وفد مصري رفيع المستوى لاحتواء الأزمات السياسية باليمن.. أبرزها الحراك الجنوبي والتمرد الحوثي

الإثنين 05 أكتوبر-تشرين الأول 2009 الساعة 05 مساءً / صنعاء-مأرب برس:
عدد القراءات 9443

كشفت مصادر سياسية يمنية واسعة الاطلاع أن التحرك المصري رفيع المستوى، المتمثل في زيارة وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط، والوزير عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المصرية لصنعاء- أمس الأحد- قد سارعت بقوة نحو إقامة حوار مع قادة الحراك الجنوبي الموجودين في الخارج، وحثتهم فيه على التمسك بالوحدة اليمنية، مع وعدهم بالضغط على صنعاء ودفعها للمزيد من الاهتمام بالجنوب ذي الموقع الإستراتيجي في المنطقة".

وأشارت المصادر لموقع "إسلام أون لاين.نت": أن التحرك المصري يأتي في إطار خطة مصرية "غير معلنة" مدعومة عربيا لاحتواء الأزمات السياسية المندلعة في اليمن، سواء بين صنعاء و"الحراك الجنوبي" المطالب بالانفصال، أو مع المتمردين الحوثيين في الشمال.

وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها- في تصريحاتها الصحفية- أن "الخطة المصرية الغير معلنة تقوم على إستراتيجية تهدف إلى دعم استقرار اليمن ووحدة أراضيه، وعدم انزلاقه نحو المستقبل المجهول.

"تحركات عربية" لانتشال اليمن من أزماتها قبل تدويلها

 وأكدت المصادر أن القاهرة "أجرت حوارات عميقة مع قادة الحراك الجنوبي، وعلى رأسهم الرئيس السابق لليمن الجنوبي علي ناصر محمد، ورئيس الوزراء السابق حيدر العطاس، وركزت المباحثات على تمسك الجنوبيين بالوحدة اليمنية مقابل مضي صنعاء قدما في تدعيم مبدأ الشراكة الحقيقية في الثروة والسلطة معهم".

وشددت المصادر اليمنية على أن القاهرة قالت للقادة الجنوبيين إنه "لأجل إثبات جدية صنعاء في الاهتمام بالجنوب ستعين وزراء جنوبيين في الحكومة ليكونوا مشاركين لها في صنع القرار، ومراقبين عن كثب لعملية تنمية الجنوب".

ويتمثل الجزء الثاني من الخطة المصرية -بحسب المصادر نفسها- في "احتواء التمرد الحوثي، عبر تخفيف الضغط العسكري عنه، وعدم تركه أداة طيعة في أيدي قوى إقليمية تريد العبث به في المنطقة".

ولفتت المصادر إلى أن القاهرة "تدرك حجم الضغط العسكري الواقع على عاتق التمرد الحوثي منذ 11 أغسطس الماضي، ومتأكدة من أن قادته بحاجة إلى طوق نجاة يخرجهم من مأزق الحرب المستعرة حاليا في صعدة، واستمعت بعناية إلى أكثر من نداء من قادته لها بالتدخل في حل أزمتها مع صنعاء".

ووفق المعطيات السابقة تؤكد المصادر أن "القاهرة تفاهمت مع قادة الحوثيين في أوروبا على قبول شروط صنعاء الخمسة لوقف إطلاق النار، وهي: نزولهم من المناطق الجبلية، وتسليمهم للأسلحة الثقيلة التي بحوزتهم، وعودتهم إلى قراهم، ووقفهم لقطع الطرق، وإزالة الألغام التي زرعوها في مناطق كثيرة".

ولفتت إلى أن الحوثيين "لم يبدوا استعدادهم لقبول هذه الشروط دون الحصول على ضمانات مصرية -باعتبارها راعيًا إقليميًا كبيرًا يملك الضغط على الرئيس صالح- بعدم تضييق صنعاء عليهم، بل وإلزامها بالعمل على إعادة بناء ما خلفته الحرب في صعدة والمناطق المجاورة".

وتخوض السلطة و الحوثيون حربا سادسة بينهما في صعدة-في وقت يعتبر فيه الحوثيون النظام اليمني الحالي غير شرعي، وبالمقابل تتهمهم السلطة بالدعوى إلى إعادة حكم الأئمة الزيديين الذين قال موقع "إسلام أون لاين.نت"- أنه أطيح بهم في انقلاب عسكري عام 1962، كما يدعون لاستخدام العنف ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، وتؤكد السلطات اليمنية عدم وجود صلة بينهم وبين القاعدة.

ويقود الحوثيون حاليا- الطائفة الشيعية باليمن- شخص يُدعى عبد الملك الحوثي، ويتمركز تمردهم الذي تسبب في حرب مستعرة حاليا مع الجيش في المناطق المحيطة بمدينة صعدة عاصمة محافظة صعدة المتاخمة للسعودية، وهي منطقة جبلية وعرة وفقيرة ينتمي معظم سكانها إلى الطائفة الزيدية الشيعية.

إضافة إلى أن السنة يشكلون معظم سكان اليمن البالغ عددهم 19 مليون نسمة، في حين يمثل الشيعة نحو 15% منهم.

وكان موقع "إسلام أون لاين.نت" قد سبق أن نشر تقريرا في 11 أغسطس الماضي حول: "تحركات عربية" لانتشال اليمن من الفتنة" حيث نقل فيه عن مصادر يمنية: "إن مصر دخلت على خط الأزمة السياسية اليمنية بتفويض عربي؛ لأنها تحظى بثقة معظم اليمنيين، وغير متصلة جغرافيا به مثل السعودية، وبالتالي تحركها سيكون مقبولا ونزيها عند معظم الأطراف اليمنية، سواء مع الحراك الجنوبي، أو مع الحوثيين في الشمال، أو مع أحزاب المعارضة اليمنية (اللقاء المشترك)".

ويرى مراقبون أيضا أن دخول مصر على خط الأزمة اليمنية يأتي في إطار مساعيها لاستعادة دورها الفاعل في المنطقة.

وبدوره - وفي سياق الجهد العربي لاحتواء الأزمة في اليمن- أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه سيزور اليمن غدا الثلاثاء بهدف التشاور مع الرئيس علي عبدالله صالح والمسئولين في اليمن حول الأوضاع المتوترة هناك.

وقال في تصريح صحفي أمس الأحد: إن "هذه الزيارة تأتي في إطار التشاور من منطلق الرغبة في الحفاظ على وحدة اليمن، ودعم تحرك كل الإخوة في اليمن نحو الوحدة وتحقيق الاستقرار في البلاد".

وحول ما إذا كانت الجامعة العربية ستطرح أفكارا في هذا الإطار، أوضح موسى أنه سوف يطلع على الأوضاع، وسيرى ما ستثمر عنه المشاورات.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن