تضارب فتاوى إفطار لاعبي الكرة أثناء المنافسات ولاعبون يصرون على الصيام

الخميس 20 أغسطس-آب 2009 الساعة 08 مساءً / مأرب برس-العربية.نت
عدد القراءات 7321

تضاربت الفتاوى والآراء في كل من مصر والمغرب بخصوص إفطار اللاعبين خلال المباريات في شهر رمضان.

وفي المغرب، أثار اختلاف فتاوى العلماء المغاربة بخصوص إفطار لاعبي المنتخب المغربي لكرة القدم خلال فترة إقامته في توغو، التي تصادف شهر رمضان، لخوض مباراته القادمة ضد الفريق التوغولي في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأسي العالم وإفريقيا، جدلاً وسط اللاعبين المغاربة.

وأكد عالم دين مغربي جواز إفطار هؤلاء اللاعبين المغاربة لرمضان باعتبار أنهم يدخلون في صنف المسافرين، وبالتالي لهم رخصة الإفطار حتى لو ظلوا شهر رمضان بأكمله هناك، حيث يحق لهم عدم الصيام إذا أرادوا.

في حين يرى عالم آخر أنه لا يجوز إطلاقاً إفطار هؤلاء اللاعبين لرمضان كون لعب كرة القدم ليس سوى لعب في نهاية المطاف، ولأن السفر من أجل اللعب لا يعدو أن يكون سفراً من أجل "اللهو"، فلا يبيح لهم هذا الوضع إفطار رمضان.

ويرى عالم الدين المغربي رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل الشيخ عبدالباري الزمزمي، أنه على جامعة كرة القدم أن تتصل بأهل العلم الشرعي قبل الشروع في طلبها من اللاعبين المغاربة الإفطار من عدمه خلال رمضان بسبب المواجهة المرتقبة ضد الفريق التوغولي، للتأكد هل الشرع يبيح إفطارهم أم لا.

وأوضح الزمزمي في "أن الحكم الشرعي في هذه النازلة يتعلق أساساً بالسفر، حيث يجوز شرعاً للمسافر أن يفطر إذا شاء طبعاً، وبالتالي يمكن للاعبي كرة القدم الإفطار بحكم أنهم في عداد المسافرين، مضيفاً أنه حتى لو مكث هؤلاء اللاعبون شهراً كاملاً في تلك البلاد يحق لهم الإفطار الشهر كله اعتماداً على الحكم الشرعي للصائم المسافر، وليس اعتمادا على صعوبة المباراة أو مشاق التدريب فحسب.

واسترسل الزمزمي بالقول إن رخصة المسافر تعتبر مثل رخص أخرى من قبيل القصر في الصلاة وغير ذلك، مشيراً إلى أنه ينبغي على هؤلاء اللاعبين قضاء ما أفطروه بعد انصرام الشهر الكريم، مشيراً إلى أن رخصة الإفطار لدى المسافر تكون سواء كان السفر من أجل السياحة أو من أجل لعب كرة القدم.

ويخالف العالم المغربي وأحد أكبر علماء المالكية بالبلاد، الشيخ محمد التاويل، فتوى الزمزمي في المسألة الأخيرة بالذات، حيث يرى أن السفر من أجل لعب كرة القدم أو لعب أي رياضة أخرى لا يبيح إفطار رمضان، وسمّاه التاويل سفراً غير شرعي وسفراً بهدف "اللهو".

وأوضح التاويل "أن اللعب يبقى مجرد لعب، أما صوم رمضان فهو فريضة، مشدداً على أنه لا ينبغي أن يُضحى بالفريضة من أجل اللعب.

واستدرك التاويل بالقول إن كان هؤلاء اللاعبون مسافرين لأسباب أخرى فلا بأس إذا أفطروا بحكم رخصة السفر في الشرع، لكنهم يسافرون من أجل اللعب فقط،

واللعب ليس مصلحة شرعية يفطر الإنسان من أجله، وبالتالي فهم ملزمون بالصيام ولا يحق لهم الإفطار أبداً.

لاعبون يرفضون الإفطار.

وأبدى بعض لاعبي المنتخب المغربي عدم رغبتهم في إفطار رمضان رغم وجود رخصة وفتاوى تبيح لهم ذلك، سواء كان بسبب مشاق التدريب في أدغال إفريقيا التي تتميز بحرارتها المفرطة او بسبب رخصة السفر التي جاء بها الشرع بالنسبة للمسافر.

ومن ضمن هؤلاء اللاعبين الذين يرفضون الإفطار عند مواجهة الفريق التوغولي يوم السادس من شبتمبر المقبل: هشام أبوشروان المحترف حاليا في فريق اتحاد جدة السعودي، واللاعب المخضرم يوسف السفري لاعب نادي قطر القطري، وأمين الرباطي مدافع الوحدة الإماراتي، وهم لاعبون سبق لهم أن لعبوا فترة طويلة في المغرب قبل احترافهم في الخارج.

في حين يعتبر لاعبون آخرون، من بينهم محمد بنشريفة "أن مسألة إفطار اللاعبين خلال رمضان في سياق المواجهة المصيرية مع فريق التوغو تعود إلى الإدارة التقنية للمنتخب المغربي، لأن مسؤوليها أدرى بوضع اللعب في البلاد الإفريقية وما يتطلبه ذلك من جهد وعزيمة وحضور بدني، مردفا أن الفريق الوطني يتوفر على طاقم طبي كفؤ يمكن له أن يعرف مصلحة اللاعبين ومصلحة المنتخب أيضا.

وفي مصر، أثارت فتوى صادرة عن دار الإفتاء المصرية تجيز افطار لاعبى كرة القدم فى نهار رمضان فى المباريات الرسمية، خاصة مباراة المنتخب المصرى مع رواندا فى 5 سبتمبر المقبل، اعتراضات قوية بين علماء الازهر، بينما أشارت مصادر مسؤولة بالاتحاد المصرى لكرة القدم عن وجود توجه عام لدى اللاعبين بصوم رمضان خلال هذه المباراة حتى مع وجود فتوى تبيح لهم الافطار.

واعتبرت الفتوى أن اللاعب "المرتبط بعقد مع ناديه مثله مثل الأجير الملزم بأداء عمل معين، وفي حالة تأثر العمل بالصوم فإن له رخصة للإفطار"، بينما رفضت إجازة الإفطار بسبب التدريبات.

وقال ابراهيم نجم مستشار دار الافتاء المصرية "نعم أصدرت دار الإفتاء هذه الفتوى، ولكن ما نشر عنها تم اختصاره بحيث تظهر ان الدار أجازت افطار اللاعبين على الاطلاق، فالفتوى مكونة من 5 صفحات وجاء فيها "اتفق العلماء على أنه يجوز الإفطار للأجير أو صاحب المهنة الشاقة الذي يعوقه الصوم أو يُضعِفه عن عمله، كما نُصَّ على ذلك في فقه الحنفية على أن من أجّر نفسه مدة معلومة -وهو متحقق هنا في عقود اللعب والاحتراف- ثم جاء رمضان وكان يتضرر بالصوم في عمله فإن له أن يفطر وإن كان عنده ما يكفيه".

وتفصيلاً قال د.إبراهيم نحم "لم تُجز الفتوى الإفطار في المباريات غير الرسمية والتدريبات حيث جاء فيها: "هذا عن المباريات التي لا مناص للاعب من أدائها (الرسمية)، أما التدريبات فمادام أنه يمكن التحكم في وقتها فيجب أن تكون أثناء الليل حتى لا تتعارض مع قدرة اللاعب على الصيام".

من جهته، قال يحيى اسماعيل أمين عام جبهة علماء الازهر رداً على ذلك: "نحن نرفض هذه الفتوى، فاللَّعِبُ على جميع أحواله هو اللعب، فليس هو من ضرورات الحياة التي يرخص الفطر لها عند الحاجة في نهار رمضان.

وتحدثت وسائل إعلام مصرية "أن هناك توجهاً عاماً لدى اللاعبين المصريين والجزائريين الذين ينتظر أن يشاركوا في مباريات حاسمة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم أنهم عازمون على الصوم خلال شهر رمضان المقبل أثناء تلك المباريات.

وفي تصريحات سابقة قال سمير زاهر -رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم: "إن الجهاز الفني للمنتخب لن يجبر لاعبيه على الإفطار في مباراة رواندا المقبلة يوم 5 سبتمبر، رغم أن المباراة ستقام في الساعة الثالثة ظهراً وخلال صيام اللاعبين في شهر رمضان".