ما هي قنابل جدام الذكية التي ستسلمها واشنطن لكييف ولماذا تأخرت بمنحها السلاح الخارق؟

الأحد 25 ديسمبر-كانون الأول 2022 الساعة 02 صباحاً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 4573

 

مع تخطيط الولايات المتحدة لإرسال معدات إلكترونية إلى أوكرانيا تحول الذخائر الجوية غير الموجهة إلى قنابل ذكية، كثر البحث عن قنابل جدام الذكية التي ستمنحها واشنطن لكييف قريباً.
قنابل جدام الذكية
بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن سلاح جدام، يحول قنبلة رخيصة غير موجهة أو “غبية” إلى سلاح عالي الدقة وذكي وموجّه بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي GPS، بحيث تعمل في جميع الأحوال الجوية.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلنت في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، أن الأسلحة ستكون جزءاً من حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 1.85 مليار دولار، ما يمنح كييف قدرة قصف دقيقة التوجيه لم تكن تمتلكها من قبل.


وتتراوح زنة القنابل المجهّزة بجدام، من 500 رطل (227 كلغ) إلى 2,000 رطل (907 كلغ).
وفي النزاعات المسلحة الأخيرة التي خاضتها في الولايات المتحدة، وصفت قنابل “جدام” بأنها موثوقة جداً ودقيقة، ويمكن أن تطلق من الطائرات في جميع الظروف الجوية، وعلى مسافة كبيرة من الهدف تصل إلى 27 كم اعتماداً على الارتفاع الذي يتم الإطلاق منه.
وقالت الصحيفة الأمريكية: “عندما تُسقط قنابل جدام من ارتفاعات أعلى، يمكن للقنبلة أن تسافر نحو 15 ميلاً إلى هدفها قبل الانفجار”.
كيف تعمل قنابل جدام الذكية؟
في السياق، أوضحت الصحيفة أن سلاح جدام من الناحية الفنية يشير إلى مجموعة تُثبَّت على قنبلة “Mark-80” للأغراض العامة للجيش الأمريكي، وتحولها إلى سلاح موجّه بنظام GPS.


وصُمم الرأس الحربي “Mark-80” الذي طُوِّرَ بعد الحرب العالمية الثانية بفترة وجيزة، لكي يُركَّب بسهولة مع مجموعة متنوعة من زعانف الذيل والصمامات للاستخدام في عددٍ من الحالات.

 

وعلى مدار عقود، استُخدِمَت ملحقات مختلفة للقصف منخفض المستوى ولتحويلها إلى ألغام برية وبحرية، وأخيراً لتحويلها إلى أنواع مختلفة من الأسلحة الموجّهة.
وجرى تبسيط هذا السلاح، بحيث يخلق مقاومة أقل عند حمله بواسطة طائرات تفوق سرعة الصوت.
يأتي عادةً بثلاثة أحجام تتراوح من 500 إلى 2000 رطل، ومع ذلك، لم يتضح بعد النموذج أو النماذج التي سوف تُقدَّم إلى أوكرانيا.
كيف استخدمت قنابل جدام الذكية؟
بحسب نيويورك تايمز، فإن أسلحة جدام وُلِدَت من الإحباط الذي أصاب الطيارين وقادة القوات الجوية من نوع مختلف من القنابل الموجهة أثناء عملية “عاصفة الصحراء” عام 1991.
واستخدمت لأول مرة بأعداد صغيرة قرب نهاية حرب فيتنام، وكانت تلك القنبلة تسمى “Paveway II”.
وأضافت: “في ذلك الوقت، كانت الفكرة ثوريةً للغاية، إذ كان يمكن لمجموعة باهظة الثمن مثبتة في مقدمة وذيل Mark-80 أن تجعل القنبلة غير الموجهة بطريقة أخرى قابلة للمناورة على طول مسار الليزر المنطلق من الأرض أو من طائرة فوقها”.
وأردفت: “لكن في العراق، غالباً ما عطَّلَت العواصف الرملية والدخان مسار أشعة الليزر، ما جعل القنبلة تخطئ هدفها”.
وتابعت: “بعد أشهر من انتهاء تلك الحرب، قررت القوات الجوية أن الطيارين العسكريين يحتاجون إلى مجموعة لا تكلف أكثر من Paveway II، ويمكنها توجيه القنابل في جميع الظروف الجوية.
قدمت مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية لنظام تحديد المواقع العالمي حلاً لذلك، حيث تبث باستمرار إشارات الراديو التي يمكن أن توجه القنابل ليلاً ونهاراً أو في المطر أو في سطوع الشمس”.
لماذا تأخرت واشنطن في منح جدام لأوكرانيا؟
على عكس بعض الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة، فإن المشكلة ليست في طول التدريب أو تكلفة الصيانة “كان لابد من حل بعض المشكلات الأساسية في الأجهزة والبرامج، إذ لم تُصمَّم مجموعات JDAM لاستخدامها مع القنابل الأوكرانية روسية الصنع، والطائرات الحربية الروسية لا يمكنها حمل قنابل أمريكية الصنع، ولا يمكن لأجهزة الكمبيوتر الخاصة بالطيران الروسية التواصل إلكترونياً مع الذخائر الأمريكية الموجّهة”، وفقاً لنيويورك تايمز.
ومنذ انضمام بولندا- دولة تابعة للاتحاد السوفيتي سابقاً- إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، تحوَّلَت بعض طائراتها الحربية الروسية من طراز MIG-29 لحمل الذخائر الغربية، لكن ذلك تطلب استبدال أنظمة الكمبيوتر ذات التصميم السوفييتي وبعض الأسلاك بعتادٍ غربي الصنع. كانت هناك حاجة إلى نهج أسرع مع أوكرانيا.
الصحيفة قالت: “استغرق الأمر بعضاً من الارتجال والابتكار، لكن المشكلة هنا لم تكن مختلفة عن تلك التي ظهرت في فيلم Apollo 13، حيث كان على مهندسي ناسا تركيب أجزاء مختلفة معاً من أجل إنقاذ حياة رواد الفضاء في الفضاء”.
وزادت: “في عام 2022، كان على المهندسين القيام بذلك بشكل أساسي، وأكثر من ذلك بكثير، لجعل أسلحة JDAM تعمل على الطائرات الروسية مع الحد الأدنى من التعديلات”.
وتختلف القنابل القياسية التي تستخدمها الولايات المتحدة وروسيا اختلافاً كبيراً في التصميم، وكذلك الأجهزة المستخدمة لربطها بالطائرات الحربية وإسقاطها فوق الأهداف.
كما تحتوي القنابل الأمريكية الصنع على اثنين من العروات الفولاذية الصغيرة، التي تثبت هذه الأسلحة على رفوفٍ صُمِّمَت من أجل إمساكها بإحكام عند السرعات العالية ولإبعادها بسرعة عن جسم الطائرة عندما يضغط الطيار على زر لإسقاطها.
وبالمقارنة، فإن العديد من القنابل الروسية لديها مقبض تعليق واحد فقط، والأرفف التي تسقطها لا تتوافق مع الأسلحة الأمريكية الصنع.