تقرير إسرائيلي: إعلان الانتقالي الجنوبي الانفصال مكسباً للحوثيين

الجمعة 01 مايو 2020 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس ـ ترجمات
عدد القراءات 8440

أفردت صحيفة ”هارتس الاسرائيلية“ الصادرة، الخميس 30 أبريل/نيسان، مساحة واسعة لمناقشة انقلاب ما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي“، المدعوم اماراتيا، واعلانه الحكم الذاتي للمحافظات الجنوبية اليمنية.

وقالت الصحيفة الاسرائيلية في تقرير لها ان ”اعلان الانتقالي الجنوبي حطم اتفاق الرياض“ الذي وقع في تشرين الثاني بين الحكومة المعترف بها بقيادة عبد ربه منصور هادي و”المجلس الانتقالي”.

وأشار التقرير الى ان الاعلان أظهر السعودية بدون سيطرة حقيقية على التطورات في اليمن، فيما الولايات المتحدة التي سارعت إلى “التعبير عن القلق” من هذه الخطوة، تدرك أن النضال من أجل صد نفوذ إيران في اليمن آخذ في التلاشي.

وقال: ”في الوقت الذي سعت فيه السعودية إلى إقامة دولة يمنية موحدة يمكنها بنفسها تشغيلها عن بعد، أيدت دولة الإمارات الانفصاليين بهدف ترسيخ السيطرة على جنوب اليمن ومضيق باب المندب. ولكن بعد أن تعرضت لهجمات صاروخية من الحوثيين وخشيت من أن تتحول مثل السعودية إلى هدف، غيرت سياستها وعززت علاقاتها مع إيران وسحبت معظم قواتها من اليمن“.

وأضاف: ”أما السعودية التي تبدو وحيدة إلى حد ما، فبحثت عن ما يخرجها من هذه الحرب غير المحسومة التي كشف فيها ضعفها العسكري، رغم أنها كانت مزودة بأفضل السلاح والذخيرة الأمريكية. بعد خمس سنوات من القتال، تبين أن قوات التحالف غير قادرة على حسم المعركة والانتصار على الحوثيين الذين أملت السعودية بتصفيتهم خلال بضعة أسابيع“.

وتطور الخلاف العميق بين “المجلس الانتقالي” الجنوبي والحكومة المعترف بها من مواجهة سياسية إلى عسكرية، وازداد بعد أن قرر الرئيس اليمني –الذي يعيش في السعودية ولا تطأ قدمه اليمن – إقالة زعيم المليشيات الجنوبي الزبيدي من وظيفة حاكم عدن بذريعة مبررة كما يبدو، بأنه يتآمر ضده.

وفي تشرين الثاني بادرت السعودية إلى عقد اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحكومة والانفصاليين، الذي بحسبه يتم تشكيل حكومة مشتركة وعد الانفصاليون من الجنوب فيها بعدد متساو من الوزراء وتوزيع متساو لميزانية الدولة. في حينه ظهر أن الاتفاق يرسم خريطة طريق متفقاً عليها، يمكنها أن تؤدي إلى وقف طويل لإطلاق النار وإلى حل سياسي، بالأساس إلى اتفاق ربما يشكل للسعودية مسار خروج من مستنقع اليمن.

”ولكن بعد أشهر تلت هذا التوقيع لم تتوقف المواجهات، والآن يبدو أن العملية السياسية التي تشارك فيها الأمم المتحدة أيضاً، وصلت إلى طريق مسدود. ولم يبق أمام السعودية ذخيرة كثيرة في جعبتها يمكن أن تعرضها على الانفصاليين مقابل الانضمام إلى الحكومة المعترف بها بعد انهيار الاتفاق السخي“، بحسب الصحيفة.

وتابعت: ”إضافة إلى ذلك، توقفت الإمارات عن دفع رواتب المقاتلين في الجنوب، وهي تبعد نفسها عن الساحة اليمنية؛ في حين يعتبر الحوثيين وإيران خطوة الجنوبيين فرصة ومكسباً مباشراً أيضاً“.

ولفتت الى انه وفي ظل عدم وجود احتمال لحسم عسكري، وفي الوقت الذي تتقوقع فيه الرياض وأبو ظبي على نفسيهما يقف أمام الحوثيين: إما توسيع هجماتهم العسكرية على جنوب اليمن من أجل احتلال عدن ومحافظات النفط؛ أو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ومشاركة حكومة اليمن في الحكم، وهي خطوة بدأت السعودية بالدفع بها قبل بضعة أسابيع بضغط من الولايات المتحدة. وأعلنت السعودية والإمارات قبل أسبوعين عن وقف شامل لإطلاق النار في اليمن في إطار جهود مكافحة كورونا.