بطول 4000 كيلومتر عبر النيجر.. ماذا تعرف عن خط الغاز بين الجزائر ونيجيريا

الجمعة 29 يوليو-تموز 2022 الساعة 09 مساءً / مأرب برس_ وكالات
عدد القراءات 3263

 

 

أعلنت السلطات الجزائرية، الخميس، توقيع مذكرة تفاهم جديدة مع النيجر ونيجيريا للشروع في تنفيذ مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء. ذلك بعد لقاء جمع وزراء طاقة البلدان الثلاثة في العاصمة الجزائر، نتجت عنه المذكرة المذكورة.

فيما يعود هذا المشروع بزخم أكبر في الآونة الأخيرة، بعد أول طرح له سنة 2002، نظراً لأزمة الطاقة التي تعرفها أوروبا بعد الحرب في أوكرانيا. وتتميز الجزائر بقدرات لوجيستية كبيرة في نقل الغاز عبر البحر الأبيض المتوسط، ما قد يسهل مرور صادرات الغاز النيجيري نحو أوروبا.

مذكرة تفاهم ثلاثية ووقّع مذكرة التفاهم عن الجانب الجزائري وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، وعن دولة نيجيريا وزير الدولة للموارد البترولية تيميبري سيلفا، وعن النيجر وزير البترول والطاقة والطاقات المتجددة ماهامان ساني محمدو، بحضور الرئيس التنفيذي لشركة "سوناطراك" الحكومية للمحروقات توفيق حكار.

وعقب التوقيع قال عرقاب، إن مذكرة التفاهم الموقّعة "تعبّر عن إرادة الأطراف الثلاثة في تجسيد هذا المشروع الطموح والكبير". وشدد على أن: "هذه المذكرة تعد إشارة قوية للعالم حول الانطلاق في تجسيد هذا المشروع المهم". وفي شهر يونيو/حزيران الماضي، كانت وزارة الطاقة الجزائرية قد أعلنت وصول الدول الثلاث إلى توافق حول تسريع إنشاء خط أنابيب الغاز العابر للصحراء، إثر اجتماع عقد بالعاصمة النيجيرية أبوجا.

وخلال ذلك الاجتماع جرى الاتفاق على مواصلة المشاورات عبر الفريق التقني الذي جرى تشكيله وتكليفه بإعداد كل البنود والدراسات التقنية والمالية ودراسات الجدوى، المتعلقة بتجسيد مشروع خط أنابيب الغاز المذكور.

وحسب ما صرح به وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب وقتها: "كان الاجتماع مهماً وناجحاً، حيث سمح بالتطرق إلى كل الجوانب المتعلقة بإنجاز أنبوب الغاز العابر للصحراء، الذي يربط الدول الثلاث بالقارة الأوروبية على مسافة تتعدى 4000 كيلومتر".

خط الغاز "العابر للصحراء" وقبل أكثر من 20 عاماً، انطلقت فكرة خط أنابيب الغاز النيجيري باتجاه الجزائر، مع توقيع شركة سوناطراك مذكرة تفاهم هي الأولى من نوعها، بهدف تنفيذ المشروع مع شركة النفط الحكومية النيجيرية في عام 2002. وبموجب هذا الاتفاق جرى التخطيط لإنشاء خط غاز يمتد من جنوب نيجيريا نحو الجزائر، مروراً بالنيجر، لنقل 30 مليار متر مكعب من الغاز النيجيري سنوياً إلى أوروبا، وبتكلفة أولوية بلغت وقتها 13 مليار دولار.

ومن المرتقب أن يبلغ طول أنبوب الغاز العابر للصحراء حوالي 4181 كيلومتراً، يقطع 1040 كيلومتراً منها من حقول الغاز بدلتا نهر النيجر جنوب نيجيريا إلى حدود البلاد الشمالية، ثم 841 كيلومتراً داخل أراضي النيجر إلى الحدود الجزائرية. ويتجدد الاهتمام بهذا المشروع الضخم في أعقاب أزمة الطاقة العالمية جراء الحرب في أوكرانيا ومساعي أوروبا للتقليل من التبعية للغاز الروسي.

فيما ستسهل القدرات اللوجستية الكبيرة التي تملكها الجزائر في نقل الغاز عبر المتوسط، وصولَ صادرات الغاز النيجيري نحو أوروبا. وتمتلك الجزائر اثنين من أهم أنابيب الغاز عبر البحر الأبيض المتوسط: أحدهما خط "ترانسميد" الذي يربط البلاد بإيطاليا مروراً بتونس، وتبلغ سعته القصوى 110 مليون متر مكعب يومياً، أي ما يفوق 40 مليار متر مكعب سنوياً. والثاني "ميدغاز" الذي يمتد نحو إسبانيا، بطاقة استيعابية قصوى تعادل 24 مليار متر مكعب في السنة.