قناة ألمانية تشيد بمذيعة يمنية وتذكّر بما حدث للمذيع المسيبلي

الخميس 15 أكتوبر-تشرين الأول 2009 الساعة 09 مساءً / ألمانيا- مأرب برس- محمد الثور:
عدد القراءات 25164

في مستهل تقرير بثته القناة الألمانية الأولى عبر برنامج (تساب) يقول إن "هناك بلدانا لا نسمع عنها إلا إذا وردت عنها أخبار سلبية، كاليمن التي تنعدم فيه حرية الصحافة وهو أيضا بلد محافظ جدا, وفيه القول الفصل دوما عند الرجال".

و"اليمن لا تكاد تُذكر إلا إذا ما حصل اختطاف أو عمليات إرهابية وكذلك إذا ما أستغل الإرهابيون اليمن كمخبأ لهم" هذا ما ذهبت إليه مقدمة برنامج (تساب) الذي يعنى بالأخبار الإعلامية خلف الكواليس في القناة الألمانية الأولى (الشهر الماضي).

لكن مقدمة البرنامج أكدت لمشاهديها أن التقرير التالي والذي أعدته مراسلة البرنامج "بروفينج" (مراسلة متنقلة) لن يتناول اليمن من تلك الزاوية، بل من جانب العمل الصحفي التلفزيوني، وتحديدا أداء العنصر النسائي في الصحافة اليمنية، ورافق التقرير سارة البعداني مقدمة البرنامج الأسبوعي (بكل صراحة) والذي تبثه قناة سبأ الحكومية, والتي أشادت بها (بروفينغ) في تعاملها مع ضيوفها, لاسيما السياسيين والشخصيات الاجتماعية البارزة.

وأشار التقرير أيضا إلى أنه عادة ما يتحدث المسئولون وأصحاب الشخصيات البارزة في القنوات اليمنية الحكومية كيف وكما يشاءون، لكن ليس كما عند سارة؛ فهي تقاطع و تسأل, ووفقا للصحفية الألمانية فإن البعداني تتعامل مع ضيوفها بقساوة وهو أمر غير مألوف لدى اليمنيين، فقد ردت على سبيل المثال على أحد المسئولين بقولها : "السيد محمد, إن الأمر يبدو كما لو أننا لن نحصل على إجابة واضحة منكم اليوم" و قد تناولت في تلك الحلقة عددا من المشاكل في إحدى مدارس الفتيات، وقالت سارة لضيوفها "عندما يقوم عدة أشخاص بعمل واحد فإنه سيكون من الصعب تحميل شخص بعينة مسئولية الخلل".

وقد بدأت البعداني بث برنامجها منذ أوائل العام الحالي، وحسب (تساب) فـ"كل كلمة مراقبة جيدا في التلفزيون الحكومي الذي ما زال غير مستقل, كما هو الحال في ألمانيا حيث الإعلام الحكومي يعد انعكاسا لجميع أطياف الشعب" الأمر الذي يذكر بما حدث لـ"أحمد المسيبلي"- أحد مذيعي قناة اليمن, فحين عبر عما يجول في خاطر العديد من مشاهدي نشرة الأخبار الرئيسية, كان جزاؤه الطرد, وحُرم من حقوقه التي يكفلها له قانون العمل, وفقا لما ذهب إليه البرنامج.

تقول سارة "يمكنني أيضا أن أعالج مسائل حساسة، وأضع يدي على الجرح من دون أن يشعر ضيوفي أنني أهنتهم، فهم يعلمون أنني أكثر ما يهمني هي القضية التي نناقشها".

وقد زارت المراسلة بروفينغ سارة في شقتها المكونة من غرفتين، والتي تسكنها حسب البرنامج مع والديها اللذين تعرفت عليهما بروفينغ، والذي تناولت معهم طعام الغداء.

وقالت "إنه ومن دون راتب سارة الشهري الذي يتراوح ما بين 200 إلى 300 يورو والتي تعهدت به للمنزل، لما تمكنت العائلة من شراء المواد الغذائية مثل تلك التي تناولناها".

تعتبر سارة عملها عبارة رسالة تؤديها "أردت أن أكون صحفية كي أُمثل بصوتي المرأة، وبهذا أريد تشجيع الفتيات من بنات جيلي أن يحققن أهدافهن".

وقد رافقت الصحفية "كاترين بروفينغ"سارة أثناء الإعداد لحلقة جديدة من برنامجها، ولفت انتباهها أن أغلب من يعمل مع سارة هم من الرجال، ولكون البرنامج يحتاج إلى شخصية قوية، فإن زملاءها يشركون سارة في العمل, حسب "بروفينغ".

وكان موضوع الحلقة التي أعدتها البعداني يدور حول زواج الأطفال، و الذي كادت سارة أن تكون من ضحاياه, حسب وصف البرنامج, إلا أن والدها عدل أن يزوجها وهي في الثانية عشر من العمر، وكان من ضمن ضيوف الحلقة نجود التي كان أبوها قد قام بتزويجها رغما عنها وهي في سن الثامنة.

وفي نهاية البرنامج تصف بروفينغ عمل سارة بقولها "إن العمل كمقدمة برامج في اليمن هو عمل بين التقاليد الإسلامية، والمطالب كالتي نعيشها في الغرب" وتضيف "أما العمل الصحفي الناقد فهو مغامرة بالطرد من العمل" وبالنسبة لسارة فإن الصحفية تعتقد أنها لا تجد بديلا من طريقة تقديمها لبرامجها.

 

*الصورة لـ"البعداني".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن