قالت منظمة سام للحقوق والحريات، الاثنين 26 يوليو/تموز، إنها تنظر بقلق بالغ لقرار دولة الإمارات العربية المتحدة ترحيل 18 معتقلاً يمنياً سابقاً في سجن غوانتنامو إلى اليمن دون تنسيق مع الحكومة اليمنية.

وأضافت في بيان لها، أن الإمارات نقلت، يوم الأحد، المجموعة الأولى من المعتقلين والمكونة من 6 أفراد إلى مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، دون تنسيق مع أي من الجهات الحكومية في اليمن أو الجهات الحقوقية الدولية.

وتستضيف الإمارات منذ أشهر نحو 18 معتقلاً يمنياً سابقاً في سجن غوانتنامو، في إطار اتفاق أبرمته مع الولايات المتحدة الأمريكية.

واتهمت منظمات حقوقية الإمارات، بالإساءة للمعتقلين وممارسة انتهاكات وتعذيب بحقهم ومنعهم من الواصل مع ذويهم، وعدم توفير الظروف المناسبة لإقامتهم وإعادة دمجهم كما تتعامل الدولى الأخرى التي استضافت معتقلين من غوانتنامو.

وأكدت سام أن قرار ترحيل الإمارات للمعتقلين "يحمل دلالات سلبية و غير مفهومة في ظل التعقيدات التي تعانيها اليمن وتدهور الأوضاع المعيشية والأمنية التي لا تسمح بدمج أولئك الأشخاص".

وأوضحت أن "حكومة الإمارات خالفت اتفاقها السابق الذي وقعته مع الولايات المتحدة الأمريكية، وقرار الترحيل يعد تنصلا من تنفيذ ما جاء في الاتفاقيات المبرمة، وتجاهلا للأعراف الدولية والأخلاقية والإنسانية".

وأشارت إلى عدم إصدار الحكومة اليمنية أي تعليق رسمي بشأن ترتيبات ترحيل واستقبال المعتقلين، وهو ما اعتبرته "تنصلًا واضحًا وهروبًا للأمام من جانب السلطات الإماراتية في الوفاء بالتزاماتها السابقة فيما يتعلق بالمعتقلين اليمنيين".

ونقلت سام عن خبراء الأمم المتحدة وحقوق الإنسان قولهم إن عودة المعتقلين المرتقبة إلى الوطن بأنها "عودة قسرية"، محذرين من أن مثل هذه الانتهاكات تشكل اعتداء صارخاً على القوانين الدولية".

ودعت إلى ضرورة "إنهاء معاناة المعتقلين السابقين في سجن غوانتنامو، بشكل عاجل دون أي اشتراطات، مع وجوب تحمل السلطات الإماراتية لالتزاماتها القانونية والتعاقدية مع الولايات المتحدة الأمريكية من دمج وتوطين أولئك اليمنيين في الإمارات أو في أي بلد يختارونه والعمل على تمكينهم من حقوقهم الأساسية التي كفلها لهم القانون الدولي عبر اتفاقياته المتعددة".

وكانت الولايات المتحدة أعلنت في إطار إجراءاتها لإغلاق سجن غوانتنامو ترحيل العديد من المتعقلين السابقين إلى بلدانهم، باستثناء المعتقلين المنتميين لدول تشهد صراعاً مسلحا وظروف غير أمنية مناسبة، ما دفعها إلى إبرام اتفاقات ثنائية مع دول عدة لاستضافات المعتقلين اليمنيين وأخرين من دول تشهد نزاع مسلح.