من المعروف والمسلم به أن اليمن تأتي دائماً في ذيل أي قائمة مصرفية على مستوى الدول المحيطة بها من حيث الأرقام المهولة التي تتعامل بها البنوك الخليجية "مثلاً" في مجال الودائع والحسابات والمصروفات والخصميات والفائض التجاري والميزانيات وغيرها من مسميات سوق الصرافة والبنوك والمصطلحات الرائجة في هكذا مجتمع ، ولكنها بدأت مؤخراً تعمل جاهدة في اللحاق بركب تلك البنوك "الخليجية الكبرى" بل وتسعى لمنافستها من خلال زيادة رساميلها الثابتة والذي أعلنت 60% منها "البنوك اليمنية" أنها رفعته إلى 6 مليار ريال "30 مليون دولار" من خلال الدخول في شراكات كبيرة مع شركات وبنوك خليجية كبرى كبنك سبأ الإسلامي الذي باع 10% من رأسماله للشركة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص المعروفة " ICD " التابعة للبنك الإسلامي للتنمية (مقره في جدة) ، ورفع نسبة مساهمة بنك دبي الإسلامي "الإماراتي" إلى 15% بدلا من 4,2% ، وبنك اليمن البحرين الشامل الذي أسس برأسمال يمني بحريني أعلن مؤخراً عن انضمام أربعة سعوديين للمساهمة في البنك بنسبة 90 % وبما قيمته نقداً 5.19 مليار ريال ، مشيراً إلى أنهم اشتروا حصص "الشركات اليمنية التي كانت مساهمة في البنك ولم تستطع مواكبة متطلبات الإستراتيجية الحديثة لرفع رأسمال البنك إلى 6 مليا ريال "30 مليون دولار" فباعت نصيبها للمستثمرين الأربعة السعوديين.

وتبعاً للسياسة النقدية الصارمة التي انتهجتها اليمن ممثلة بالبنك المركزي اليمني "مؤسسة النقد اليمنية" مؤخراً والتي نتج عنها انهيار بعض البنوك التي كانت قائمة على أسس غير صحيحة والتي لم تستطع الوقوف في وجه الأنظمة والقوانين والشروط التي بدأ البنك المركزي بتطبيقها مؤخراً في محاولة جادة لإصلاح قطاع البنوك والمصارف اليمنية ، أبدى عددٌ من رجال الأعمال والمصرفيين الخليجيين أمس الأول وهم الدكتور غسان السليماني رئيس بنك كانبتال فينتشر وعبد الرحمن عبد العزيز الراجحي نائب رئيس بنك البلاد ورئيس مجلس إدارة صندوق الراجحي للاستثمار وعبد اللطيف الجناحي المدير التنفيذي لبنك كانتبال فنيتشر ، أبدو رغبتهم في إنشاء بنك يمني خليجي يكون مقره الرئيس في صنعاء وله فروع في كل من السعودية والبحرين وبعض دول الخليج الأخرى. وفي إطار الترتيبات الجادة والسباق المحموم بين البنوك اليمنية للحاق بركب التقنية والتكنولوجيا التي أصبحت ضرورة حتمية في العمل المصرفي وأصبحت قديمة بالنسبة للبنوك العالمية والعربية والخليجية على حد سواء بدأت بعض البنوك اليمنية باستحداث آلات خاصة بالصرف الآلي في بعض مبانيها الرئيسية وفروعها ، والبعض الآخر استأجر أماكن خاصة لآلاته في بعض الأسواق الكبيرة وميادين المكتظة بالمتسوقين ، أما بنك التسليف الزراعي فقد حاز المرتبة الأولى في سابق التقنية حيث قام بتوزيع بطاقات صرف مجانية لشرائح كبيرة من المجتمع كالمعلمين والاطباء وبعض النقابات التي يعمل حاليا على الاتفاق معها ، إضافة إلى توفير الاته في معظم المحلات التجارية الكبرى والأسواق الشعبية وفتح محلات خاصة في الحارات والأزقة الضيقة لتلك البطاقات وجعل صرفها الآلي يعمل على مدار الساعة ، بل انك لا تستغرب إذا دخلت مطعما صغيرا ووجدت لوحة مكتوب عليها (كاك بنك) وهو الشعار الذي أطلقه بنك التسليف التعاوني الزراعي الذي يرأسه حافظ فاخر معياد على بطاقات الصرف الآلي التابعة له ، ومؤخراً أعلن البنك عن أكثر من 300 نقطة بيع آلي بالعاصمة صنعاء ترتبط ارتباطاً مباشراً بشبكة الصيرفة المحلية والعديد من البنوك والشركات العالمية التي تربطها به اتفاقيات وتعاون مشترك لا سيما سيتي بنك الدولي الذي يرتبط مباشرة بالشبكة الإلكترونية له "سيتي دايركت" Citidirect Online Banking ،  كما أعلن البنك الزراعي انه سيتم قريبا ارتباط البنك بشبكة موني غرام العالمية الإلكترونية Money Gram كأسرع وسيلة لاستقبال وإرسال الحوالات الفورية من والى كافة بقاع العالم ، إضافة خدمة الماستر كارد والفيزا كارد من خلال سيتي بنك البحرين - نيويورك ، وبنك الدوحة نيويورك - الدوحة ، والبنك الأهلي التجاري - جدة ، وبنك المشرق دبي - نيويورك - ممباي ، واليوباف باريس ، وكومرز بنك فرانكفورت ، الشركة العربية للاستثمار. وكان بنك التسليف التعاوني والزراعي قدم خلال الفترة من 1990م إلى 2005م 22 ملياراً و 800 مليون ريال كقروض وتسهيلات لـ 111 ألف مشروع شملت دعم مجال الإنتاج الزراعي والسمكي والجمعيات التعاونية الحرفية وتمويل مشاريع صناعات زراعية وسمكية في مختلف محافظات الجمهورية.