مسلسل "قبضة الأحرار".. حماس تكشف تفاصيل "طوفان الأقصى" قبل عام من التنفيذ!

الثلاثاء 05 ديسمبر-كانون الأول 2023 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس_متابعات
عدد القراءات 1726

هل تصدّق أنّ حركة المقاومة الاسلاميّة حماس كشفت عن مخطّط “طوفان الأقصى” قبل عام من تنفيذه وفي أكثر من مناسبة؟ قد يكون هذا ضربا من الخيال، ولكنّ الخيال يتحوّل مع حماس إلى واقع.

حماس التي جرحت كبرياء “الجيش الذي لا يقهر” ومرّغت أنفه في التراب بعد صدمة السابع من أكتوبر الماضي، حين استيقظ العالم على أحداث اختراق مجاهدي حماس للحاجز الأمني على الحدود واجتياح مستوطنات غلاف غزّة وقتل المئات وأسر العشرات، هي نفسها حماس التي كشفت علنا عن مخطط لاستهداف الاحتلال من خلال خطابات قيادة الحركة وعبر العمل الدرامي “قبضة الأحرار” عرض السنة الماضية.

مسلسل قبضة الأحرار وطوفان الأقصى فقد أعاد روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، نشر لقطات من حفل تكريم أبطال مسلسل “قبضة الأحرار” عام 2022، الذي تمّ بحضور رئيس حركة المقاومة “حماس” في غزة يحيى السنوار، مشيرين إلى أنّ العمل الفني الفلسطيني تطرّق إلى كثير من تفاصيل خطة معركة “طوفان الأقصى” قبل حدوثها.

وخلال التكريم، قال السنوار إنّ “العمل الفني لا ينفك ولا ينفصل أبدا عن إعداد كتائب القسام واستخباراتهم ومجالات عملهم المختلفة”، واصفا المسلسل بـ “الجهد الجبار”، مضيفا أنّ للمسلسل بصورة خاصة تأثيرا كبيرا على وعي الشعب الفلسطيني والأمة، لافتا إلى أنّه يأتي ضمن الجهود الفلسطينية للتحرير والعودة إلى الأراضي المحتلة.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع من المسلسل وكلمة السنوار على نطاق واسع، حيث أشاروا إلى العديد من الأحداث التي رواها العمل الفلسطيني وحدثت بالفعل خلال عملية طوفان الأقصى وما تلاها من عدوان إسرائيلي بدعم أمريكي مطلق.

يشار إلى أن “قبضة الأحرار” صُوّر العام الماضي بتمويل من دائرة الإنتاج الفني في حركة حماس، بهدف تقديم رواية فلسطينية مضادة لروايات الاحتلال الإسرائيلي، من أجل التأكيد على أحقية الشعب الفلسطيني بأرضه ومواصلة المقاومة حتى نيل حقوقه كاملة. ويروي المسلسل أحداث عملية عسكرية قام بها المقاومون الفلسطينيون وراء خطوط الاحتلال، محقّقين نصرا باختراق أنظمة المراقبة الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات قبل أن يتمكّنوا من أسر العديد من الإسرائيليين، في ضربة موجعة للاحتلال شبيهة بما خطه مقاتلو الفصائل الفلسطينية من انتصار كشف عن فشل إسرائيلي كبير في السابع من أكتوبر الماضي.

السنوار هدّد إسرائيل بـ”طوفان هادر” علنا العودة إلى الخلف لم تقتصر على مسلسل “قبضة الأحرار” ولكن شمل أيضا خطابات وتصريحات سابقة لقيادات حماس ولعل أبرز خطاب عاد إليه روّاد منصات التواصل الاجتماعي وتداولها بكثرة مؤخّرا خطاب لقائد حماس في غزّة يحيى السنوار الذي هدّد الاحتلال بضربة شديدة.

ففي كلمته التي ألقاها يوم 14 ديسمبر العام الماضي، قال السنوار إنّه سيغرق إسرائيل “بطوفان هادر وصواريخ دون عد”. ليتبيّن بعد ذلك أنّ كلمات قائد حماس كانت نذيرا لما سيأتي، وهو عمليّة “طوفان الأقصى” التي انطلقت فجر السابع من أكتوبر. خطاب السنوار الذي اعتقد الاحتلال أنه مجرّد خطاب لاستدرار عطف الجماهير اكتشف، وبعد أقل من عام، أنه لم يكن مجرّد تهديد أجوف، بعد أن اخترق مجاهدو حماس سياج غزة وقتلوا نحو 1400 مستوطن واحتجزوا أكثر من 250 أسيرا.

الاحتلال حصل على الخطّة قبل عام أيضا كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكيّة، أنّ الاحتلال الإسرائيلي حصل على تفاصيل لخطة عملية طوفان الأقصى قبل أكثر من عام على تنفيذها، لكنه اعتبرها سيناريو خياليا غير قابل للتطبيق.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين القول أنهم حصلوا على وثائق ورسائل بريد إلكتروني، ومقابلات تكشف الخطة الكاملة للعملية قبل أكثر من عام، وأطلقوا عليها اسم “سور أريحا”، لكنّ المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين رفضوها، ووصفوها بأنها طموحة، لكن من الصعب جدا على حماس تنفيذها.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الوثيقة تتألف من 40 صفحة، وتتضمن تفصيلات بالنقاط لنوع الهجوم، وهو ما حصل بعد أكثر من عام على وقوعها بيد جيش الاحتلال.

وقالت إنّ الخطة لم تحدّد موعدا للهجوم، لكنّها تضمّنت تفصيلات منهجية، بهدف التغلب على التحصينات المحيطة بقطاع غزة، والسيطرة على مدن إسرائيلية، واقتحام قواعد عسكرية رئيسية خاصة بفرقة غزة.

وأشارت إلى أنّ حماس اتبعت المخطط بدقة مذهلة، الذي بدأ بوابل كبير من الصواريخ لافتتاح الهجوم، وطائرات دون طيار لتدمير الكاميرات الأمنية والمدافع الرشاشة الآلية على طول الحدود، وتدفق المقاتلين إلى داخل الأراضي المحتلة بشكل جماعي، عبر طائرات شراعية ودراجات نارية ومشاة، وكل ذلك حدث في يوم 7 أكتوبر.

ويعترف المسؤولون سرّا بأنه لو أخذ الجيش هذه التحذيرات على محمل الجدّ، وأعادوا توجيه تعزيزات كبيرة إلى الجنوب، حيث هاجمت حماس، لكان بإمكان إسرائيل أن تخفّف الهجمات أو ربما حتى تمنعها.

وقالت الصحيفة: “بدلا من ذلك، لم يكن الجيش مستعدا لمواجهة تدفّق المجاهدين من قطاع غزة، لقد كان اليوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل، واعترف مسؤولون أمنيون إسرائيليون بالفعل بأنهم فشلوا في حماية البلاد، ومن المتوقع أن تقوم الحكومة بتشكيل لجنة لدراسة الأحداث التي أدت إلى الهجمات”.

وأشارت إلى أنّ وثيقة “سور أريحا” تعبّر عن سلسلة أخطاء استمرت لسنوات، وبلغت ذروتها بالعملية، ويعتبرها المسؤولون أسوأ فشل استخباراتي إسرائيلي منذ حرب أكتوبر 1973.

اكثر خبر قراءة عين على الصحافة