اليمن خارج مسار الطفولة الآمنة

الإثنين 26 ديسمبر-كانون الأول 2005 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس / متابعات
عدد القراءات 5941

محمد الخامري من صنعاء 

  أكدت المديرة التنفيذية لمؤسسة " شوذب " اليمنية والناشطة في مجال الطفولة والنشئ مريم إبراهيم الشوافي لـ"إيلاف" أن اليمن يعد أحد الدول التي وصفتها بـ"العلمثالثية" النامية التي يعاني مئات الأطفال فيها من الحياة في الشوارع والعمل منذ سن مبكرة وأنهم يعنفون بطريقة أو بأخرى ، مشيرة إلى أنها في المؤسسة التي ترأسها تعمل جاهدة على حماية الطفولة اليمنية التي قالت أنها تهمش كثيرا وتوضع خارج مسار حياة الطفولة الآمنة ، الطفولة الصحية.

وأضافت المديرة التنفيذية لمؤسسة شوذب التي تعتبر إحدى منظمات المجتمع المدني باليمن والناشطة في مجال الطفولة والتنمية أن الحديث عن الطفولة باليمن بلغة الأرقام مخيف جداً حيث وصل عدد أطفال الشوارع في الفئة العمرية "5-18" سنة إلى 35 ألف و108 طفل تتركز غالبيتهم بمحافظة الحديدة "320 كلم غرب صنعاء على ساحل البحر الأحمر" بنسبة 29% ، ومدينة صنعاء المحافظة والأمانة بنسبة 15،2% ، ومحافظة حضرموت بنسبة 10،5% ، وتعز 8% حسب تقرير حقوق الإنسان للعام الحالي 2005م ، مشيرة إلى أن أسباب ظاهرة أطفال الشوارع تعود حسب دراسة ميدانية أعدها الصندوق الاجتماعي للتنمية إلى سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها اليمن بما في ذلك آثار حرب الخليج الثانية وبرامج إعادة الهيكلة الاقتصادية والمالية التي دفعت بالكثير من الأطفال إلى الشوارع ، أما الأطفال العاملين باليمن فيصل عددهم إلى 326 ألف و608 أطفال.

وقالت مريم الشوافي أن 52% من الأطفال العاملين طبقاً لمنظمة اليونيسيف يتعرضون لتحرشات غير أخلاقية ، و32% تحرشات عادية و1،2% يتعرضون لتحرشات جنسية ، مشيرة إلى أن حجم الظاهرة اكبر بكثير من الإحصائيات والمسوحات نظرا للتركيبة السكانية باليمن. وحول ظاهرة تهريب الأطفال قالت الشوافي أنها ظاهرة مرتبطة بالظواهر السابقة بل أشدها خطورة على الطفل ، مشيرة إلى دراسة ميدانية أجرتها وزارة الشؤون الاجتماعية أثبتت فيها أن مؤشرات تهريب الأطفال زادت بنسبة 200% وان الفئات العمرية المستهدفة تقع بين 6 – 12 سنة 85% من الذكور و15% من الإناث.

وكانت مؤسسة شوذب بالتنسيق مع برنامج حماية الأطفال باليونيسيف جمعت في مقرها بصنعاء يوم الاثنين الماضي أكثر من 20 طفلا من مختلف المؤسسات والمدارس الخاصة بأمانة العاصمة لتدريبهم على وضع خططهم المستقبلية بداية بعام 2006م القادم . وكان الأطفال الذين شاركوا في ورشة العمل قد اختارتهم اليونيسيف من مؤسسات ومدارس مختلفة هي : مركز الأمومة والطفولة الأمانة وبرلمان الأطفال ودار الرحمة لإيواء اليتيمات، ومدرسة اليمن الدولية، والمدرسة اليمنية الحديثة ومدرسة الحضارة. وقالت مريم الشوافي – المديرة التنفيذية لمؤسسة شوذب أن اليونيسيف ستقوم بتنفيذ خطة الأطفال للعام 2006م بعد الانتهاء من إعدادها،وقسم الأطفال المشاركون الى أربع مجموعات طلب من كل منها وضع خطه للاحتياجات الضرورية في حياة الأطفال والتي تكونت من : التعليم ، الصحة ، الحماية والأمن، والتثقيف.

مريم الشوافي

 وقام بتدريب الأطفال الدكتور أمين عبد الكريم المتخصص بالإدارة والتخطيط، وسيواصل الأطفال تقديم الخطط ووضعها بصورتها النهائية لتسليمها إلى اليونيسيف لعمل خطة برامجية مزمنة لتنفيذها. وبحسب تقرير التنمية البشرية الصادر الأخير فان 100 مليون طفل يعيشون في الشوارع على مستوى العالم، وفي البلدان النامية هناك حوالي 250 مليون طفل يعملون ، منهم 140 مليون من البنين و110 مليون من البنات، ونحو 90 مليون طفل لم يلتحقوا بالمدارس ، وزهاء 300 ألف طفل كانوا جنودا في التسعينات، وأصيب 6 ملايين طفل في الصراعات المسلحة ، وتؤكد منظمة اليونيسيف على وجود مليوني طفل في العالم ( ذكورا وإناثا ) يتم تدويرهم سنويا في سوق الدعارة الدولية بوسائل وطرق مختلفة ، إما بالاستقطاب المباشر أو من خلال عمليات البيع والشراء في سوق الرقيق الأبيض نظير تسديد ديون تراكمها العصابات والشبكات الدولية على أسرهم ، أو عبر التقاطهم من الشوارع التي يهرب إليها الأطفال كنتاج لسوء معاملة أسرهم.

الجدير ذكره أن مؤسسة شوذب التي أنشئت منتصف العام 2004م تعمل على تدريب الأطفال والدفاع عن حقوقهم وتوعيتهم والمحافظة عليهم وتقوم بتوزيع كسوة العيد على أبناء الفقراء والأيتام وتنفذ ورش عمل توعية وتدريبات مختلفة تهتم بشؤون الأطفال.