معركة قتل بها 500 ألف بأيام وغيرت مستقبل الحرب العالمية

السبت 14 يناير-كانون الثاني 2023 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس_ وكالات
عدد القراءات 2782

 

 

بحلول شهر أبريل 1917، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية دخولها الحرب العالمية الأولى لجانب الفرنسيين والبريطانيين عقب تواصل استهداف الغواصات الألمانية للسفن التجارية والمدنية بالأطلسي وحادثة برقية زيمرمان التي أثارت غضب الشارع الأميركي.

ومطلع شهر مارس 1918، أعلن الروس رسميا خروجهم من النزاع العالمي عقب قبولهم بمعاهدة برست ليتوفسك (Brest-Litovsk).

وأمام هذه الوضعية العسكرية الجديدة، اتجه الألمان بحلول ربيع العام 1918 لشن هجوم كبير، عرف بهجوم ميخائيل (Michael)، على الجبهة الغربية التي ظلت راكدة بسبب تركز المعارك بها بالخنادق طيلة 3 سنوات.

 خطة عملية ميخائيل إلى ذلك، دفع عاملان أساسيان الألمان لشن هذا الهجوم على الجبهة الغربية. فبالفترة السابقة، انسحب الروس من الحرب.

وبفضل ذلك، تمكن الألمان من نقل عشرات الآلاف من قواتهم نحو الجبهة الغربية التي ضمت بحلول مارس ما لا يقل عن 192 فرقة عسكرية ألمانية.

من جهة ثانية، تخوفت القيادة العسكرية الألمانية من تأثير دخول الأميركيين الصراع العالمي.

وبسبب ذلك، فكّر كبار الجنرالات الألمان في شن هجوم كبير على الجبهة الغربية لتحقيق انتصارات وكسب مزيد من الأراضي قبل اكتمال وصول الجيش الأميركي للساحة الأوروبية. ولإنجاح خطتهم، اتجه الألمان للاعتماد على عاملين أساسيين.

ففي البداية، كلّف الكولونيل جيورغ بروشمولر (Georg Bruchmüller) بمهمة شن عمليات قصف مكثفة على الخنادق البريطانية والفرنسية اعتمادا على المدفعية الثقيلة والغاز الكيمياوي والغاز المسيل للدموع.

وفي المقابل، سيتكفل الكابتن هرمان غيير (Herman Geyer) بمهمة مهاجمة الخطوط البريطانية الفرنسية بشكل مباشر لاختراقها اعتمادا على قوات النخبة بفرق المشاة الألمانية التي سلّحت برشاشات خفيفة وقنابل يدوية.

صورة ملونة اعتمادا على التقنيات الحديثة لجنود فرنسيين عام 1918 صورة ملونة اعتمادا على التقنيات الحديثة لجنود فرنسيين عام 1918 500 ألف بين قتيل وجريح يوم 21 مارس 1918، أطلق الألمان العنان لعملية ميخائيل.

وعقب قصف مكثف امتد على نحو 43 ميلا من الخطوط البريطانية الفرنسية، خرجت قوات المشاة الألمانية من خنادقها لتهاجم خنادق الحلفاء. وأمام هذا الهجوم المكثف، فضّل البريطانيون والفرنسيون التراجع ساحبين معهم مدافعهم خوفا من وقوعها بقبضة الألمان.

ومع نهاية اليوم الأول من عملية ميخائيل، خسر الألمان حوالي 40 ألف جندي بين قتيل وجريح بينما بلغت خسائر البريطانيين والفرنسيين نحو 38 ألف عسكري.

بالأيام التالية، واصل الألمان تقدمهم بالجبهة الغربية وسط تراجع واضح للحلفاء. وأمام هذا الوضع، خطط الجنرال الألماني لودندورف (Ludendorff) لاختراق خطوط الحلفاء أملا في فصل القوات الفرنسية عن حليفتها البريطانية. ومن خلال هذه الخطة، اتجه لودندورف لإبعاد الفرنسيين أملا في الانفراد بالبريطانيين وإنهاء وجودهم بالمنطقة. واصل الألمان هجماتهم ضد الحلفاء لحدود أواخر شهر مارس 1918.

وأمام تزايد خسائرها البشرية، فقدت القوات الألمانية فاعليتها وأصبحت غير قادرة على تحقيق مزيد من التقدم. من جهة أخرى، استغل الفرنسيون والبريطانيون هذا العامل ليباشروا بشن هجوم مضاد أجبر الألمان على ترك جانب من مواقعهم وسط تزايد كبير لخسائرهم البشرية.

لإهمالها الدبابات.. خسرت اليابان الحرب العالمية الأخيرة لإهمالها الدبابات.. خسرت اليابان الحرب العالمية وفي حدود يوم 5 أبريل 1918، عرفت عملية ميخائيل نهايتها.

وأثناءها، تقدم الألمان حوالي 40 ميلا وخسروا في المقابل حوالي 240 ألف جندي بين قتيل وجريح.

وبالجهة المقابلة، نجح الحلفاء في وقف التقدم الألماني تزامنا مع تكبدهم خسائر بشرية كبيرة تجاوزت 260 ألف عسكري كان من ضمنهم حوالي 177 ألف بريطاني.

وبينما تمكن الحلفاء من تعويض خسائرهم البشرية عقب قدوم الأميركيين، عجز الألمان عن ملء خطوطهم بالجبهة بعناصر جديدة.

وبالفترة التالية، شن الحلفاء هجوما امتد ما بين أواخر أغسطس ومطلع سبتمبر 1918 انتزعوا من خلاله الأراضي التي سيطر عليها الألمان بعملية ميخائيل