المجلس الانتقالي يعلن استعداده وجاهزيته للتأمين خطوط الملاحة البحرية

الأحد 10 ديسمبر-كانون الأول 2023 الساعة 02 مساءً / مأرب برس- تغطية خاصة
عدد القراءات 2344

يبدو أن الإمارات تخطط لوضع يدها على الممر المائي الإستراتيجي ''مضيق باب المندب'' وذلك من خلال القوات العسكرية التي تدعمها سوى قوات ما يسمى المجلس الإنتقالي بقيادة عيدروس الزبيدي او القوات التي يقودها طارق صالح (المقاومة الوطنية) المتركزة غرب البلاد.

وتستغل الامارات الاحداث الاخيرة المرتبطة بالهجمات التي تعلن عنها جماعة الحوثي ضد إسرائيل، وما يتبعها من تحذيرات بشأن التهديدات التي تستهدف ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

في هذا السياق وضع موقع إرم نيوز الإماراتي تسائلا حول: هل يكون للقوات المسلحة الجنوبية (في اشارة لقوات المجلس الانتقالي) دور في تأمين خط الملاحة الدولي؟.

ونشر ارم نيوز تصريحات عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي، في حديث له مؤخراً، حيث اكد استعداد وجاهزية القوات المُسلحة الجنوبية للمساهمة والمشاركة في تأمين الخط الملاحي الدولي، رفقة الشركاء الإقليميين والدوليين.

الموقع الإمارات اخد تصريحات قيادات في المجلس الانتقالي المدعوم والموالي لابوظبي، وكلها صبت في احقية ما يسمى القوات الجنوبية في باب المندب.

بهذا الخصوص، أوضح المتحدث الرسمي باسم قوات الانتقالي المُقدم محمد النقيب، أن "باب المندب منطقة سيادية جنوبية حد وصفه، وبالتالي فإن تأمينه ضمن المهام الوظيفية والوطنية لقواتنا المسلحة الجنوبية، ونحن سندافع عن سيادة وطننا، وعلى كل شبر منه مهما كلف الثمن".

 وأضاف النقيب، في حديثه لـ"إرم نيوز": "قواتنا مثلما أثبتت قدراتها وكفاءتها واحترافيتها، وبدعم من دول التحالف العربي، في هزيمة المشروع الإيراني وميليشياته وتحقيق إنجازات كبيرة في مكافحة الإرهاب، فإن أهميتها تتعدى النطاق الوطني الجنوبي".

وأشار النقيب إلى أنه "لطالما أثبتت قواتنا الجنوبية الدفاعية والأمنية، ومن خلال إنجازاتها وبنائها وعقيدتها، أنها رافد قومي لمنظومة الدفاع والأمن العربي، وجزء لا يتجزأ منها".

وأكد المتحدث العسكري أن القوات الجنوبية "باتت اليوم على استعداد للإسهام الفاعل والمحوري في حماية أمن واستقرار ممرات الملاحة البحرية، بالشراكة والتنسيق التكاملي مع الشركاء الإقليميين والدوليين، انطلاقاً من تعزيز وتطوير قدراتها".

من جانبه يقول الخبير في الشؤون العسكرية العميد ثابت حسين ام: "تأكيدات اللواء عيدروس الزبيدي استعداد القوات الجنوبية لتأمين حركة الملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب وفي خليج عدن هو استحقاق لدور هذه القوات في مكافحة الإرهاب والتهريب، وفي محاربة الحوثيين، الذين لا يختلفون كثيراً عن جماعات القاعدة وداعش في ما يخص زعزعة أمن واستقرار المنطقة، لمصلحة أجندات خارجية معادية لشعبنا وللعرب، وخاصة للخليج ومصر".

وأضاف حسين، في حديثه لـ"إرم نيوز "أعتقد أن الأمريكان كانوا يتابعون باهتمام وإعجاب دور القوات الجنوبية، ويدركون أنها بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه عيدروس الزبيدي شريك موثوق وصادق وجاد في مكافحة الإرهاب والتهريب، وتأمين حركة التجارة العالمية في هذه المنطقة الاستراتيجية المهمة".

ويرى حسين "أن من شأن هذا أن يؤمن بشكل أفضل حركة الملاحة الدولية، بالاعتماد على حلفائهم أساساً أصحاب المصلحة الحقيقية في مكافحة الإرهاب والتخريب، وكل أشكال التهديدات والاستفزازات التي تسببها جماعات الإرهاب، بما فيهم جماعة الحوثيين".

بدوره، يرى نائب رئيس الشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي الجنوبي أنيس الشرفي أن "هذا الإعلان يأتي من صلتنا المباشرة بخطوط الملاحة البحرية الدولية، والحق القانوني للجنوب المتصل بسيادة الجنوب التاريخية على جزيرة ميون، والتي تمنحها حق التحكم في الملاحة البحرية الدولية عبر مضيق باب المندب، فضلًا عن أثر تلك العمليات على الوضع الأمني والإنساني والاقتصادي في الجنوب" حسب قوله.

وأشار الشرفي، خلال حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن "تهديد أمن الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن يمثل تهديدًا للأمن والسلم الدوليين، وليس لأمن الجنوب واليمن فقط، وفي حال الصمت أمام عمليات القرصنة التي يمارسها الحوثيون، فإنهم قد يعتبرون ذلك بمثابة ضوء أخضر للتمادي أكثر فأكثر".

وأضاف الشرفي: "كما أن أي تساهل مع شروط الحوثيين، وابتزازاتهم بهذا الشكل، سيشجعهم أكثر وأكثر على انتهاج السلوك نفسه كلما أرادوا الضغط على دول الجوار أو القوى الكبرى لتنفيذ شروطهم وابتزازاتهم اللامتناهية".

وقبل ايام قالت صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية، إن هناك مساعي جدية من الإمارات والولايات المتحدة لتسليح الفصائل المدعومة من أبو ظبي في اليمن لمواجهة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ضد السفن الإسرائيلية.

وبينت الصحيفة أن البنتاغون قد يجهز المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات طارق صالح (المقاومة الوطنية) بالأسلحة، للمساعدة في وقف تحركات الحوثيين في مضيق باب المندب.

ولفتت إلى أن احتمالية التسليح الإماراتي للانتقالي الجنوبي يمكن أن يقوض التوصل لاتفاق سلام في اليمن.

يشار إلى أن المجلس الانتقالي كان أعلن في وقت سابق استعداده للتعاون في حماية المصالح الغربية في باب المندب، حال تقديم الدعم المناسب له وتأهيل القوات التابعة له.

وذكرت مصادر صحافية إن أبو ظبي لديها مخاوف من أن المصالحة بين السعودية وحركة الحوثي ستمنح الأخيرة الفرصة للسيطرة العسكرية الكاملة على جميع أنحاء اليمن في مرحلة ما، وستؤدي حتما إلى تعميق الصراع المسلح.

من جانبها أوضحت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن خطة الإمارات هي تعزيز حلفائها “المجلس الانتقالي الجنوبي” و”قوات طارق صالح، لأنه وبحسب تقديراتهم، فإن الصراع سيتجدد بغض النظر عن اي اتفاق قد ترعاه السعودية بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي.