خطة امريكية تبدأ بخطوات تطبيع 57 دولة عربية واسلامية مع اسرائيل. وتأجيل لحق العودة والقدس

الثلاثاء 12 مايو 2009 الساعة 07 مساءً / مارب برس -القدس العربي
عدد القراءات 6742

كشف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن الولايات المتحدة تضع اللمسات الأخيرة لخطة سلام طموحة للغاية للشرق الأوسط تبدأ بخطوات تطبيعية تقدمها 57 دولة عربية واسلامية مقابل تجميد الاستيطان في الضفة الغربية.

وحذّر العاهل الأردني في مقابلة مع صحيفة 'التايمز' الصادرة امس الإثنين من اندلاع أزمة جديدة في الشرق الأوسط خلال فترة تتراوح بين عام و18 شهراً ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام ف ي المنطقة.

ومن المرجح أن تناقش تفاصيل الخطة في سلسلة من التحركات الدبلوماسية الشهر الجاري. ومن أهم هذه التحركات لقاء الرئيس الأمريكي با راك أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو. ومن الممكن أن تكون الخطة محور خطاب أوباما المرتقب للعالم الإسلامي في القاهرة في الرابع من حزيران (يونيو) المقبل. ومن الممكن أن يتبع ذلك عقد مؤتمر سلام يضم جميع الأطراف في تموز(يوليو) أو آب (أغسطس).

وقال العاهل الاردني ان الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما هو 'المفتاح لحل أزمة الشرق الأوسط لكننا لا نريد رئيساً أمريكياً آخر يخذلنا وما لم تكن هناك مؤشرات وتوجهات واضحة لنا جميعاً، سيسود شعور بأن ادارته هي مجرد حكومة امريكية أخرى ستخذلنا جميعاً'.

وحذّر من 'أن المصداقية الهائلة للرئيس أوباما في العالمين العربي والإسلامي ستتبخر بليلة واحدة في حال ماطلت إسرائيل في تنفيذ حل اقامة دولتين ولم تكن هناك رؤية أمريكية واضحة لما سيحدث هذا العام' على صعيد عملية السلام في الشرق الأوسط.

وقال 'إذا عطلنا مفاوضات السلام فستكون هناك أزمة أخرى بين العرب وإسرائيل أو بين المسلمين وإسرائيل خلال فترة تتراوح بين 12 و 18 شهراً من الآن'، مشيراً إلى أن ما عرضته الولايات المتحدة هو 'خطة سلام تضم 57 دولة من أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي'.

وأوضح الملك عبد الله الثاني 'نحن هنا لا نتحدث عن جلوس الإسرائيليين مع الفلسطينيين على طاولة المفاوضات، بل عن جلوس الإسرائيليين مع الفلسطينيين ومع السوريين ومع اللبنانيين أيضاً'. وأعرب عن اعتقاده بـ'أن علينا أن نكثّف الجهود الدبلوماسية المكوكية لدفع الناس إلى طاولة المفاوضات خلال الشهرين المقبلين من أجل التوصل إلى حل'.

واشارت صحيفة 'التايمز' إلى أن خطة السلام المقترحة تقترح خطوات اولية تعرض على إسرائيل تأشيرة دخول إلى كل بلد عربي وحق تحليق خطوطها الجوية 'العال' فوق الدول العربية والإعتراف بها من قبل جميع الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، مقابل التوقف عن بناء وتوسيع المستوطنات والموافقة على الإنسحاب من جميع الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967 على أن يتم التفاوض حول حق العودة للاجئين الفلسطينيين ومستقبل القدس ضمن اطار عمل الاتفاق.

ويعرض العرب على اسرائيل القبول باعتراف دول العالم الاسلامي، ثلث العالم، مقابل الانسحاب من الضفة الغربية ووقف الاستيطان، فيما سيتم تأجيل حق العودة والقدس للمفاوضات. وستقدم المبادرة الامريكية العربية منافع لاسرائيل وسكانها من ناحية منح الاسرائيليين حق التأشيرات اينما ارادوا في الدول العربية، وحق شركة طيران 'العال' الاسرائيلية بالتحليق في الاجواء العربية، فيما ستؤدي لاحقا لاعتراف كل الدول الاعضاء في مؤتمر الدول الاسلامية الـ 57 بحق اسرائيل بالوجود، ومقابل ذلك ستوافق اسرائيل على التوقف عن بناء المستوطنات والموافقة على الانسحاب من الضفة الغربية. فيما سيتم تجاوز وتأجيل الموضوعين الحساسين وهما مستقبل القدس وحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى فلسطين بعد تهجيرهم منها عام 1948 حيث سيطرحان على طاولة المفاوضات.

وسيقوم الرئيس الامريكي بعرض رؤيته للسلام على العالم الاسلامي من خلال خطاب يوجهه الشهر القادم من القاهرة. وبدأت ملامح المطالب الامريكية بالظهور عبر تصريحات ما يعرف بمعسكر الاعتدال العربي والزيارات المتبادلة بين زعماء المنطقة.