الشيخ القرضاوي: سنعيد الأقصى بالقرآن كما سلبوه بالتوراة

السبت 16 مايو 2009 الساعة 07 مساءً / مارب برس- متابعات
عدد القراءات 6305

أبدى الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين خشيته من أن تكتفي الأمة في معركتها مع إسرائيل حول الأقصى بالكلام، مذكرا بأن اليهود سلبوا الأقصى باستجابتهم لتعاليمهم الدينية، وأن المسلمين لن يستردوه "ما لم يستجيبوا لآيات القرآن الكريم الداعية للجهاد والإيمان".

وفي كلمته خلال مهرجان "احكِ يا أقصى" الذي أقيم أمس بالعاصمة القطرية الدوحة، علَّق على اسم المهرجان قائلا: "لا عيب في الكلام، بل لابد منه عن القضايا الهامة، فالمثل العربي يقول إن الحرب أولها كلام، والله عز وجل يقول (وقل اعملوا)"، لافتا إلى أن الآية ذكرت القول قبل العمل.

ودعا الشيخ القرضاوي العلماء والدعاة إلى أن "ينبهوا الأمة حتى لا تغفل، ويذكرونها حتى لا تنسى وأن يوقظوها حتى لا تنام"، غير أنه أكد أن "العيب هو أن يقال الكلام ولا يجد من ينفذه، ولا يتحول إلى واقع مشهود.. وهذا عيب أمتنا".

وأشاد بالمهرجانات والندوات والمحاضرات التي تنعقد لمناصرة القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى "لاستمرار إيقاظ الأمة وتوعيتها بقضيتها المركزية الأولى"، مشددا على أن "استرداد الأقصى هو قضية الإسلام والمسلمين الأولى التي لا يصح الانشغال عنها بقضايا أخرى".

وعاب الشيخ على "الذين أخرجوا الإسلام من المعركة مع الصهاينة، وتبرأوا من دينهم في مواجهة إسرائيليين يحاربونهم باسم الدين"، مؤكدا أن "الجهاد بلا إيمان لن يحقق النصر، ولن ننتصر في معركتنا إلا إذا دخلناها مسلمين عبادا لله".

ولفت إلى أن الإسرائيليين "انتصروا علينا لأنهم تمسكوا بالتوراة، ولم نتمسك بالقرآن، ولأنهم عظموا التلمود، ولم نعظم الأحاديث النبوية التي رواها البخاري ومسلم"، مشددا على أن المسلمين لن يتمكنوا من استرداد الأقصى إلا إذا استجابوا لآيات القرآن الكريم الداعية للجهاد والإيمان.

ونظم مهرجان "احكِ يا أقصى" -الذي أقيم بنادي قطر مركز دوحة الخير لتحفيظ القرآن الكريم وعلومه- في ذكرى مرور 61 عاما على نكبة فلسطين.

تفاؤل بقرب النصر

وأعرب الشيخ القرضاوي عن تفاؤله بقرب تحقيق النصر على الصهاينة، مستدلا على ذلك بأن "الأمة لا تزال بخير، وسيظل فيها من يسمع للمسجد الأقصى، ويهب لنصرته.. هناك من يستعدون لفداء الأقصى بأرواحهم وأنفسهم في سبيل الله".

وحمل الشيخ القرضاوي في كلمته على "أمراء الأمس وحكام اليوم الذين خانوا دينهم وأمتهم، وتحالفوا مع الصليبيين واليهود، وتنازلوا عن القدس".

واستعرض الشيخ في كلمته بالمهرجان تاريخ المسجد الأقصى من ليلة الإسراء والمعراج حتى سقط في يد اليهود عام 1967، ونبَّه إلى إجراءات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد القدس وطمس هويتها والحفائر التي ينفذها أسفل المسجد الأقصى بغرض زلزلة جدرانه وتعريضه للانهيار.

وإلى جانب الشيخ القرضاوي، شارك في مهرجان "احكِ يا أقصى" الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق، والداعية الشيخ وجدي غنيم، والداعية المصري حازم صلاح أبو إسماعيل، وسعود أبو محفوظ الخبير في تاريخ القدس.

"مسلم صاروخ"

من جانبه أكد الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق، على ضرورة تنظيم مهرجانات "تبقي قضية فلسطين والمسجد الأقصى حية في ذاكرة الأمة".

وأعرب عن أمله في أن "نربي أبناءنا وأحفادنا على ثقافة الدفاع عن فلسطين واسترداد المسجد الأقصى؛ حتى يكون كل مسلم صاروخا أو قنبلة تنفجر في أجساد اليهود الغاصبين".

وفي ذات الاتجاه طالب الداعية حازم صلاح أبو إسماعيل بتوجيه مشاعر المسلمين "للاتجاه الصحيح بدلا من استهلاكها في كلام مكرر ومحفوظ عن مكانة فلسطين والقدس وعدم شرعية الاحتلال".

وفي رأيه فإن السبب الحقيقي وراء سير المسلمين "في الاتجاه الخاطئ الذي يعتمد فقط على الكلام طيلة 61 عاما" هو "ضعف الأمة وتشرذمها وانعدام تأثيرها على المستويين المحلي والعالمي وتخليها عن القضية الفلسطينية".

وأبدى أسفه "لأن الشعوب العربية والإسلامية أصبحت شعوبا متخلية، لا تهتم بقضايا أمتها مثل اهتمامها بمشاكلها الشخصية"، مطالبا بوضع برنامج زمني يومي محدد لاسترداد فلسطين، يبدأ بإعادة الأمة إلى أصل عزتها، وهما القرآن الكريم والسنة المطهرة.

وعرض سعود أبو محفوظ الخبير في تاريخ القدس لما تقوم به إسرائيل من حفريات تحت المسجد الأقصى وما تنفذه من مخططات لتهويد القدس مشيرا إلى أن الأقصى أصبح غطاء لمدينة أنفاق أقيمت أسفل منه.

ودعا المسلمين للوعى بمكانة وقدسية المسجد الأقصى، مؤكدا أنه "لا قيمة لفلسطين بدون مدينة القدس، ولا قيمة للقدس بدون المسجد الأقصى".

"اتحاد الشركات الإسلامية"

وانتهز الداعية وجدي غنيم فرصة المهرجان للإعلان عن إحدى مبادرات "تحويل الأقوال إلى أفعال"؛ وهي تأسيس أول اتحاد عالمي للشركات الإسلامية للدفاع عن المقدسات الإسلامية ومنها المسجد الأقصى.

وقال غنيم لـ"إسلام أون لاين.نت" عن الاتحاد الذي يتخذ من بلجيكا مقرا له إنه "يهدف لإيجاد منتجات إسلامية بديلة عن المنتجات المستوردة، ومساعدة الدول الإسلامية الفقيرة عن طريق مشاريع بسيطة توفير القوت اليومي لأهلها، والتكفل باليتامى في فلسطين، ومنح دراسية للطلاب المتفوقين لإتمام دراستهم بأحسن الجامعات العالمية".

كما أشار إلى أن الاتحاد "يخطط لإقامة شركات ومصانع كوقف إسلامي، والعمل على تحسين الدخل الفردي للمسلمين من خلال الأرباح التي ستجنيها الشركات الإسلامية من مبيعاتها للدول الإسلامية والإقبال على منتجاتها".

ومن المقرر أن يتحدث في مهرجان "احك يا أقصى" مساء اليوم الدكتور إبراهيم الأنصاري مدير عام جمعية البلاغ الثقافية، وعضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة قطر، والشيخ وجدي غنيم، والشاعر عبد السلام البسيوني.

وخصص منظمو المهرجان يوم الثالث والعشرين من الشهر الجاري لإقامة أمسية للنساء بقاعة ريجنسي للحفلات، يشارك فيها عدد من الفنانات المحجبات والمعتزلات من بينهن: عفاف شعيب، وميار الببلاوي، ومي عبد النبي، والمنشدة الفلسطينية ميس شلش.