عودة التوتر إلى طور الباحة, بعد انتشار عشرات المسلحين على قمم غرب المديرية, وإغلاقهم للمكاتب الخدمية في المديرية

السبت 16 مايو 2009 الساعة 04 مساءً / ماجد الداعري - مأرب برس : خاص
عدد القراءات 6882

عاودت المجاميع المسلحة بمديرية طور الباحة بمحافظة لحج, إغلاقها للمكاتب الخدمية بالمديرية, وانتشارها على القمم الغربية المحاذية للعاصمة طور الباحة.

وقال شهود عيان لـ(مأرب برس) أن العشرات من مسلحي قبائل المديرية عاودت صباح اليوم إغلاقها لمكتب الصحة والتربية والاتصالات والمحكمة بعد انتشارها على جانبي الطريق والمرتفعات القريبة لطور الباحة, استعدادا للمواجهة المسلحة مع أي محاولة عسكرية قد تقدم عليها قوات الجيش والأمن الواقعة في معسكر الخطابية بمنطقة الرجاع ـ شرق طور الباحة.

وجاءت تك العودة المفاجئة في التوترات الأمنية, وإغلاق مكاتب المديرية الخدمية لطور الباحة, بعد زيارة تربوية عاجلة لوزير التربية والتعليم /د/ عبد السلام الجوفي ـ للمديرية فجرت بدورها المواقف الصبيحية المتأزمة, وبعد أكثر من أسبوع على التهدئة الموقعة بين رجال القبائل وأمين عام محلي محافظة لحج. وبعد اعتراض المجاميع المسلحة - وفقا لمقربين من الشيخ/ ياسر الصوملي - الذي يقود المجاميع المسلحة في المديرية - فأن تلك العودة جاءت بسبب قيام مدير المديرية المعين مؤخرا من قبل وزير الإدارة المحلية,بإلقاء كلمة مدير عام المديرية في لقاء تربوي جمع أمس الجمعة, القيادات التربوية بالمديرية مع وزير التربية والتعليم, في كلية التربية بطور الباحة, بعد اتفاق التهدئة القاضي بتعليقه لكل أعماله كمدير عام للمديرية حتى يتم تسليم قتلة حافظ الاصنج والشيخ يحيى شقيق ياسر الصوملي وفقا للاتفاق.

ووفقا للشهود - فأن الوضع الحالي القائم في المديرية مرشح للانفجار في غضون الساعات القليلة القادمة, بعد انتشار طقمي من الأمن العام تحركا من عاصمة المديرية طور الباحة صباحا اليوم - لتامين طريق المديرية, وفي أملا لإجبار مسلحي المديرية على مغادرة مواقعهم والإبقاء على التهدئة القبلية التي وقعوها الأسبوع الماضي مع أمين عام محلي محافظة لحج/ علي حيدرة ماطر, وعددا من مشائخ الصبيحة. مقابل أقناع المسلحين بقيام \"حيدرة ماطر\" والوفد القبلي الآخر - بإقناع السلطة بتسليم القتلة, في مدة زمنية أقصاها شهرا من التهدئة ,وبمقابل إنهاء أي مظاهر مسلحة أو إغلاق المرافق الحكومية في المديرية, إضافة إلى تعليق مدير عام المديرية المعين مؤخرا/ عبد الخالق المكمحي ـ أعماله كمديرا عاما للمديرية, وترك مهامه بالوكالة للامين العام للمجلس المحلي / عمر الصماتي ـ المعين مؤخرا هو الآخر أيضا ـ خلفا للقيادي الإصلاحي المستقيل/ عز الدين السروري.

