ماذا يعني إيقاف محطة زابوريجيا النووية عن العمل؟ .. أوروبا “تحبس الأنفاس”

الإثنين 12 سبتمبر-أيلول 2022 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 3855

 

أكدت وسائل إعلام روسية، أن موسكو تشعر بالإطمئنان حيال إيقاف آخر مفاعلات محطة زابوريجيا للطاقة النووية عن العمل، وفصل الكهرباء عن المحطة الأكبر في أوروبا، والتي شهدت قصفاً مدفعياً وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات حوله.

ماذا بعد إيقاف محطة زابوريجيا 

وذكرت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” الروسية، أن وحدة الطاقة السادسة، وهي الأخيرة في محطة زابوريجيا للطاقة النووية، توقفت عن توليد الكهرباء. 

وقال التقرير: “تم إيقاف تشغيلها ليلة الأحد 11 سبتمبر. وقد اتخذت شركة “إينيرغو آتوم” هذا القرار بسبب خطر حدوث حالة طوارئ في المحطة، بعد أن تم قطع جميع خطوط الكهرباء في الأيام الأخيرة”.

ونقلت صحيفة عن خبير بالطاقة النووية، ساهم في بناء أكثر من محطة للطاقة النووية في الاتحاد السوفيتي، في مقابلة قوله: “إيقاف وحدة الطاقة الأخيرة في محطة زابوروجيا النووية خبر طيب في آخر خمسة أيام”.

ووفقاً له، فإن المتخصصين الروس في شركة “روس إينيرغوآتوم”، الذين يعملون في محطة الطاقة النووية في زابوروجيا كمستشارين، أصروا على إغلاق الوحدة قبل أسبوعين.

وأوضح أن إبقاؤها في حالة باردة يؤدي إلى انخفاض في توليد الحرارة، وبالتالي يقلل من احتمال وقوع حوادث سلبية.

وأضاف: “أنا لا أتحدث عن كارثة عالمية مثل تلك التي نجمت عن الحريق في محطة تشيرنوبيل. أقصى ما يمكن أن ينتج عن قصف محطة زابوروجيا للطاقة النووية هو زيادة الإشعاع داخل منطقة الحماية الصحية المحيطة بها إذا أصيبت حاويات الوقود النووي المستنفد مباشرة”.

 

ويشرح الخبير أنه عندما يعمل مفاعل أو توربين حراري أو مولد، فيجب أن تتدفق الطاقة التي يولّدها إلى مكان ما. وقد تم تدمير جميع خطوط نقل الطاقة التي كانت تزود أراضي أوكرانيا، وبالتالي فإن المفاعل لم يبقَ لديه منفذ لتصريف الطاقة.

أوكرانيا حذرت

وأواخر الشهر الفائت قالت الشركة الحكومية الأوكرانية المشغّلة لمحطّة زابوريجيا للطاقة النووية، إنّه تم فصل هذه المحطّة، الأكبر في أوروبا والخاضعة لسيطرة القوات الروسية، “بالكامل” عن شبكة الكهرباء الأوكرانية بعد انقطاع الخطوط التي تصلها بالشبكة.

وأوضحت الشركة في بيان نشرته على قناتها في تلغرام أنه تم فصل مفاعلَي المحطّة العاملين عن الشبكة، مضيفة أنه نتيجة لذلك، أدّت أعمال القوات الروسية إلى فصل محطّة زابوريجيا للطاقة النووية بالكامل عن شبكة الكهرباء، وذلك للمرة الأولى في تاريخها.

وكان قد حذر بترو كوتين، رئيس شركة “إينرغوآتوم” المشغلة للمحطات النووية الأوكرانية من أنه” عند فصل آخر خط إنتاج، سيتم تشغيل المحطة بمولدات تعمل بالديزل. وسيعتمد كل شيء بعد ذلك على قدرة المولدات ومخزون الوقود المتوافر”.

وأشار المسؤول الأوكراني إلى أن روسيا تتجه إلى محاولة فصل الكهرباء التب تنتجها المحطة عن أوكرانيا وإعادة توجييها إلى روسيا والمناطق الأوكرانية التي سيطرتها في شبه جزيرة القرم وما حولها.

منطقة آمنة محيط المحطة

تتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بشأن القصف المستمر لأهداف قريبة من المحطة؛ ما يضع سلامة أكبر محطة نووية في أوروبا، على حافة الخطر، وأن تصحو أوروبا فجأة على كارثة تجدد ما حصل في انفجار مفاعل تشرنوبل القريب منها عام 1986.

 

وفي إفادته أمام مجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي، قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائل غروسي، إن الحل المؤقت لضمان سلامة المحطة هو إقامة “منطقة أمن نووي“، فيما يعني إبعاد أي مظاهر مسلحة من حولها.

ومن ناحيته، رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بهذا المقترح، ما دام سيؤدي لنزع السلاح من محيط محطة زابوريجيا، بينما لم تبدِ روسيا رأيها الصريح.