مأرب برس ينقل معاناة أبناء منطقة جنوب اليمن تعاني من جفاف شديد وسط مناشدات عاجلة.. نساء وأطفال فقدوا حياتهم في سبيل الحصول على مياه صالحة للشرب

الأربعاء 13 يوليو-تموز 2022 الساعة 02 مساءً / مأرب برس-مختار القاضي
عدد القراءات 3133

يعاني السكان في منطقة «حبيل حنش» في مديرية المسيمير بمحافظة لحج (جنوبي اليمن) من شحة شديدة في المياة مع نضوب مياة الابار، وجفاف منذ ما يقارب السبع سنوات.

وتضطر الفتيات والنساء وحتى الأطفال في المنطقة لقطع مسافات طويلة تقدر بنحو 10 كيلو متر مشيا على الاقدام للوصول الى مناطق محاذية لمنطقة حبيل حنش ،تتبع مديرية ماوية بمحافظة تعز للبحث عن مياة صالحة للشرب.

سميرة احمد (20 عاما) التقى بها مراسل مأرب برس وعرف منها انها تذهب يوميا عند الساعة الخامسة فجرا لجلب الماء من احد ابار ماوية بتعز.

تقول انها تحمل دبّتين ماء، كل واحدة سعة 20 لتر، واحدة فوق رأسها وأخرى في يدها، وتسير مسافة نحو تسع ساعات من والى منزلها، وتكرر ذلك مرة اخرى في اليوم ذاته.

كذلك طفل اسمه صفوان عبده (15 عاما) يقوم بجلب الماء لاسرته من اماكن بعيد بنفس المعاناة. 

صورة اخرى من المعاناة ،للشابة وفاء احمد فإضافة إلى قيامها بمهام المنزل من طبخ وغسيل وتنظيف، يجب عليها جلب الماء في الساعة الثالثة عصرا والعودة الساعة التاسعة مساءا

تقول وفاء احمد لمأرب برس: "الذهاب لجلب الماء ليس بالأمر السهل، ولكننا تعودنا على ذلك، وأصبح شيئا روتينيا من عاداتنا اليومية".

 وتضيف: لم نشعر بفرحة العيد ولم نبتسم بل ان العيد تحول الى كابوس، بسبب حاجاتنا الى مياه كثيرة. لغسل اضاحي العيد. 

وتتابع قائلة: صرنا نمسي ونصبح في الابار نبحث عن المياة خاصة في ايام العيد ،وفي قريتنا مهام جلب الماء تقتصر على المرأة والأطفال وعلى الرجل مهام أخرى مثل التسوق والعمل من أجل توفير لقمة العيش .

من جانبه يقول الناشط المجتمعي في المنطقة مختار القاضي ان 40 % من سكان حبيل حنش نزحوا الى مناطق اخرى بحثا عن الماء والمرعى.

وناشد مختار القاضي عبر موقع مأرب برس الإخباري السلطات المحلية والمنظمات ورجال المال والأعمال 

وزصحاب الايادي البيضاء ،سرعة مدهم بمياه الشرب، بعد ان ضربت موجة الجفاف قراهم وتسببت بنضوب مياه الابار والعيون.

وتتعرض نساء واطفال المنطقة لحوادث في الجبال والوديان اثناء البحث عن المياة وقد سقط خلال اربعة اعوام ثلاث فتيات وطفل في الابار في اوقات متاخرة من الليل كان اخرها سقوط الشابة كفى محمد قاسم الوهيبي في احدا ابار المنطقة عند حلول الساعة الرابعة فجرا.

يضيف مختار القاضي: تتدافع العشرات من النساء والأطفال للحصول على القليل من المياه من أحد الخزانات المحمولة على متن أحد العربات المخصصة لنقل المياه من مديرية ماوية شرقي تعز الى مديرية المسيمير.

وتابع: العربة المخصصة لنقل المياه تأتي بين يوم واخر تنقذ العشرات من الاسر، فبمجرد قدومها من ماوية الى منطقة حبيل حنش يتزاحم حولها عشرات الأطفال والنساء لأخذ حصتهم من مياه الشرب ، حيث ويصل سعر الوايت الف لتر مبلغ ثلاثين الف ريال.

بدوره يقول محمود احمد ناجي عاقل قرية حجفار التابعة لمنطقة حبيل حنش ان المنطقة تعاني من ازمة مياه خانقة منذ أكثر من سبعة اعوام.

ويؤكد العاقل محمود ان ابار المياه جفت ولا يوجد مصدر اخر للمياه عدا جلبها على ظهر الحمير. ،وذهاب النساء والأطفال الى اماكن بعيدة.

ويشير الى ان الاسر المقتدرة تقوم بإيصال المياه الى منازلها بواسطة السيارات ، غير انها تتكبد خسائر باهظة حيث أن قيمة الحصول على خزان ماء بواسطة العربات ثلاثين الف ريال ، فيما لجأت الاسر الفقيرة الى استخدام ما تبقى من مياه ملوثة في قعر احدا الابار وذلك بسبب انعدامها كليا في المنطقة.

ودعا العاقل محمود احمد ناجي السلطات المحلية في مديرية المسيمير ومحافظة لحج والمنظمات المعنية التدخل السريع لاانقاذ أهالي المنطقة من الجفاف، خاصة وان الجفاف قد تسبب بنزوح 40% من سكان المنطقة .

هذا وتسبب انعدام المياه قيام العشرات من الأطفال بمهمة جلب المياه ومقاسمة أسرهم قسطاً كبيراً من مشقة البحث عن مياه الشرب، في ظل مخاطر محدقة تتهدد حياتهم، جراء بُعد المسافة إلى مصادر المياه، أو تهاويهم داخل الآبار. وقد فقد الأهالي الكثير من الفتيات والاطفال الذيت سقطوا في الابار في حوادث متفرقة.

يقول مطيع عبد الكريم فضل الاقزعي احد وجهاء المنطقة ان جفاف الابار نتيجة قلة الامطار تسبب في معاناة للنساء والأطفال، حيث تذهب النساء في أوقات متأخرة من الليل لجلب المياه من أماكن بعيدة.

ويؤكد الاقزعي لمأرب برس ان الكثير من النساء لاقين حتفهن في الابار اضافة الى تعرض عددا من الأطفال لحوادث في الجبال اثناء ذهابهم لجلب المياه من مديرية ماوية بتعز،وقد توفي أحد الأطفال في احد سدود ماوية قبل خمسة اعوام.

وناشد الاقزعي الجهات المسؤولة بالمحافظة الى النظر للمنطقة، لما يعانيه الأهالي من صعوبة في الحصول على مياه الشرب.

هذا الجفاف، بات يهدد الأهالي بمزيد من النزوحِ أو الموت عطشاً ما لم تتحرك السلطات المعنية للعمل على إنقاذهم، واتخاذ معالجات عاجلة لمدهم بالمياه.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن