قصة إنسانية ..عواس البكري بعد ان هتكت الحرب صحتة وحولته الى معاق

الأحد 03 مايو 2020 الساعة 12 مساءً / مأرب برس-متابعات
عدد القراءات 2663
 

 

قصة إنسانية خلفتها الحرب في اليمن لرجل ثلاثيني فقد قوته بعدما قتل شقيقيه.

يضج المجتمع اليمني بكثير من القصص الإنسانية التي خلفتها الحرب، بعد مرور سبع سنوات منها.

غير أن قصة عواس عبدالقوي عواس البكري الرجل الثلاثيني يعيش قصة استثنائية من ثقل الحرب التي هتكت صحته وأحالته إلى معاق، رغم كونه مدنيا لم يتدخل في النزاع الحاصل يوما. " عواس" الذي يقطن في منطقة سُليم بقعطبة في محافظة الضالع يسرد

قصته لـ"المهرية نت" فيقول: كنت نائم وجوا صحوني فجأة ويقولوا لي عظم الله أجرك، قلت لهم: أيش.. أيش اللي حصل؟ قالوا: أخوك الصغير استشهد. هكذا تلقى عواس صدمة خبر وفاة أخاه الأصغر والذي قال عنه: كنا بنحبه جدا.. كان حافظ للمصحف.. وكنا مؤملين فيه كثير.

لم تكن الأولى

صدمة تلقي الخبر لم تكن الأولى، بل تلقى خبر مقتل أخاه الأكبر قبل عامين من حادث أخاه الأصغر، وبقي عليه وحده تحمل تبعات إعالة أسرته وأسرة أخيه وبقية العائلة.. أي يعيل الآن خمسة عشر فردا في العائلة.

"البكري" بات لا يعرف أيفكر بعلاج شقيقته المصابة بمرض القلب والكلى، أم بعلاج ذاته أم يتحمل نفقات هذه الأسرة الكبيرة.

ردة فعل الصدمة بعدما أخبروه بمقتل أخاه الأصغر في الجوف، أصيب بارتجاج في الدماغ وفقد الحركة.. ولم يعد يقدر على الحركة إلا بمساعد يشد عضده للخروج والدخول. باع ذهب قريبته وذهب للمستشفى بعدن، وهناك أعطوه بعض الأدوية التي لم تغير في وضعه شيئا.

يقول عواس لـ"المهرية نت": ما دريت كيف أسوي.. أتعالج أم أهتم بالأكل والشرب للبيت؟ لقد انهار تماما، وهو الذي أخبرنا رفاقه أنه كان دائم الابتسامة وكان يوقظهم منذ البكور للسعي وراء طلب الرزق كل يوم. لاحظنا صمت عواس كما قال زملاءه الذين زاروه برفقة "المهرية نت" وتفاجأوا من شروده وصمته.

وقالوا: لم يكن بهذا الصمت من قبل، لقد لاحظنا ألمه المتوغل في أعماقه، لكنه ليس سوى قصة واحدة ضمن ملايين اليمنيين الذين أرهقت كيانهم وفككت مجتمعهم هذه الحرب اللامحدودة.

عدد من الملايين

تنظر المنظمات الدولية والمحلية للأكثر تضررا من هذه الحرب في سياق إحصائيات معدودة بالأرقام، ولكن العالم لا يرى ما وراء كل رقم قصته؛ يجدونهم أعدادا لكنهم لا يشعروا كم الألم والعذاب والجحيم المتوغل وراء كل رقم.

هكذا يعاني الآن عواس منذ قرابة شهر وأكثر؛ ولا يملك شيئا ليتمكن من استعادة ذاته فتعود معه حياة خمسة عشر فردا.