آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

القمة السعودية ـ الصينية تتوج المملكة كقطب في الشرق الاوسط والخليج العربي

الجمعة 09 ديسمبر-كانون الأول 2022 الساعة 06 مساءً / مأرب برس- كلادس صعب
عدد القراءات 3569

القمة السعودية ـ الصينية تتوج المملكة كقطب في الشرق الاوسط والخليج العربي انطلق التنين الصيني باتجاه المملكة ،التي تعتبر بوابته الى العالم العربي والخليجي وهذا ما يترجم انعقاد القمم الثلاث الصينية – ‏السعودية، الصينية الخليجية ، والصينية العربية التي توج بها الرئيس الصيني شي جينبينغ ولايته الثالثة، لتشكل خطوة مهمة لدولته، ‏التي طالما حلمت بطريق الحرير القديم الذي اخضعته للتطوير يوائم الجغرافية الدول الجديدة ، فكان الاعلان عنه عام 2013 في ‏نسخته الجديدة تحت مسمى “الحزام والطريق” وكونها تدرك مدى الترابط القائم ما بين اهمية هذه الطريق‎ BRI))‎والرؤية الجديدة ‏للسعودية التي أعلن عنها ولي العد السعودي الملك محمد بن سلمان بن عبد العزيز في نيسان من العام 2016، عبر احدى القنوات ‏العربية المرئية التي اكد فيها ان رؤية المملكة لخمس عشرة سنة القادمة، تشبه خارطة الطريق للاهداف التنموية والاقتصادية ، لافتاً ‏الى ان “ارامكو” جزء بسيط منها ولا يجب اختزال هذه الرؤية بالاخيرة، مضيفاً “وكأن دستور السعودية هو الكتاب والسنة ثم بعدها ‏البترول”.‏ كلام ولي العهد يؤشر بشكل واضح ، ان اهداف ولي العهد تتخطى الاعتماد على النفط كمصدر اساسي لنهضة المملكة عمرانياَ ‏وصناعياَ وتكنولوجياَ وغيرها من القطاعات ، فكان قراره تنمية خيارات اخرى تجعل من المجتمع السعودي مبنياَ على اسس انتاجية ‏،لا تتأثر ببراميل النفط وتبدلات اسعارها، بل على استثمار القدرات البشرية في صناعات متطورة ، وكون الصين لديها طموحات ‏متعددة وابرزها تصريف انتاجها وتسريع وصوله الى الاسواق العالمية من خلال “الحزام والطريق” ، الذي يحتاج الى تعاون صيني ‏مع العديد من الدول لمشروعها الذي يغطي 66 دولة في 3 قارات .اختارت توجيه بوصلتها باتجاه المملكة، التي تعتبر المزود الاول ‏للتنين الصيني بالطاقة اولا، ولتوسيع العلاقات شرق آسيا والتعاون على امتداد طريق الحرير القديم ،الذي يمتد من غرب الصين الى ‏غرب آسيا وهذا سيشكل نقط التقاء للجبارين عند منتصف الطريق ،لاسيما وان السعودية سيكون لها دوراَ مهما وحاسماَ، يتمثل ‏باعتبارها العمق والمحور الاستراتيجي ونقطة التقاء القارات الثلاث افريقيا، اوروبا وآسيا والاقرب الى ابرز الممرات المائية في العالم ‏مضيق هرمز، مضيق باب المندب وقناة السويس من جهة والبحر الاحمر الذي يشكل الممر لما يقارب ال10% من تجارة العالم وهو ‏يشكل فرعاَ من مشروع “الحزام والطريق الصيني” البحري‎.