آخر الاخبار

اختطافات ومداهمات وانتشار أمني كثيف.. "سخط شعبي" يؤرق الحوثيين والمليشيا تعيش حالة هستيريا وهلع غير مسبوق

الإثنين 09 يناير-كانون الثاني 2023 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - وحدة التقارير
عدد القراءات 4036

شنت مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، خلال الأيام الماضية، حملة اعتقالات واسعة طالت ناشطين وصحفيين ومشاهير منصات التواصل الاجتماعي، في ظل هلع واستنفار حوثي من اندلاع ثورة شعبية، تكتب نهاية حكمها.

وخلال ايام اختطفت المليشيا اليوتيوبر الشهير، احمد علاو، بعد أيام قلبلة من اختطاف اليوتيوبر واافنان، أحمد حجر، اليوتيوبر مصطفى المومري، واقتحام قرية الناشط عيسى العذري ومنازل اقرباءه واختطاف إخوته، وترويع اسرته.

وتؤكد هذه الحملات المسعورة حالة الهستيريا التي انتابت قيادات مليشيا الحوثي، بعد ارتفاع الأصوات المنادية بالانتفاضة الشعبية للخلاص من هذه الآفة التي مارست سياسات الافقار والتجويع بحق المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ودمرت كل شيء جميل في اليمن تنفيذا لأجندة اسيادها في طهران، بحسب مراقبين.

سياسة تجويع

وتأتي حملة الاعتقالات الحوثية، لعدد من الناشطين والمشاهير بعد ظهورهم في فيديوهات تنتقد "سياسة التجويع ونهب ثروات الشعب اليمني" التي تنتهجها الجماعة المدعومة من النظام الإيراني منذ أكثر من 8 سنوات.

وأكد الناشطون ان المليشيا تتعمد تطفيش المستثمرين والتجار، ووصفوا قياداتها بأنهم "مجموعة من اللصوص والنصابين الذين يأكلون رواتب الموظفين وحق الضعفاء وينهبون الأراضي"، موضحين أن الصغير والكبير أصبح متضرراً من الميليشيات الإرهابية.

وأشاروا الى أن الميليشيات تتجاهل عمداً صرخات الجوعى المتضررين من ارتفاع الأسعار، وأنها تلصق التهم بالتجار فضلاً عن إنهاء التعليم في مناطق سيطرتها، مؤكداً أنه كغيره باع كل ما يملك من أجل أن يعيش مع أسرته.

وتنتهج ميليشيات الحوثي سياسة قمعية رهيبة ضد كل من يخالف رأيها أو ينتقد ممارساتها الانقلابية وسياستها العامة في المناطق التي تسيطر عليها في الشمال اليمني. 

كما تنتهج كل أساليب القمع لإرغام اليمنيين من مختلف الفئات والأعمار على اعتناق سلوكياتها الطائفية الدخيلة التي لم يعهدها اليمنيون وتسخيرهم لتنفيذ الأجندة الإيرانية.

سخط شعبي

وتأتي أصوات المشاهير، متزامنة مع سخط شعبي واسع من توجبه الحوثيين عائدات الدولة لصالح مقاتليهم، والثراء الفاحش الذي ظهر على قادتهم في مقابل تنامي حالة الفقر الشديد، إذ يعيش نحو ثمانين في المائة من السكان على المساعدات.

وتشهد العاصمة صنعاء غلياناً وغضباً شعبياً كبيراً، بسبب تفاقم الأزمة المعيشية، وزيادة الانتهاكات، التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق الشعب، حيث بدت الأصوات المطالبة برحيل الميليشيا الحوثية، خلال الأيام الماضية، أكثر ارتفاعاً من ذي قبل.

وأطلق ناشطون يمنيون دعوات واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، لتفجير ثورة عارمة ضد ميليشيات الحوثي الإيرانية في العاصمة صنعاء، ومدن أخرى خاضعة لسيطرتها، مؤكدين إنه لا حل أمام اليمنيين بشكل عام، وسكان العاصمة بشكل خاص للتحرر من الاستبداد والعبث والتدمير الحوثي، سوى بتفجير عصيان مدني عام وشامل وقوي، في وجه تلك العصابة التي عملت على نهبهم وتجويعهم، وسرقت موارد مؤسساتهم.

وتطرق عدد من الناشطين في تغريدات لهم، إلى الأوضاع المعيشية الصعبة التي تزداد سوءاً يوماً بعد آخر، في ظل سيطرة الانقلابيين الحوثيين على زمام الأمور في العاصمة، محملين في الوقت ذاته الميليشيات مسؤولية تجويع اليمنيين والاتجار بمعاناتهم منذ انقلابهم على الشرعية عام 2014.

في المقابل، حمَّل مواطنون في صنعاء الميليشيات الحوثية مسؤولية الانهيار الاقتصادي الذي يعيشه اليمن، منذ انقلابها وشن حربها العبثية على اليمنيين، وسعيها إلى الاستئثار بكافة موارد اليمن لمصلحة مجهودها الحربي، وإثراء عناصرها وقياداتها.

هلع حوثي

وأثارت الدعوات للاحتجاجات حالة من القلق والخوف في أوساط الميليشيا الحوثية، حيث اتخذت إجراءات لمواجهة المسيرات المحتملة، ووفق مصادر محلية مطلعة فإن قيادات الحوثي وجهت ميليشياتها على مداخل صنعاء بمنع دخول القبائل إلى وسط العاصمة، ومراقبة أي تحركات شعبية. ونفذت الميليشيا عمليات دهم لعدد من المنازل بحثاً عن المعارضين، إلى جانب حملات الملاحقة، التي نفذت في الشوارع الرئيسة.

مصادر أمنية في العاصمة صنعاء، قالت أن الجماعة تعيش في الوقت الحالي حالة ذعر وهلع شديدة، في محاولة منها لتفادي ومنع أي احتجاجات غاضبة قد تخرج للشوارع لتطالب برحيلها، مشيرة إلى أن الميليشيات اتخذت إجراءات أمنية مشددة في العاصمة، وتسعى من خلالها لترويع المواطنين بالدرجة الأولى، ومن ثم حثهم في الوقت نفسه على عدم الانجرار وراء أي دعوات لمظاهرات تزعزع حكم الميليشيات.

ويؤكد مراقبون بصنعاء أن حالة الهلع والخوف والإجراءات المشددة وغير المسبوقة التي اتخذتها الميليشيات، تأتي عقب عملية رصد من قبلها لحالة الاحتقان الشديدة في صفوف السكان، جرَّاء الأوضاع المعيشية القاسية التي ازدادت سوءاً، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وغيرها، بشكل خيالي، واستمرار حملات النهب والتعسف والابتزاز التي يقوم بها أتباعها في حق اليمنيين بمختلف الشرائح والفئات.

صرخات دولية

ويأتي هذا الغليان والسخط الشعبي الناقم على سياسة العبث والتجويع والتدمير الحوثية، في وقت تؤكد فيه منظمات محلية وأخرى دولية، أن اليمن يعاني من أسوء أزمة إنسانية على مستوى العالم.

وورد في تقرير حديث لمنظمة "إغاثة جوعى العالم" الألمانية، تصدُّر اليمن قائمة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأكثر جوعاً، طبقاً لمؤشر الجوع العالمي الذي أعلنته المنظمة، مشيرة إلى أن عدد الجوعى في اليمن يتصاعد بشكل مقلق.

ووفقاً للأمم المتحدة، فإن آلاف اليمنيين قضوا جوعاً خلال السنوات الخمس الماضية معظمهم من الأطفال وكبار السن، في ظل بقاء ملايين منهم تحت خطر المجاعة وانتشار الأمراض؛ خصوصاً في العاصمة صنعاء، وسط الظروف الإنسانية والصحية المأساوية التي يعانون منها.

وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن مليوني طفل في اليمن يعانون من سوء التغذية الحاد، من ضمنهم نحو 360 ألفاً دون سن الخامسة، يعانون من سوء التغذية الحاد جداً، وهم يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة.

وأوضحت الـ"يونيسف أن "الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد هم أكثر عرضة للوفاة بـ11 ضعفاً، بالمقارنة مع أقرانهم الذين يحظون بتغذية جيدة".

وتشير تقديرات المنظمات الأممية العاملة في اليمن، إلى أن نحو 2.5 مليون امرأة حامل أو مرضع في اليمن، بحاجة ماسة إلى خدمات التغذية والمشورة، لعلاج سوء التغذية أو الوقاية منه، إذ تتعرض النساء الحوامل المصابات بسوء التغذية لخطر متزايد من الإجهاض والكرب الذي يسببه، بالإضافة إلى فقر الدم والموت أثناء الولادة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يعاني القطاع الصحي في اليمن، من تدهور حاد جراء الصراع المتفاقم، الذي أدى إلى تفشي الأوبئة والأمراض، وإغلاق عدد كبير من المرافق الصحية.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن