تقرير لشبكة CNN: بوتين يحشر الغرب في زاوية ويقول كش ملك

الأربعاء 22 ديسمبر-كانون الأول 2021 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - غرفة الاخبار
عدد القراءات 4507

رأت شبكة ”سي إن إن“ الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصل إلى مرحلة حشر الدول الغربية في زاوية، مثل لعبة شطرنج، دون أن يكترث لتهديداتها المتواصلة.

وفي تقرير بعنوان ”كش ملك.. بوتين يحشر الغرب“، أشارت الشبكة إلى أنه مع اقتراب عام 2022، يحاول الغرب اكتشاف الخطوة التالية التي سيتخذها بوتين ضمن رقعة شطرنج جيوسياسية معقدة، وإعداد ”حزمة صارمة“ من العقوبات، إذا قرر الاستيلاء على أرض أخرى في أوكرانيا المجاورة.

وأشارت الشبكة إلى أن التوترات بين روسيا والغرب وصلت الآن إلى ذروتها منذ عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، مضيفة أن الغزو البري لأوكرانيا هو الآن احتمال حقيقي.

وقالت الشبكة ”لكن دعونا نواجه الأمر.. لا يهتم بوتين بتهديدات الغرب، ويجلس كما يفعل في وضع يحسد عليه وهو القدرة على اتخاذ القرارات.“

أوروبا وأزمة الطاقة

ونبهت الشبكة إلى أن أوروبا _الآن_ ترزح تحت وطأة أزمة الطاقة بسبب احتياطاتها المنخفضة، وأنه مع قيام روسيا بتزويد نحو 40٪ من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز، أظهر الكرملين بالفعل قدرته على مواجهة أشد العقوبات الغربية قسوة من خلال الحد من الإنتاج، وربما التسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن جميع أنحاء القارة.

ورأت الشبكة أن تحركات بوتين التالية تأتي في لحظة جيوسياسية حساسة، مع مخاوف الغرب من غزو أوكرانيا، واستعمار بيلاروسيا، وأزمة طاقة على مستوى أوروبا، وتنحّي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من منصب كبير المفاوضين في الاتحاد الأوروبي، والمخاوف بشأن السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي جو بايدن.

روسيا الأم

وقالت الشبكة ”إذا كان لدى أحد أي شك في خطط بوتين للتراجع، فما عليه سوى قراءة مقالته التي يزيد عدد كلماتها عن 5 آلاف كلمة، بأن مصير روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا سيفشل دون تكامل أوثق مع روسيا الأم، أو مطالبه الجريئة يوم الجمعة بفيتو على من ينضم إلى حلف شمال الأطلسي، وحدود انتشار القوات والأسلحة في أي دولة انضمت إلى الحلف بعد عام 1997.“

وأعربت الشبكة عن رأيها بأنه ”دون إطلاق طلقة واحدة، تمكن بوتين من إدخال الغرب في حالة من الذعر الجماعي أو على الأقل إلى وضع يشعر فيه بالحاجة إلى إرضاء المستبد.“

وأشارت إلى أنه على مدار الأشهر الأربعة الماضية، وفق مصادر استخبارات غربية، حشد بوتين عشرات الآلاف من القوات والأسلحة الثقيلة بالقرب من حدود أوكرانيا على طول 30 ميلا (50 كلم)، فيما تشير تقارير المخابرات الأمريكية إلى حشد يصل إلى 175 ألف جندي، وهو ما يكفي لشن توغل سريع وفوري.

وبحسب الشبكة سيضيف احتلال الأرض مرة أخرى إلى المنطقة التي تم الاستيلاء عليها عام 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بشكل غير شرعي، وأرسلت مقاتلين مدعومين من روسيا إلى منطقة ”دونباس“ الشرقية الصناعية بأوكرانيا.

حشود القوات

ونبهت الشبكة إلى أن روسيا تواصل حشد قوات جديدة بالقرب من الحدود الأوكرانية رغم دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي إلى تهدئة التوترات.

ورأت الشبكة في تقريرها أنه مع الكثير من القوة، يمكن لبوتين أن يسعى إلى إنشاء جسر بري بين روسيا وشبه جزيرة القرم، وهي خطوة يمكن أن تهدف بشكل جزئي إلى تحرير الموارد المائية التي أغلقتها أوكرانيا في قناة شمال القرم، والتي كانت تمثل في السابق ما يصل إلى 85٪ من احتياجات المياه لشبه الجزيرة.

ولفتت إلى أن تصرفات الكرملين لم تقتصر على أوكرانيا، إذ إن روسيا منخرطة في حرب سيبرانية مع الغرب، بما في ذلك القرصنة الإلكترونية على أحد أكبر خطوط الأنابيب في الولايات المتحدة، ونشر معلومات مضللة حول لقاحات فيروس كورونا، والتدخل في الانتخابات الأمريكية وتحييد المعارضين على أرض أجنبية، بحسب التقرير.

العقوبات

وقال أندريه سولداتوف، الصحفي الاستقصائي وخبير الأجهزة الأمنية الروسي، إن البلاد تخضع بالفعل لعقوبات شديدة، وإن الشركات الروسية المستهدفة قد تم تعزيزها فعليا بعقود مربحة من قوات الدفاع وكيانات المخابرات الروسية.

وقالت الشبكة ”من المحتمل أن تكون روسيا رأت تأثير العقوبات الغربية القاسية على إيران عام 2018، وحسبت أنها تستطيع تحمل الإجراءات العقابية حتى لو كان ذلك يعني تعليقها من نظام الدفع SWIFT الدولي.“

وأضافت ”ربما ليس من قبيل الصدفة أن تتعهد روسيا والصين هذا الأسبوع بالعمل بشكل مشترك نحو إنشاء شبكة تجارية مغلقة من شأنها أن تقلل الاعتماد على النظام المالي الدولي وتحد من المعاملات بالعملة الأمريكية.“