الإعلام التركي يتحدث عن عقود من التعاون والعلاقات الراسخة بين أنقرة والرياض

الإثنين 17 يوليو-تموز 2023 الساعة 03 مساءً / مأرب برس-trt عربي
عدد القراءات 2278

تشهد العلاقات التركية-السعودية نمواً وتطوراً ملحوظاً على أصعدة مختلفة وبخاصة على المستويين السياسي والاقتصادي، وذلك لما يتمتع به البلدان من علاقات تاريخية واستراتيجية.

وارتقت العلاقات بين أنقرة والرياض بشكل تصاعدي ونمت في عهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان.

ومن شأن زيارة الرئيس التركي أردوغان المزمعة إلى السعودية، الاثنين 17 يوليو/ تموز، ضمن جولة خليجية تشمل قطر والإمارات، أن تُشكّل دفعة جديدة لتعزيز وتعميق العلاقات التركية السعودية في المجالات كافة.

وتجمع البلدين علاقات واسعة على أصعدة مختلفة منذ سنوات طويلة، أبرزها السياسي والاقتصادي، دعمتها الزيارات الرسمية المتبادلة، وقضايا الأمة العربية والإسلامية والملفات الاقتصادية.

التعاون الاقتصادي

وشهد التعاون في المجال الاقتصادي بين أنقرة والرياض تطوراً ونمواً منذ توقيع اتفاقية التعاون التجاري والاقتصادي والفني في 1973 وحتى اليوم، حتى وصل حجم التبادل التجاري بينهما في 2006 إلى نحو 3 مليارات دولار"، حسب وكالة الأنباء السعودية.

وتشكَّلَت على ضوء تلك الاتفاقية اللجنة السعودية التركية المشتركة، لتُضاف إلى مجلس رجال الأعمال التركي السعودي، والذي أسهم منذ إنشائه في أكتوبر/تشرين الأول 2003، في تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات الاقتصادية تطوراً سريعاً وملحوظاً، إذ أصبحت المملكة شريكاً اقتصادياً مهماً لتركيا، ومن ضمن أكبر 8 شركاء تجاريين لها على مستوى العالم.

ونجحت بيئة الأعمال الجاذبة في المملكة العربية السعودية باستقطاب 390 شركة تركية للاستثمار في قطاعات عديدة، أهمها: الإنشاءات والصناعة التحويلية وتجارة الجملة والتجزئة والمطاعم، فيما يبلغ عدد الشركات ذات رأس المال السعودي المستثمرة في تركيا 1140 شركة في قطاعات متنوعة.

وخلال السنوات ما بين 2020 إلى 2022 بلغت قيمة صادرات المملكة إلى تركيا 37.5 مليار ريال (نحو 9.9 مليار دولار)، وكانت أهم السلع المُصدَّرة اللدائن ومصنوعاتها ومنتجات كيماوية عضوية ورصاص ومصنوعاته ومطاط ومصنوعاته، حسب وكالة الأنباء السعودية.

وخلال الفترة ذاتها، بلغت قيمة واردات المملكة من تركيا 21.7 مليار ريال (حوالي 5.7 مليار دولار)، وكانت أهم السلع المستوردة: السجاد والأرضيات والتبغ والأجهزة والمعدات الكهربائية وأجزائها والآلات والأثاث والمباني المُصنّعة.

وقبل أيام، أفاد وزير التجارة التركي عمر بولاط بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 6.5 مليار دولار في 2022، ووصل حتى النصف الأول من 2023 إلى 3.4 مليار دولار، متحدثاً عن هدف لرفعه إلى 10 مليارات دولار على المدى القصير و30 ملياراً على المدى الطويل.

وأعلن الصندوق السعودي للتنمية، في 6 مارس/آذار الماضي، توقيع اتفاقية لإيداع 5 مليارات دولار لدى البنك المركزي التركي، تنفيذاً لتوجيهات الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وقبيل زيارة الرئيس أردوغان إلى المملكة عُقد ملتقى الأعمال التركي السعودي في إسطنبول الأسبوع الماضي، وأسفر عن توقيع 16 اتفاقية تعاون بقيمة تتجاوز 2.3 مليار ريال (حوالي 613 مليون دولار) في مجالات استثمارية بينها التطوير العقاري والإنشاءات والاستشارات الهندسية.

علاقات دبلوماسية راسخة

ويرتبط البلدان منذ عقود بتعاون وثيق على مستوى دعم قضايا الأمة، وعلى المستوى السياسي يرتبط البلدان بعلاقات "قائمة على روابط تاريخية وثقافية راسخة"، وفقاً لوزارة الخارجية التركية على موقعها الإلكتروني.

ويعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة والرياض إلى عام 1929، بعد عام من توقيع اتفاقية الصداقة والتعاون بينهما، حسب تقرير لوكالة الأنباء السعودية.

وأرست الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين دعائم العلاقة ودعمتها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية كافة، وفقاً للوكالة.

وذكرت الوكالة أن الزيارات المتبادلة بين القيادتين "سجلت دليلاً ساطعاً على قوة العلاقات ومتانة وشائجها منذ زيارة الملك فيصل بن عبد العزيز مدينةَ إسطنبول التركية عام 1966".

زيارة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز إلى تركيا عام 2006 أثمرت عن 6 اتفاقيات في مجالات عديدة (Reuters)

كما أثمرت زيارة الملك الراحل عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود إلى تركيا في أغسطس/آب 2006، التوقيع على 6 اتفاقيات ثنائية في مجالات عديدة.

وشهدت العلاقات التركية السعودية نقلة نوعية منذ أن تولى الرئيس أردوغان منصبه الرئاسي في 28 أغسطس/آب 2014، والملك سلمان حكم المملكة في 23 يناير/كانون الثاني 2015.

وعام 2015 شهدت العلاقات ثلاث قمم، الأولى بالرياض في مارس/آذار، والثانية على هامش زيارة الملك سلمان لمدينة أنطاليا التركية في نوفمبر/تشرين الثاني، والأخيرة مع زيارة الرئيس أردوغان إلى المملكة في 29 ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته.

وتُوجت قمتا العام الأول من حكم الملك سلمان باتفاق الدولتين على إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي، خلال زيارة الرئيس أردوغان إلى المملكة في 2015.

وفي العام الثاني من حكم الملك سلمان بلغ التعاون المتنامي بين البلدين ذروة جديدة بتوقيعهما بإسطنبول في 14 أبريل/نيسان 2016 محضر إنشاء مجلس التنسيق التركي السعودي، بحضور الملك سلمان والرئيس أردوغان.

وعقد المجلس اجتماعه الأول في 8 فبراير/شباط 2017 في العاصمة التركية أنقرة برئاسة وزيرَي خارجية البلدين.

فيما شهد عام 2017 قمتين، الأولى خلال زيارة أردوغان إلى السعودية في فبراير والثانية في يوليو/ تموز، حين التقى الرئيس التركي مع الملك سلمان وولي عهده في مدينة جدة شرق المملكة.

ومنذ يونيو/حزيران 2017، كانت تركيا داعماً رئيساً لعودة الوحدة الخليجية إثر خلافات بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر انتهت باتفاق في القمة الخليجية بالمملكة في يناير/كانون الثاني 2021.

زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى تركيا عام 2022 أكدت عمق العلاقات المتميزة بين البلدين (Reuters)

وأجرى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أول زيارة رسمية لتركيا في 22 يونيو/حزيران 2022، بعد أقل من شهرين من أول زيارة يجريها الرئيس أردوغان إلى السعودية منذ سنوات في 28 أبريل/نيسان 2022.

وأكد البيان الختامي لزيارة ولي العهد السعودي "عمق العلاقات المتميزة بين البلدين"، والاتفاق على تفعيل الاتفاقيات الموقَّعة بينهما في مجالات التعاون الدفاعي وتعزيزه وتطويره.

وخلال الزيارة، قالت وكالة الأنباء السعودية إن "العلاقات الأخوية بين المملكة والجمهورية التركية تتسم بالتطور والنمو في جميع المجالات، نظراً إلى المكانة التي يتمتع بها البلدان الشقيقان على الأصعدة كافة".

ولتركيا والسعودية جهود مشتركة في مكافحة الإرهاب، حيث يشارك البلدان بالتحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، كما أن أنقرة عضو بالتحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي أعلنت الرياض عن تشكيله في ديسمبر/كانون الأول 2015، ويضم 41 دولة.