كاتب بريطاني:الحكومة اليمنية فاشلة وتواجه تحديات الحوثيين والجماعات السنية المتطرفة والعلمانيين الجنوبيين

الإثنين 26 أكتوبر-تشرين الأول 2009 الساعة 09 مساءً / مأرب برس-جولف نيوز- ترجمة خاصة بمأرب برس
عدد القراءات 10727

قال الكاتب " فرانسيس ماثيو" -المتخصص في الشأن الخليجي:" إن تزايد الصراع بين الحكومة اليمنية و الحوثييين في الأشهر الستة الماضية ، قد طال أمده بين الطرفين في شمال البلاد، ونما نموا سريعا، ورغم أن ماثيو أشار إلى أن هناك محاولة جدية للوساطة بينهما، إلا أنه لم يبدي أي تفاؤل من تمكنها من إنهاء الحرب والتوصل إلى حل للصراع الذي قال أنه يتصاعد بشكل خطير ، مشيرا إلى أن "مما يزيد من ضعف حكومة علي عبد الله صالح، وجهودها في الكفاح من أجل التعامل مع مجموعات تنظيم القاعدة الراسخة في البلد ، والتعامل مع تزايد الحركة الانفصالية في الجنوب."

وأشار "فرانسيس ماثيو" في مقاله "اليمن يبحث عن وسيط" والذي نشره في موقع "جولف نيوز" المتخصص في الشأن الخليجي و الناطق بالانجليزية:" عندما بدأت الحرب في عام 2004 ،و في عام 2007نجح القطريون في رعاية المفاوضات بين المتمردين والحكومة اليمنية، غير أنه قال أن تلك المفاوضات انهارت، واستمر القتال".

وأضاف:" الأمر الذي لا يمكن تجاهله، أن أي محاولة لا يجاد حل لابد أن يبدأ بالتركيز من تقدير واقعي للدافع والمحرك للقتال، مؤكدا فرانسيس:" ن تحقيق ذلك لم يكن ولن يتأتى بالكلام الفضفاض و الخطابات الكثيرة، وتبادل الاتهامات(. . الحوثيين، والمتمردين والشيعة، والإرهابيين..الخ) ، ولا باتهامات الرئيس صالح الذي قال أنه لا يتردد في اتهام إيران بدعم الحركة الحوثية في شمال اليمن.

منوها "فرانسيس" إلى أن تلك الاتهامات تعني أن الصراع قد ينظر إليه، على أن إيران تدعم الحوثي الذي "يقاتل الحكومة المدعومة سعوديا". معتبرا تلك الصورة مضللة عن ما هو في الحقيقة من صراع مبني على أساس الانقسامات القبلية والسياسية في اليمن".

وقال:" الحوثيون أنفسهم أنكروا بشدة أي دعم إيراني لهم، مؤكدا أنهم وحتى وان تحصلوا على الدعم الإيراني السري، إلا أنهم بعيدين عن الصيغة المتطرفة من الإسلام الشيعي القادم من طهران، وأنهم من الشيعة الزيدية ،الذين يسكنون شمال اليمن، حيث معقل الزيدية التقليدية القبلية".

وأشار إلى أن الحوثيين تاريخيا كانوا مناصرين للحكومة الملكية التي استمرت لـ 1000 عاما تحكم شمال اليمن،واستمرت حتى أطاح بها الجمهوريون في عام 1962 بدعم مصري، وقال أن الزيديين ومنذ ذلك الحين ييشعرون بتقليص نفوذهم".

وأكد "فرانسيس" في حديثه عن الزيديين في اليمن، أنهم كانوا حتى قبل توحيد اليمن يمتلكون سلطة أكبر في اليمن الشمالي، غير انهم – حسب قوله- يشعرون بعد إعادة التوحيد، أنهم من خسر المنافسة مع أبناء الجنوب العلمانيين الذين قال أنهم يذكرون بالحكم الشيوعي الذي حكمهم لسنوات"، وكذلك مع البروز المتزايد للمسلمين السنة السلفيين الذين قال أنهم :"يتخذون وجهة نظر أكثر تطرفا من متوسط اليمنيين .

حزب الحق تأسس نتاجا للمخاوف السياسية والقبلية على مستقبل المجتمع الزيدي

وبالنسبة لمستقبل الزيديين في اليمن فان الكاتب تحتدث عن مخاوف مستقبلية للزيديين في اليمن إلى أن هذه المخاوف السياسية والقبلية على المجتمع الزيدي أدت إلى إطلاق حزب سياسي خاص بهم ، حزب الحق ، بهدف مواجهة ما يعتبرونه زيادة في نفوذ السلفيين في الدولة ، كحزب التجمع اليمني للإصلاح ، والذي يحتوي على العديد من المتعاطفين مع المتشددين السنة ويرتبط بجماعة الإخوان المسلمين.

وقال أن حسين بدر الحوثي قام في عام 2004 و بسبب عدم رضاه عن حزب الحق و هو القيادي البارز للحزب و عضو البرلمان ، بالتنديد بالجمهورية وأعلن أنه سيعمل على ما من شأنه أن يؤدي باليمن الى ماضيها الملكي ، و يكون قائدا لها". وفق تعبير الكاتب.

وأشار إلى الدعوة لحمل السلاح كانت ملكية و قومية أكثر مما هي دينية، رغم السباق الزيدي للدعوة لها.. وقال:" إن الدعوة لحمل السلاح كانت خاصة بالمواطنين المتمسكين بالتقاليد القبلية في شمال اليمن ، وليس لجميع الزيديين الذي يعمل الكثير منهم في الحكومة التي يرأسها الرئيس صالح" ، و الذي قال أنه هو من أصل زيدي أيضا".

وفي تعليقه على الحرب بصعدة وتزايد العنف والتوتر فيها قال الكاتب "أن حماسة التمرد لم يشتعل بجميع انحاء البلاد، و لم يتوقف بصعدة بعد مقتل حسين الحوثي." منوها إلى أن شقيقه عبد الملك الذي تولى قيادة المتمردين بعده، ليواصلوا بدرجات متفاوتة للعنف على مر السنين.

وقال "إن استمرار القتال، تسبب في زيادة إقحام التحالفات القبلية في الصراع ، لدى كلا الجانبين الحكومي و المتمردين".معتبرا ان ماوصفها بثقافة التحالفات القبلية و الأحقاد القديمة تجعل من السهل انتشار القتال.

واصفا فرانسيس الوضع في اليمن بالوضع الخطير جدا، يمكنه أن يُسمح بتدخل أجنبي في الحرب، وهو ماقال أن من شأنه إذكاء النزاعات القبلية من جانبين:

الأول، خطر الدعوة إلى الماضي الملكي، والي قال ان فيه تجاهل للحكومة ومسالة قوية و خطيرة جدا بالنسبة لها. ولكن الخطر الثاني ، والذي قال أنه ذات أهمية أكبر، يتمثل في وجود تمرد مستمر من قبل رجال قبائل الشمال المحافظ، والذي قال أن الحكومة لاتستطيع ايقافه ، مما يشجع الانفصاليين الأكثر علمانية في الجنوب ، الذين لا يحبون أن يرون هيمنة الشماليون بالكامل على الحكومة التي يديرها الزيديين.

ولفت الكاتب فرانسيس الانتباه إلى خطر استمرار العنف في البلاد ، وفشل الحكومة في فرض النظام و القانون في جميع أنحاء البلاد ، يجعل من الجلي أن اليمن دولة فاشلة ،مما يساعد الجماعات المتطرفة ، بما في ذلك تنظيم القاعدة ، و يجعلها قادرة على الحصول على الدعم المحلي ، و كذلك استخدام هذه الأراضي كقواعد تنطلق منها للعمل على الصعيد الدولي.

وتابع حديثه عن واقع اليمن:" أن الحكومة اليمنية تدرك جيدا أنها تواجه تحديا ثلاثيا من الحوثيين ، و الجماعات السنية المتطرفة ، والعلمانيين الجنوبيين. وقال:" ورغم قصورها لكنها تحتاج الى مساعدة للتعامل مع هذه القضايا الخطيرة ، وإيجاد حل مناسب للتمرد. مذكرا بمحاولة القطريون قبل عامين ونجاحهم بتحقيق ذلك حسب اعتقاده، منوها أن الوساطة القطرية نقطة بداية مهمة لايجاد حل، قال أنها ينبغي أن تكون على الأقل ممكنة لأي وسيط ليحاول مرة أخرى، فهي مهمة قال ان صاحبها لاينتظر الشكر حين ينجح.                      ..الصورة كاريكاتورية من المصدر