك الانفصاليين الجنوبيين، وتنظيم القاعدة.

وقال محللون, حسبما نقلت العربية عن أنباء فرنس برس, إن السعودية اتخذت قرارها بالتدخل عسكرياً بعد أن شعرت بمخاطر تحول النزاع مع الحوثيين في اليمن إلى مشكلة ذات أبعاد إقليمية.

وأشار غريغوري غوز, المتخصص في الشؤون الأمنية الخليجية في جامعة فرمونت الأمريكية, إلى أن الرياض "عانت من عدم الاستقرار على حدودها مع اليمن لفترة طويلة", مضيفا "أن السعوديين يبعثون برسالة مفادها أنهم باتوا يعتبرون (ما يحصل على الحدود) جزءاً من جهود إيران لتعزيز نفوذها في المنطقة".

في حين اعتبر كريس بوتشيك، من معهد كارنيغي للسلام العالمي في واشنطن أن "اليمن يشكل مصدر القلق الأول بالنسبة للسعودية", مؤكدا أن "الوضع المتدهور بسرعة في اليمن على مستوى الأمن والاستقرار يهدد السعودية أولاً وأساساً، وكلما طالت الحرب في صعدة كلما ازدادت المخاطر".