وكانت مهلة الـ(24) ساعة التي حددتها قوات الأمن وكتيبة التعزيزات الأمنية المرابطة في معسكر الخطابية شرق طور الباحة, لإنذار مسلحي القبائل بإخلاء عاصمة المديرية المتمركزين فيها-ومغادرتها سلميا, قبل اقتحامها عسكريا, وإجبارهم على الخروج ومغادرة مكاتب ومؤسسات المديرية بالقوة - انتهت في الاسبوع الماضي, دون تغير في الميدان، فيما لم تزل قوات الأمن والجيش المرابطة في قمم وأعالي مناطق الصميتة , والقاضي, ودار القديمي والمضاربة وغيرها, بعد أن كانت قد وصلت -ألأسبوع الماضي -إلى معسكر الأمن المركزي بمنطقة الرجاع, طور الباحة, بلحج - كتيبة من الجيش قادمة من معسكر 17يوليو بمنطقة الذباب تعز يقودها العميد/ طه علوان الصبيحي - أركان حرب اللواء.

وقال الشهود العيان لـ(مارب برس) أن ما يزيد على 800 جندي من الجيش وقرابة 30 طقما عسكريا و12 دبابة نوع ( بي ام بي), و20 عربة مدرعة وحاملة للجند, إضافة إلى سيارة إسعاف, وصلت ليلا - إلى معسكر الخطابية الواقع في الأطراف المحاذية لمديرية طور الباحة \"80كيلو متر غرب عدن\" ـ مقبلة من منطقة \"الفجرة\" الواقعة على التماس بين مديريتي طور الباحة والمضاربة, وعبر نفس الخطة العسكرية والمنطقة, التي دخل منها الجيش الشمالي إلى المنطقة نحو عدن ـ في حرب صيف 1994م .

وجاءت تلك التعزيزات العسكرية إلى طور الباحة ـ قبل يوم من المظاهرة الصبيحية المسلحة بمناسبة الذكرى الأولى لمقتل شهيدي المديرية ـ حافظ الاصنج, ويحيى الصوملي ـ في 5 مايو من العام الماضي, على أيدي جنود من الأمن المركزي.

وبحسب متابعين في المديرية فان: الوضع الأمني السائد في المديرية - منذ اليوميين الماضيين, مرشح للانفجار في أي لحظة, حيث يحاول فيها جنود الأمن أو الجيش -دخول المديرية, أو التدخل في شؤونها الإدارية التي يديرها قبليا منذ منتصف العام الحالي ـ ياسر الصوملي ـ شقيق المتوفي/ يحيى الصوملي ـ سيما ـ بعد أن أشتبك الأهالي ـ ليلة الأربعاء الماضي ـ مع عددا من الجنود ـ دخلوا إلى عاصمة المديرية, لغرض التزود بالماء, وشراء القات, وبعض احتياجاتهم من السوق, قبل أن يتدخل بعض المشائخ لتهدئة الموقف, وإقناعهم بمغادرة المكان, سلامة لأرواحهم ـ حسب المصادر.

ويذكر: أن عددا من الجنود قد انتشروا على بعض قمم ومرتفعات مناطق \"الخطابية, والصميتة, والشريج, وقرية القاضي, ودار القمنداني\" المحيطة بالمديرية لغرض فرض السيطرة الأمنية عليها, بعد تأكيدات (الشهاري) قائد معسكر (17يوليو) المتواجد في المديرية, مع أركان حرب معسكره \"علوان الصبيحي\" ـ لغرض الإشراف المباشر على السيطرة العسكرية على المديرية ـ :أن الغرض من القوة العسكرية التي قدمت إلى المنطقة،تسلم المديرية, وليس تامين الخط, مشيرا إلى أن معسكر\"الخطابية\" سيكون نواة لتأسيس لواء في المنطقة, لانطلاق خط سيطرة أمنية من الصبيحة, إلى شقرة أبين ، حسب قوله لمشائخ الصبيحة.

وجاءت تلك التصريحات ، حسب أهالي المنطقة،بعد انفضاض لقاء قبلي فاشل بين مشائخ الصبيحة و قائد المعسكر،بسبب احتجاج أولياء دم القتيلين و المشائخ, على أي تواجد أمني لجنود الأمن المركزي, في المديرية, ورفضهم لكتيبتين في طريقها إلى المديرية, عبر طريق حبان، لتعزيز التواجد الأمني بالمنطقة عبر منطقة ـ حيبان تعز .