واصلت إسرائيل تحركاتها بهدف تعطيل الاتفاق النووي الإيراني، بتحركاتٍ سرّية وأخرى علنية، ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، انتقاداته إلى نص الاتفاق النووي المقترح حالياً والذي قدم الأسبوع الماضي إلى إيران.

تعطيل الاتفاق النووي 

وفي مؤتمر صحافي، اليوم الأحد، شدد لابيد على أن الولايات المتحدة لن تتوصل إلى اتفاق نووي جيد مع طهران دون “تهديد عسكري حقيقي”.

واعتبر أن محادثات المسؤولين الإسرائيليين مع الطرف الأمريكي خلال الأيام الماضية منعت محاولات لتقديم تسهيلات للحرس الثوري الإيراني، ومنعت ممارسة الضغط السياسي على الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل إغلاق الملفات المفتوحة أو تقديم تنازلات أخرى لطهران.

ونقلت وسائل إعلام عن لابيد أنه أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات (الموساد) “بالاستعداد لحماية أمن إسرائيل في مواجهة أي سيناريو”.

وأكد لابيد أن على القوى العالمية “دفع إيران إلى توقيع اتفاق أفضل بكثير”. وتابع قائلاً: “لا يمكن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق إلا بتهديد عسكري حقيقي، كي يرى الإيرانيون أنه يتعين عليهم دفع ثمن باهظ مقابل تمردهم”.

وقال إن هذا الاتفاق ليس جيداً على الإطلاق، وأسوأ مما تم التوقيع عليه عام 2015، لاسيما أن المخاطر التي تتعلق به اليوم أكبر بكثير.

كما شدد على أن بلاده تخوض منذ أكثر من عام كفاحاً دبلوماسياً متعدد الأبعاد بغية منع إعادة التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران، وأضاف: إن “رئيس هيئة الأمن القومي عاد خلال نهاية الأسبوع من واشنطن ووزير الدفاع يتواجد فيها الآن، بغية التأكد من أن الأمريكيين والأوروبيين يدركون المخاطر المتعلقة بهذا الاتفاق”.

ودعا إلى وضع نص أقوى “يتعامل مع برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية ومع التورط الإيراني في ممارسة الإرهاب في كل أنحاء الشرق الأوسط”، حسب وصفه.

تحركات إسرائيلية

من جانبها صحيفة “صندي تليغراف” البريطانية، قالت إن إسرائيل تقود حملة عاجلة، تهدف إلى وقف توقيع اتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران.

وذكرت الصحيفة في تقريرها أنه “بينما تقترب الولايات المتحدة وإيران من التوصل إلى استعادة اتفاق النووي الذي كان موجوداً في عهد أوباما، فإن إسرائيل تخشى أن تقدم هذه الخطوة مليارات الدولارات إلى طهران”.

وتابع بأن “الإسرائيليين أطلقوا حملة دبلوماسية عاجلة لإلغاء الشروط الحالية للاتفاق، والتي من شأنها أن تخفف العقوبات المشددة مقابل قيود على برنامج إيران النووي”.

تكثيف حرب الظلال

وسائل إعلام عبرية تحدثت أن أن “إسرائيل” عازمة على تكثيف “حرب الظلال” ضد إيران في القترة المقبلة.

وأوضحت القناة “12” العبرية في تقرير لها، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، حصل على تقييم جديد للتطورات الخاصة باتفاق النووي من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد”، حيث يرجح أن واشنطن ستوقع على اتفاق النووي في غضون أيام أو أسابيع قليلة.

ورأت القناة، أن “هذا الإطار الزمني، يفرض على إسرائيل استراتيجية جديدة تتضمن رفع السرعة في “حرب الظلال”، بحيث تشمل هذه الاستراتيجية؛ التعامل مع المواقع، وتطوير أجهزة الطرد المركزي الجديدة، والمنشآت النووية نفسها، والتعامل مع علماء إيرانيين”.

وكانت إسرائيل استهدفت ضباط وقادة بالحرس الثوري وعلماء إيرانيين خلال الأشهر الأخيرة فيما وصف أنه “حرب ظلال” بين الطرفين.