‎ انطلاقاَ مما اوردناه لناحية الشق التجاري التنموي، هناك ابعاداَ اخرى لا بد من التطرق اليها ، تتعلق بالامتعاض الاميركي من هذه ‏القمة، مع العلم ان العلاقات السعودية الصينية ليست وليدة اليوم ، تم تأطيرها لتتخذ الشكل الدبلوماسي عام 1990 ، نتج عنها اتفاقات ‏عديدة ولجان صينية سعودية واخرى خليجية وعربية بالتوازي مع العلاقات مع الغرب لاسيما الولايات المتحدة الاميركية ،التي ‏تربطها بالمملكة علاقات تاريخية واتفاقات وعقود لاسيما على صعيد تسليح الجيش السعودي بمليارات الدولارات ،وآخرها تلك التي ‏حظي بها الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب في زيارته الاخيرة للمملكة ،حظي خلالها حفاوة كبيرة على عكس خلفه الرئيس جو ‏بايدن ،الذي وطأ ارض المملكة بغياب استقبال رسمي من ولي العهد محمد بن سلمان ، على اعتبار ان الزيارة جاءت نتيجة انعكاسات ‏الرحب الروسية- الاوكرانية على القارة الاوروبية بشكل خاص وعلى اسواق النفط بشكل عام ، وهذا ما اعتبر نكسة للرئيس ‏الديمقراطي ، زاد من حدتها قرار منظمة الدول المصدرة للبترول “اوبك ” والدول المنتجة للنفط المتحالفة معها “اوبك بلاس” ،بخفض ‏انتاج النفط مقدار مليوني برميل يومياً، عازية الامر الى ضرورة الحد من تقلب السوق واستعادة السيطرة عليها والابقاء على الاسعار ‏مرتفعة ومستقرة في حدود الـ100$ للبرميل، قابلته الادارة الاميركي بتصريح للمتحدثة باسم البيت الابيض واصفة القرار” بانه ‏يصطف مع روسيا”.‏ في المقابل يبدو ان المملكة تحاول تثبيت أقدامها في المنطقة ، والمساهمة في لم شمل الدول العربية والخليجية تحت راية واحدة هدفها ‏شد اواصر اللحمة بين هذه الدول في مواجهة الخطر الايراني ،الذي عبث بالساحات العربية ان من خلال تدخله العسكري المباشر، او ‏من خلال تحريك ميليشياته في اليمن لقصف القطاعات الحيوية في الامارات والمملكة، ولم تتلق خلالها هذه الدول دعماَ حقيقياَ من ‏حلفائها الغربيين واقتصرت ردود فعلهم على الاستنكار وهذا ما يحتم وضع التنمية كهدف اساسي تصبو اليه هذه الدول ، رغم ان ‏للصين علاقات ترتبط بها مع ايران لناحية الحصول على نفط الاخيرة وهنا يطرح السؤال هل سيكون لموضوع التهديد الايراني ‏للمملكة ودول الخليج حيزاَ من المحادثات في هذه القمة وهل ان الصين باتت تستشعر الخطر المحيط بالنظام الايراني الذي باتت ‏ساحاته مشتعلة وتنذر بانهياره، وكذلك وضع حليفتها روسيا في ظل الاستنزاف الذي تعيشه عسكرياَ في حربها على اوكرانيا ‏وانعكاساته على اقتصادها ، ام انها تحاول اقامة توازن بين النفط الروسي المحاصر والايراني ذو الكلفة المرتفعة الذي لا يمكن أن ‏يؤمن حاجة الصين المرتفعة والنفط الخليجي والسعودي اللذين يحتلان المرتبة الاولى‎ .‎ وفي الختام ان الخطوة الصينية باتجاه المملكة ستحتاج وقتاَ طويلاَ لتسلك طريقها للوصول الى مستوى العلاقات بين الاخيرة والولايات ‏المتحدة، وما زالت وان اعترتها بعض الاهتزازات، لذا على الصين الأخذ بعين الاعتبار ان التكنولوجيا التي تمتلكها لا يمكن ان ‏تتكامل، الا بالتعاون مع الاميركيين وهذا ما يفسر عدم قطع الخيوط بينهما رغم النبرات العالية التي ترافقت مع هبوط طائرة نانسي ‏بيلوتشي في تايوان، لكنها لن تدفعهما الى خلق نقاط ساخنة في الشرق الاقصى ، لكن بعض المراقبين يرون في الخطوة الصينية باتجاه ‏الدول العربية والخليجية وفي مقدمها المملكة، تكون محاولة للتخفيف من العبء على حليفتها روسيا التي ترزح تحت عقوبات من 55 ‏دولة لناحية النفط الامر الذي يرخي بظلاله سلباَ على ماكينات الحرب في اوكرانيا‎.‎