تحدث عن القصة الحقيقية لاعتقاله..نفى خيانة الجيش..افتخر باستشهاد نجليه

الجمعة 30 أكتوبر-تشرين الأول 2009 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس - القدس العربي
عدد القراءات 16646
 

نقل المحامي خليل الدليمي عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين انه اقر بخطأ قراره دخول الكويت، الا انه دافع عن قرار دخول الحرب مع ايران.

ونفى صدام حدوث خيانة من قيادات الجيش، كما رفض تعبير سقوط بغداد، مؤكدا ان بغداد وقعت تحت الاحتلال، وستتحرر على ايدي المقاومة. وافتخر صدام باستشهاد نجليه عدي وقصي، وقال انه كاد يصفع موفق الربيعي بسبب الفاظه البذيئة. وتحفظت السيدة رغد صدام على الكتاب الذي صدر مؤخرا في 480 صفحة عن دار نشر سودانية تحت عنوان 'صدام حسين من الزنزانة الامريكية... هذا ماحصل'، ويستند الى لقاءات عديدة بين المؤلف وصدام بعد اعتقاله.

وحسب الكتاب الذي يلقى رواجا واسعا في الاردن، فان صدام اعد 'خطة كاملة للهروب من السجن بمساعدة فصائل من المقاومة العراقية وقوة خاصة اسست قبل اعتقاله من افراد حمايته وحدد لها واجبا وهو اقتحام سجنه اذا ما وقع في الاسر'.

وسجن صدام وحيدا في زنزانة محصنة داخل احد قصوره في بغداد.

وبحسب المذكرات، تنص الخطة التي كان من المفترض تنفيذها صيف 2006 على ان 'تقوم قوة باغراق المنطقة الخضراء بوابل من القصف لاشغال العدو، ثم تقوم قوة اخرى بقصف مقر قوات المارينز في المطار للمشاغلة، فيما تقوم سرية بغلق مخارج الطرق ومداخلها التي سيسلكها الرئيس بعد تحريره'. وطلب صدام بان 'تقوم سرية باقتحام المقر بعد خرق سياج الموقع وتنقض على الهدف بقاذفات مع تغطية نارية بأسلحة من الاجنحة وبحزمة نارية كثيفة'، وادخال جرافة 'لسحب الابواب لان اقفالها غير قابلة للكسر او التفجير'.

وتحدث صدام في الخطة عن القوة الامريكية التي تتولى حراسته وقال ان سلاحها 'خفيف ومتوسط (...) وان القوة جبانة وافرادها اطفال ويمكن لاي شخص ان يأخذ سلاحهم بالراشديات'، اي لطمات على الوجه باللهجة العراقية.

وبحسب الكتاب فان الخطة تم تأجيلها بسبب حادث اطلاق نار تعرض له السياج الداخلي للمعتقل، ما استدعى تشديد اجراءات الامنية فيه.

ويكشف صدام انه تحدث مع رفاقه المعتقلين في بناية المحكمة في 28 ايلول/سبتمبر 2006 قائلا 'اذا ما قدر لي ان اعود، فانني استطيع ان اجعل العراق يزدهر من دون معاونة احد وخلال سبع سنوات و(اجعله يعمل) افضل من الساعة السويسرية'. وروى صدام قصة اعتقاله، واتهم أحد اصدقائه ويدعى قيس النامق بالوشاية به، بدافع الطمع في المكافأة التي وضعتها الولايات المتحدة لاعتقاله، رغم انه كان كثير التنقل، كما انه لجأ احيانا الى التنكر في زي راعي غنم. وفسر صدام عدم مقاومته للجنود الامريكيين لدى اعتقاله بانه خشي ان يخسر الشعب العراقي قائده. وتحدث صدام في مذكراته عن رفضه عروضا للخروج من العراق قبل الحرب. وقال 'كنت اقول: كيف لنا ان نخرج ونترك الشعب العراقي يواجه مصيره المحتوم؟'.

واكد صدام ان حراسه الامريكيين كانوا يطلبون توقيعه كالمعجبين. واضاف 'قلت لهم عندما يتحرر العراق وتعودون الى بلدكم امريكا وتعود الحياة الى العراق سأدعوكم لزيارتنا وقد فرحوا بذلك ووعدوا بتلبية الدعوة'.

وذكر ان حراسه كانوا يقيسون حرارته مرتين يوميا الا انه رفض طلبهم اجراء فحوص البروستات مؤكدا انه بصحه جيدة. وقال لهم ممازحا 'اذا اراد شعبي ان اتزوج (من جديد) فسأفعلها'.

ويروي الكتاب ان صدام كان يأكل من وجبات الجيش الامريكي الا انه كان يرفض اكل الطعام الذي يرمى اليه من تحت الباب، وكيف انه اضرب عن الطعام من الثامن لغاية العشرين من تموز/يوليو 2006.

وتحدث صدام ايضا عن صرامته حتى مع اقرب المقربين اثناء حكمه حتى مع ابنه عدي. وقال 'عندما قتل (عدي) احد المرافقين المرحوم كامل حنا امرت بسجنه وطلبت من القضاء ان يقول قراره العادل، لكنني وجدت ان وزير العدل وان القضاء العراقي كان محرجا امامي فقررت اعدامه'.

ويضيف 'لكن ام عدي ارسلت مبعوثا من دون علمي الى (العاهل الاردني) الملك الحسين بن طلال رحمه الله الذي على الفور حط بطائرته (...) وفوجئت به يطلب مني العفو عن عدي، واقسم الملك حسين الا يزور العراق ان لم استجب لطلبه. فاضطررت وفقا للتقاليد العربية للعفو العفو عن عدي شرط ان يعفو عنه اهل الضحية'.

وروى كيف اقال اخاه غير الشقيق وطبان ابراهيم الحسن عندما كان وزيرا للداخلية بعدما سمع بأنه اطلق النار على اشارة مرورية حمراء في احد شوارع بغداد لان سائقه توقف احتراما لها. وقال 'قلت له: 'انا آسف لا مكان للمجانين والمتهورين في قيادتنا'. (تفاصيل ص 4)

كما اكد صدام انه لم يكن خائفا عندما صدر حكم الاعدام عليه، وانه رفض تناول الحبوب المهدئة التي عرضها عليه طبيب، قائلا له ان 'الجبل لايحتاج الى مهدئات'.