آخر الاخبار

حماقات الحكومة اليمنية التي جعلت من يحي الحوثي نجما في فضائيات الغرب والعالم

الأحد 18 أكتوبر-تشرين الأول 2009 الساعة 05 مساءً / مأرب برس – المانيا – محمد الثور – خاص
عدد القراءات 13336
 
 

يمكن القول أن النظام ف ي اليمن حاول استخدام النائب البرلماني المتمرد يحيى الحوثي ككرت سياسي ـ وفقا لما اصطلح عليه في اليمن ـ كأحد أبرز أبناء العلامة الزيدي أبا المتمردين بدر الدين بن أمير الدين الحوثي، الذي يعتبر مرجعا زيديا مهما على الأقل في مناطق صعدة ، سيما و أن ابنه يحيى عضو في المؤتمر الشعبي العام، و هو الذي نفاه النائب يحيى الحوثي في ح وار سابق مع مأرب برس  و أشار أنه عضو مستقل مستدلا بذلك ب موقع مجلس النواب،و لكنه كما يبدو أن الصواب قد جانبه، فحسب الموقع

الذي أستدل به فانه نائبٌ يمثل المؤتمر الشعبي العام عن الدائرة 269 .

يحي السفير المتجول

 وعلى ذلك الأساس كان يخوض جولات مكوكية بين صنعاء و جبال صعدة كوسيط بين أخيه حسين و الدولة ليقنعه بالتوقف عن الحرب، و كما صرح في حواره مع مأرب برس أن الحرب الأولى أنتهت بصلح عاد والده على أساسه الى نشور و ذهب يحيى الى ألمانيا للعلاج ،الا أنه تفاجئ بالتحركات العسكرية في صعدة، التي أدت الى ما بات يعرف بالحرب الثانية ،و تحذيرات أتته من مقربين منه ان لا يعود الى اليمن حسب زعمه ، ففي هذه النقطة ينقسم المراقبون الى قسمين فجانب يقول أن النظام في صنعاء ربما فشل في الاستفادة منه ككرت ،و قام بالفعل بمطاردته دون أن يُعلن ذلك رسميا في عام 2005.

أما آخرين فإنهم يرون أن الحوثيين ربما وجدوا في يحيى أنه قد أصبح عالة عليهم، و فضلوا بقائه خارج اليمن، ونفوه الى خارج البلاد باسم الحكومة.

وأياً كان السبب أو المتسبب فقد قدم على طلب حق اللجوء السياسي في ألمانيا ،و الذي يحتاج طالبه الى اثباتات مادية تدل على أنه يستحق هذا الحق و لصعوبة الحصول يضطر يمنيين الى الذهاب الى العراق أو الصومال و بعد أن تمنكوا من لجهة تلك البلاد أو لغتها ،و تعرفوا على ثقافتها يذهبون الى المانيا مثلا ،و يدعون أنهم من تلك البلاد.

الحوثي يقنع الغرب وتفشل صنعاء

فقد وجد يحيى الحوثي بالضرورة مثل تلك الصعوبات كونه مازال عضوا في البرلمان الذي أحتاج أكثر من عام لإقناع المحكمة في ألمانيا أن حياته في خطر و حصل على حق اللجوء السياسي وقتها تقاطع الخطان السياسي والأمني فقد نشر موقع سبتمبر نت التابع للجيش في 21مارس 2007 أن الحكومة تقدمت بطلب “استرداد للارهابي يحيى الحوثي” أما صحيفة ( تاغيس تساتونغ) المحلية في برلين فقد نشرت خبرا مفاده أن أن الحكومة اليمنية قدمت مذكرة للسفارة الألمانية في صنعاء في أبريل 2007 قالت فيها أن يحيى الحوثي مطلوب أمنيا متهمة إياه بقيادة التمرد و هي المرحلة التي تسبق طلب التسليم حسب تعبير الصحيفة، كان هذا بعد شهر من طرد الحوثيين ليهود من صعدة .

كرت اليمن ينحرق في برلين

ولذا يرى بعض المراقبين أن الحكومة حاولت استثماره و لكنها استعجلت، حيث كان يحب عليها القيام بحمله إعلامية تقوم بها السفارة في برلين كي تصبح قضية اليهود قضية رأي عام في ألمانيا على الأقل و من ثم يُقدم طلب الاسترداد ، حيث لا يمكن لألمانيا القيام بحماية من يطرد اليهود من قراهم، علما أن موضوع طرد اليهود مغيب إعلاميا ، و إذا ما ذُكر ذلك يوصف وكأنة سمه إسلامية تعبر عن كراهية المسلمين لليهود، و ليست من عمل الحوثيين.

استعجال في غير وقته

و قد أكد يحيى الحوثي لمأرب برس أن هذا الطلب عزز ما ذهب اله أن حياته في خطر اذا لم يقبل طلبه كطالب للجوء الذي يكفله القانون الدولي للملاحقين سياسي،بل ان هذا الطلب اليمني أكد أحقيته للطلب اللجوء السياسي و أكسبه أهمية إعلامية لم يكن ليتوقعها.

ولقد كانت التهم اليه ان حوكم على أساسها في اليمن فانه سيواجه الإعدام وهو الذي أكده اللواء الدكتور / علي حسن الشرفي القائم بأعمال رئيس الأكاديمية العلياء للدراسات الأمنية في حديثة للفضائية اليمنية ، الا ان النيابة العامة و هي المخولة بتقديم الطلب كما نشرت صحيفة الجمهورية الحكومية بتاريخ 4 مارس 2007يبدو و كأنها قبل طلبها لم تبحث في أساسيات الدستور الألماني ،الذي لا يسمح بتسليم طالب اللجوء السياسي أو حتى المجرم اذا ما كان سيعرض للاهانة ناهيك عن القتل، و هو نفس المنحى الذي ذهب إليه النظام السوري، الذي لم يطلب من فرنسا تسليم النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام رغم قضايا الفساد الذي اتهم بها الى جانب تهمة الخيانة العظمى التي تلاحقه .

و نظرا لسجل اليمن في حقوق الإنسان بداء الاهتمام الإعلامي الألماني و الغربي بالبرلماني اليمني المطارد يحيى الحوثي ،و الذي أستطاع أن يبلغ العالم بالرواية التي يحملها، و بالرغم وجود سفارة يمنية في برلين و ملحقيات متخصصة و قنصلية في فرنكفورت الا انها لم تقم بأي عمل إعلامي يمثل الرواية الرسمية لما يحدث.

فبعد تقديم طلب القبض عليه بشهرين و في 6 مايو 2007 طالب ألمانيا عبر صحيفة (فرنكفورتر الغماينه تساتونغ) المحافظة و الذي أسمته بالثائر بالتدخل و التوسط لحل الأزمة في اليمن.

بعدها بيومين قامت أيضا صحيفة ( تاغيس تسايتونغ) البرلينية بإجراء حوار مع يحيى الحوثي ، الذي نفى فيه الاتهامات الحكومية أن جماعته تتلقى دعما ايرنيا أو ليبيا ، و أكد أن جماعته تناضل من أجل يمن فيدرالي -حسب الصحيفة- حيث يمكن للحوثيين أن يحصلوا على حرياتهم و حقهم في نشر صحفهم وتشغيل مدارسهم و قال "ونظرا لأن الجيش غير قادر على قهر مقاتلينا في الجبال يقوم الجنود بمهاجمة القرى والبيوت بشكل عشوائي ، و يقومون أيضا بمصادرة الممتلكات ، وقتل النساء والأطفال"و لكن الصحفية في تقريرها لم تغفل أن تضيف بصعوبة التمييز بين المقاتل و المدني في اليمن كون الشعب اليمني شعب مسلح.

و استشهدت الصحيفة بما ذهبت اليه صحيفة يمن تايمز التي علقت على الأمر ، أنه تاريخيا لم يتمكن أحد السيطرة على صعدة سواء كانوا المصريين والأتراك والرومان و حتى الفرس.

أخر حوار كان مع إذاعة صوت ألمانيا أو (الدويتشه فيله)الحكومية الذي أكد فيه الحوثي أن الحكومة تسعى لاستمرارية الحرب ابتزازا للدول المانحة كي تستمر في دعم النظام خسب تعبيرة.

و قال أيضا “ الرئيس ينظر إلينا كأعداء ، لذى يريد ابادتنا”ز

 تجدر الإشارة أن كلمة الإبادة في الذهن الألماني كلمة ذات شجون، فهي تذكر بالإبادة التي تعرض لها اليهود في أوروبا على يد هتلر ألمانيا.

و قد علق أحد المراقبين للنشاط الحوثي منذ زمن ،أن أخطاء الدولة لا تنحصر في أدائها مع يحيى فحسب بل مع الحوثيه بشكل عام ومنذ نشأتها ،مستذكرا قصيدة أبو الأحرار القاضي محمد محمود الزبيري السينية و التي عَنوَنها بالـ ( الكارثة) ، ذلك الزبيري الجمهوري الذي كان من أبرز ضحايا الجمهورية حسب تعبيره ، حينما لاحقه الجمهوريين لرفضه الحرب الدائرة يومها بالوكالة بين المصريين و السعودييين، و الذي كان وقودها اليمنيين، موضحا أن هذه القصيدة كتبها الزبيري بينما كان في برط المشهورة تاريخيا أنها تأوي كل من كان ملاحقا من الحكام، و قد أكد أيضا أن القصيدة كاملة موجودة بخط يد الشهيد الزبيري في مكتبة الأستاذ المرحوم حسين عبد الله المقدمي في منزله.

هذي القوانين رؤياه تعاودهم = قد ألبسوها لباس العصر والتبسوا

أحالت الحمل المسكين يحمله = فيها يزمجر مزهوا ويفترس

و قال أيضا

والبدر في الجرف تحميه حماقتكم = وأنتمُ مثلما كنتم له حرسُ

لولاكمُ لم يقم بدرٌ ولاحسنٌ = ولم يعد لهما نبض ولانفسُ

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن