ماذا يعني ارتفاع الحرارة 1.5 درجة؟..هذا ما سيحدث للأنهار الجلدية

الإثنين 11 سبتمبر-أيلول 2023 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 1670
 

في جبال الهيمالايا، على مسافة ليست بعيدة عن قاعدة جبل إيفرست، يقع نهر إمجا-لوتسي شار الجليدي.

وزار ديفيد رونس وفريقه البحثي، نهر إمجا-لوتسي شار الجليدي، في الفترة من عام 2013 إلى عام 2017، عند إعداده لبحث الدكتوراه، لقياس النهر الجليدي أثناء انحساره السريع، ونمو البحيرة عند قاعدته.

هل يذيب "المناخ" ستار الجليد بين أمريكا وروسيا؟.. معجزة السفر للماضي
ويقول رونس، الذي يعمل الآن أستاذا مساعدا بجامعة كارنيجي ميلون بأمريكا في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا": "الذهاب إلى نفس المكان ورؤية البحيرة تتوسع ورؤية كيف ينحسر النهر الجليدي بسرعة كان أمرا مدهشا للغاية على أقل تقدير".


ورونس، هو المؤلف الرئيسي لدراسة أجريت في يناير/كانون الثاني 2023 في مجلة ساينس، التي تتوقع أن الأنهار الجليدية في العالم يمكن أن تفقد ما يصل إلى 40٪ من كتلتها بحلول عام 2100.

وقد قام الباحثون بتصميم نماذج للأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم - باستثناء الصفائح الجليدية في جرينلاند والقطب الجنوبي - للتنبؤ بكيفية تأثرها بزيادات درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.5 إلى 4 درجات مئوية (2.7 إلى 5 درجات فهرنهايت) فوق مستويات ما قبل الصناعة.

 

ووجدت الدراسة أنه مع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، فإن 50% من الأنهار الجليدية في العالم سوف تختفي وتساهم بمقدار 9 سنتيمترات (3.5 بوصة) في ارتفاع مستوى سطح البحر بحلول عام 2100، وإذا وصل العالم إلى 2.7 درجة من الاحترار، فإن جميع الأنهار الجليدية تقريبًا في أوروبا الوسطى وغرب كندا والولايات المتحدة (بما في ذلك ألاسكا) قد ذابت، وإذا وصل ارتفاع درجة الحرارة إلى 4 درجات مئوية، فإن 80% من الأنهار الجليدية في العالم سوف تختفي وتساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 15 سم (6 بوصات).

ويقول رونس: "بغض النظر عن ارتفاع درجات الحرارة، فإن الأنهار الجليدية ستشهد الكثير من الخسارة، وهذا أمر لا مفر منه ".

ويمثل العمل الذي قام به رونس وزملاؤه أول دراسة نمذجة تستخدم بيانات التغير الشامل المشتقة من الأقمار الصناعية والتي تصف جميع الأنهار الجليدية في العالم البالغ عددها 215 ألفا.

وتقول ريجين هوك، أستاذة علم الجليد في جامعة ألاسكا وجامعة أوسلو، إن النموذج المتطور للفريق استخدم "مجموعات بيانات جديدة مستمدة من الأقمار الصناعية لم تكن متاحة على المستوى العالمي من قبل، وتضمنت بيانات من مقياس إشعاع الانبعاث الحراري والانعكاس الحراري المتقدم المحمول في الفضاء (ASTER) الموجود على القمر الصناعي (تيرا) التابع لناسا، بالإضافة إلى القمر الصناعي (لاندست 8 ) والأقمار الصناعية "سينتال، التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.

 

ويستطيع النموذج متابعة غطاء الحطام الجليدي، الذي يشمل الصخور والرواسب والسخام والغبار والرماد البركاني الموجود على سطح النهر الجليدي، وعادة ما يكون من الصعب قياس الحطام الجليدي بسبب سمكه المتفاوت، لكنه يلعب دورا مهما، لأنه يمكن أن يؤثر على ذوبان الأنهار الجليدية، حيث يمكن لطبقة رقيقة من الحطام أن تعزز الذوبان، بينما يمكن للطبقة السميكة أن تعزله وتقلله.

وتعتبر الأنهار الجليدية في المناطق النائية – البعيدة عن الأنشطة البشرية – مؤشرات قوية بشكل خاص لتغير المناخ، ويؤثر ذوبان الأنهار الجليدية بسرعة على توافر المياه العذبة، والمناظر الطبيعية، والسياحة، والنظم الإيكولوجية، وتواتر المخاطر وشدتها، وارتفاع مستوى سطح البحر.

ويقول بن هاملينجتون، قائد فريق تغير مستوى سطح البحر التابع لناسا إن:" ارتفاع مستوى سطح البحر لا يمثل مشكلة بالنسبة لعدد قليل من المواقع المحددة فقط، فهي مشكلة تؤثر في كل مكان تقريبا على وجه الأرض".