تفاصيل مجهولة عن مشروع في دولة عربية كاد يشعل حربا نووية

الإثنين 09 يناير-كانون الثاني 2023 الساعة 12 مساءً / مأرب برس_ وكالات
عدد القراءات 4268

 

في مثل هذا اليوم من عام 1960 وضع الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر حجر الأساس لبناء السد العالي بتمويل وخبرة سوفيتية، بعد أن رفض البنك الدولي تمويل هذا المشروع الضخم.

غرامة على زوار السد العالي في مصر تثير جدلا واسعا لم يكن بناء سد أسوان، الذي أصبح يعرف بالسد العالي منذ عام 1960، مهمة سهلة، فقد واجه صعوبات هائلة على أكثر من صعيد، حتى أن المشروع كاد أن يتسبب في حرب نووية! السد العالي، هو بمثابة ركيزة هامة وحيوية لنهر النيل الذي يعد شريان الحياة لمصر والسودان، في مجراه الطويل الحالي الذي يعود إلى ما لا يقل عن 25000 عام. النيل، ثاني أكبر أنهار العالم، عامل حاسم في تضاريس المنطقة غير الممطرة نسبيا، وبفضل الفيضانات السنوية للنهر فقط، أصبحت هذه البقاع صالحة للسكن وقابلة للحياة والعمران.

الحديث عن السد العالي، يمر عبر سد أول كان قد شرع في بنائه في اسوان في عام 1899، واكتمل في عام 1902، وجرت زيادة ارتفاعه في حملات بناء لاحقة بين أعوام 1907-1912 و1929-1934. dzen.ru وبعد كل الإضافات، تبين أن السد الأول أو "المنخفض" توجد به منطقة محمية، في حالة حدوث فيضانات كبيرة، سيكون من الضروري فتح السدود لتخفيف ضغط المياه، وإغراق المناطق التي يعتقد أنها محمية.

وكان السد الثاني ضروريا في أسوان، وفي عام 1952، بدأت شركات بريطانية في التصاميم ما أصبح يعرف باسم السد العالي. ومع توقيع اتفاقية مياه النيل بين مصر والسودان في نوفمبر من عام 1959، بدأ العمل في سد أسوان الثاني الذي يعد أحد أكبر السدود في العالم.

لم يكن السد العالي، مجرد مشروع لضبط فيضانات النيل بشكل أفضل، بل وللحصول على المزيد من المياه للري وتوليد الطاقة الكهرومائية، وركيزة هامة لنهضة مصر.

حلول منتصف عام 1950، تدهورت العلاقات بين مصر والدول الغربية بشكل حاد، وانفجر الموقف في العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 أو ما يعرف بـ"أزمة السويس".

في ذلك الوقت، بدأت مصر في الاقتراب من الاتحاد السوفيتي. ونتيجة لذلك جرى في عام 1958، إبرام اتفاق بين القاهرة وموسكو، قدم بموجبه الاتحاد السوفيتي المساعدة التقنية والمالية في بناء محطة التوليد الكهرومائية.

محطات في الطريق إلى السد العالي: زودت لجنة دولية الحكومة المصرية في ديسمبر 1954 بتقرير يؤكد إمكانية إنشاء هذا المشروع الضخم، وكان من المفترض أن يكلف المشروع 415 مليون جنيه مصري.

وافقت الحكومة المصرية على المشروع وشرعت على الفور في التنفيذ، فيما وافق البنك الدولي للإنشاء والتعمير على تخصيص قرض للمشروع.

في يوليو 1956، وافق البنك الدولي على منح الحكومة المصرية قرضا لبناء السد العالي، إلا أن البنك الدولي بعد يومين، سحب فجأة قراره. 

الرئيس المصري جمال عبد الناصر رد على القرار بالإعلان عن تأميم قناة السويس، وتحويل الإيرادات السنوية من تشغيل القناة، والتي كان من المفترض أن تبلغ 100 مليون دولار، إلى بناء سد أسوان.

أرسلت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل قواتها إلى القناة، فيما أرسل الاتحاد السوفيتي سفنا حربية إلى البحر المتوسط، وهدد الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بإجراءات حاسمة تصل حد توجيه ضربات نووية.

أدركت الولايات المتحدة خطورة الموقف، وخطر نشوب حرب نووية مع الاتحاد السوفيتي، فطلبت من حلفائها وقف عدوانهم وترك قناة السويس لأهلها.

وفي خطوة حاسمة جرت في ديسمبر 1958، اتفقت القاهرة وموسكو على مشاركة الخبراء السوفيت في بناء سد أسوان، والحصول أيضا على قرض من موسكو.

ووفقا لهذه الاتفاقية، قدم الاتحاد السوفيتي قرضا بقيمة 38 مليون جنيه مصري وبفائدة 2.5 في المائة سنويا لمدة 12 عاما، وتعهد أيضا بتوفير المعدات والمتخصصين.

وفي وقت لاحق، جرى توقيع اتفاقية بقيمة 78 مليون جنيه لاستكمال جميع الأعمال في محطة أسوان الكهرومائية. وحين تم الانتهاء من المشروع الضخم الذي افتتح رسميا في 15 يناير من عام 1971، أعفى الاتحاد السوفيتي مصر من القسم الأكبر من هذا الدين.

السد العالي والخبرات السوفيتية: وضعت التصاميم الفنية لمشروع محطة أسوان الكهرومائية من قبل معهد" غيدروبروكت" السوفيتي تحت قيادة كبير مهندسي المشروع، نيكولاي ألكساندروفيتش ماليشيف.

اتسمت ظروف بناء محطة أسوان الكهرومائية بصعوبات غير مسبوقة، وكان يتعين بناء السد العالي على أساس رملي بسمك 130 مترا، وعلى قاعدة خزان بعمق 35 مترا.

كل ذلك كان يتطلب استخدام حلول تقنية فريدة. مخطط بناء السد العالي: في ظل المعطيات على الأرض، كان يمكن تنفيذ نوع واحد فقط من السدود، وهو سد أرضي، يتوسطه جسر رملي، يتم تأمين عدم تسرب المياه بواسطة ستارة قوية من الطين الأسمنتي، حيث جرى ضخ مزيج من الأسمنت والطين في الرمال من خلال آبار خاصة تحت الضغط، ما حول الرمال إلى كتلة متراصة مقاومة للماء، فيما يبلغ ارتفاع الستارة 165 مترا وحجمها الإجمالي 2.1 مليون متر مكعب من التربة المحقونة، وهي، بحسب الخبراء، فريدة وليس لها نظائر.

سد أسوان الكهرومائي: يبلغ ارتفاع السد 111 مترا، ويبلغ طوله 3820 مترا، ووضع في قوامه أكثر من 41 مليون متر مكعب من التربة، وهو ما يعادل 16 مرة حجم هرم خوفو.

بدأت اشغال بناء محطة أسوان للطاقة الكهرومائية في عام 1960 وتم تنفيذها بوتيرة سريعة، وعمل أكثر من 30 ألف شخص في موقع البناء، بما في ذلك حوالي 5 آلاف متخصص سوفيتي، كما جرى تصنيع المعدات الرئيسة للمحطة من توربينات ومولدات في الاتحاد السوفيتي.

توقف جريان النهر أثناء بناء محطة الطاقة الكهرومائية في 15 مايو 1964. وفي هذا اليوم، زار الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف موقع البناء، إضافة إلى الرئيس العراقي عبد السلام عارف، وقيادي جزائري رفيع هو فرحات عباس، أول رئيس للحكومة الجزائرية المؤقتة عامي 1958 –