حذر جيفري هينتون، الملقب بـ”الأب الروحي للذكاء الاصطناعي” من أن “الروبوتات القتالية” قد تم صنعها بالفعل، مشيرًا على وجه التحديد إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى لاستخدامها على جبهات القتال.

وأعرب هينتون، الذي تنحى عن منصبه في عملاق التكنولوجيا “جوجل” في مايو الماضي، عن خوفه ” على مستقبل الذكاء الاصطناعي، وخشيته من استخدام التكنولوجيا من قبل “جهات سيئة”.

وتوسعًا في مخاوفه بشأن التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي أثناء ظهوره في مؤتمر “كوليجن” لعام 2023 في تورونتو، ادعى عراب الذكاء الاصطناعي أنه من الممكن أن “يطوروا هدف السيطرة”، وهو ما حذر من أنه يعني أننا “في ورطة”.

لكن مضيف المناقشة نيك طومسون طرح وجهة نظر معارضة لزميله عراب الذكاء الاصطناعي يان ليكون، الذي يعتقد أنه نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي قد تم بناؤه من قبل “بشر صالحين لأغراض جيد”، فإنه سيكون له “انحياز نحو الخير”.

وعند سؤاله عما إذا كان يوافق على هذا أم لا؟، أجاب هينتون بأن الأمر سيعتمد على من تم تدريب الذكاء الاصطناعي على يده.

وقال: “أعتقد أن الذكاء الاصطناعي الذي تم تدريبه من قبل أشخاص طيبين سيكون له تحيز تجاه الخير، وإن الذكاء الاصطناعي الذي يتم تدريبه من قبل أشخاص سيئين مثل بوتين، أو أي شخص من هذا القبيل، سيكون متحيزًا تجاه السيئ”.

ومضى في ملاحظة مثال آخر على الذكاء الاصطناعي “السيئ” وهو روبوتات المعارك القاتلة، والتي ادعى أنها قيد الإنتاج بالفعل.

وأضاف: “نحن نعلم أنهم سيصنعون روبوتات قتالية، وهم مشغولون بفعل ذلك في العديد من إدارات الدفاع المختلفة. لذلك لن يكونوا جيدين بالضرورة لأن هدفهم الأساسي سيكون قتل الناس”.

قال هينتون إن هذه الروبوتات القاتلة لن تحتاج حتى إلى أن تكون ذكية جدًا حتى تصبح مشكلة خطيرة بسرعة.

وحذر من أنه “حتى لو لم يكن الذكاء الاصطناعي خارق الذكاء، إذا استخدمته دوائر الدفاع لصنع روبوتات قتالية، فستكون أشياء سيئة للغاية ومخيفة”.
غزو الدول الفقيرة

وأوضح أنها ستسهل على زعماء العالم مثل الرئيس الروسي غزو البلدان الفقيرة.

وقال: “حتى لو لم تكن فائقة الذكاء وحتى إذا لم يكن لديها نواياها الخاصة، فإنها تفعل ما يقوله لها بوتين، وستجعل الأمر أسهل بكثير، على سبيل المثال، بالنسبة للدول الغنية لغزو البلدان الفقيرة”.

وأضاف: “في الوقت الحالي، هناك عائق أمام غزو البلدان الفقيرة بشكل طوعي وهو أن يأتي المواطنون القتلى إلى ديارهم. إذا كانوا مجرد روبوتات قتالية ميتة فهذا أمر رائع، فإن المجمع الصناعي العسكري سيحب ذلك”.
استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض شريرة

وليست هذه هي المرة الأولى التي حذر فيها هينتون من أن بوتين و”الجهات الفاعلة السيئة” الأخرى قد تستخدم الذكاء الاصطناعي سريع التطور لأغراض شريرة.

وفي مقابلة بعد استقالته من شركة “جوجل”، زعم أن بوتين “لن يتردد” في صنع روبوتات قتالية لقتل الأوكرانيين.

وأضاف: “نحن نعلم أن الكثير من الأشخاص الذين يريدون استخدام هذه الأدوات هم جهات فاعلة سيئة مثل بوتين أو رون دي سانتيس (حاكم كاليفورنيا). يريدون استخدامها لكسب الحروب أو التلاعب بالناخبين”.

وتابع: “لا تفكر للحظة في أن بوتين لن يصنع روبوتات فائقة الذكاء بهدف قتل الأوكرانيين. لن يتردد. وإذا كنت تريدهم أن يكونوا جيدين في ذلك، فأنت لا تريد أن يشرفوا عليهم – فأنت تريدهم أن يكتشفوا كيفية القيام بذلك”.