باحث يمني يتحدث عن علاج الزنداني ويكشف عن نباتات وأعشاب شهيرة في اليمن لعلاج كورونا

الأحد 26 إبريل-نيسان 2020 الساعة 10 مساءً / مأرب برس- خاص
عدد القراءات 22071

 

فيما يلي ينشر مأرب برس مقال تحليلي للباحث اليمني عبدالفتاح الحكيمي يتطرق فيه الى أشهر النباتات والاعشاب في اليمن التي يقول انها تنفع لعلاج فيروس كورونا :

أعلن رئيس مدغشقر ما أسماه (اكتشاف علاج عشبي فعال خاص بمرض كرونا(كوفيد ١٩) وهو عشبة الشيح العطري وسوف يتم تعميمه في البلاد) وهو نبات شهير في الطب القديم, والتداوي بالأعشاب الحديث أيضا , ويوجد كذلك في اليمن, إضافة إلى شجيرات وأعشاب أخرى في مناطق متفرقة عندنا تعالج هذا المرض بكفاءة , سنتناولها في السياق, وبعضها أكثر أماناً في الاستعمال الطبي من الشيح وأثبتت فاعليتها في التجارب السريرية المعتمدة في بلدان أخرى مثل الهند والصين والبرازيل وإيران وغيرها .

وفي مقدمتها شجرة الديمن الشهيرة, وعشبة الحدمدام ايضا المعروفة في المراجع ب(الحثرة الأنيقة), وعشبة القَيْصُوم, الفَحْيَة وغيرها. 

إلا أن ثمة أَيضاحات معرفية ضرورية لا بد من التنبيه والإشارة إليها لاكتمال الصورة حول عشب الشيح المقصود في مدغشقر, الذي تثار حوله ضجة مفتعلة وكذلك طريقة ومحاذير الإستخدام والآثار الجانبية,

وفوائد نباتات اليمن وأضرارها أيضا, مع فارق إن مزاعم محمد عبدالمجيد الزنداني بشأن اكتشاف علاج مضاد لكرونا لا ترقى إلى الحقيقة,

وفي أحسن الأحوال كمن يعلن عن رؤية هلال رمضان بعد ٣ أيام على صيام الناس, أو كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء, فكل الذين لديهم تجارب ومعارف خاصة أو معلومات بالأدوية العشبية والعقاقير المصنعة أو تجارب اللقاحات ومصادرها أعلنوا عنها ومسمياتها في وقته دون مواربة أو غموض(مقصود) غير مبرر قد يفسر كنوع من الابتزاز والمتاجرة بآلام ومعاناة الناس, خلافا لمقتضيات أخلاقيات المهن الطبية في أوقات الجوائح التي تدين كل طبيب أو معالج أو قادر على تزجية مساعدة منقذة لحياة الآخرين.

* وما أدراك ما الشيح 

تسمية (عشبة الشيح) التي وردت على لسان رئيس مدغشقر تطلق على مجموعة كبيرة من نباتات العائلة المركبة الانبوبية, جنس ارطيميسيا Artemisia, وعلى أنواع تنتمي إلى عائلات أخرى .

واستنادا إلى تحليل الكيمياء النباتية لجنس ارطيميسيا الذي ينتمي إليه أيضا نبات البعيثران, الغبري, الرّند في مناخة, المشموم في عدن الشهير في اليمن, فإن تصريحات رئيس مدغشقر حول أهمية عشبة الشيح في علاج مرض كرونا الوبائي يقصد بها النوع المعروف علميا باسم Artemisia annua ويعرف في اليمن وبلاد عربية باسماء( شيح, شيح بلدي, قيصوم وهو حبق الراعي ايضا) وينمو بكثرة في مدغشقر ويزرع عندنا للزينة في صنعاء, مناخة, أب, تعز, والمناطق معتدلة الحرارة. 

وقد تبنت منظمة الصحة العالمية بين عامي ٢٠٠٤_٢٠٠٥ تعميم زراعة النبات في بلدان إفريقية عديدة , تنزانيا, اوغندا, كينيا وغيرها كمصدر اضافي لعلاج وباء الملاريا إلى جانب شجرة الكينين.م ar.glosbe  

 والمادة الفعّالة فيه هي الارتيميسينين Artemisinin, التي أظهرت بالتجارب السريرية الحديثة في تايلاند منذ سنوات فاعلية أفضل من عقار الكلوركوين الشهير في علاج الملاريا, وبنسبة نجاح ٩٠ % .. والمادة عبارة عن لاكتون تربين أحادي نصفي.م an.sh.

وقد حصل طبيب وباحث صيني صاحب الاكتشاف على جائزة نوبل بالمناصفة نظير بحثه المتميز ذاك بإضافة عقار طبي طبيعي هام ومتاح بوفرة لعلاج الملايين إلى جانب الكلوريكوين المستخلص من قلف شجرة(الكينين) .

ويزرع الشيح الحولي Artemisia annua بكثرة في الصين ضمن الطب التجاري, ويستعمل في الطب التقليدي عندهم من مئات السنين لعلاج الملاريا. 

وأهمية العشب المذكور يساعد على كبح تطور الملاريا وسرعة الشفاء, علاوة على خاصية أوراق النبات في القضاء على سلالات الملاريا المقاومة للعقاقير. م An.sh.

وتعمل الارتيميسينين artemisinin كذلك على تثبيط نمو خطوط الخلايا السرطانية بمؤازرة الفلافونات .مR.gt.

وتنطلق فكرة علاج مرض كورونا بنبات الشيح من مقارنة فاعلية عقار الكلوركوين نفسه المضاد للملاريا الذي أظهر في مصر والصين وغيرها مؤخرا فاعلية ممتازة في محاصرة الوباء وتقليل الإصابات والعدوى والوفيات .

وعلى قاعدة أن كل ما هو مضاد لطفيل الملاريا ال( plasmodium) يعالج بالضرورة مرض الفيروس التاجي كوفيد ١٩ أو يقلل من تداعياته واضراره, تنطلق ايضا فكرة علاج المرض الوبائي نفسه بعشبة الشيح المذكورة التي تحمس لها رئيس مدغشقر , إلا أنها ليست اكتشافا جديدا كما تروج وسائل إعلامية, لكنه قياس طبي ذكي على تراكم علمي معرفي وتجارب سابقة, وليس إضافة جديدة.

والفضل في ذلك إلى صاحب الاكتشاف الصيني القديم نسبيا ومن قبله تجربة استعمال الشيح في الطب الشعبي لعلاج الملاريا التي مهدت اكتشاف نجاعة ذلك وتحديد المادة الفعالة المضادة للمرض بالضبط قبل ٣ عقود.

* شجيرات أفضل في اليمن

ومن وجهة نظر (قياسية) فإنه توجد كذلك, وفي اليمن بالذات وبلدان أخرى نباتات شهيرة وناجعة لا تقل أهمية عن عشبة الشيح في علاج الملاريا وكورونا معا, بل تتميز بعض هذ النباتات بأمان أكبر في الاستعمال وقلة المضاعفات الجانبية, إن لم يكن انعدامها , مثل شجرة/ شجيرة(الديمن, اللوز الهندي) الشهيرة وإسمها العلمي Pithecellobium dulce .. تنتمي إلى عائلة البقوليات الطَّلحية .. وتعرف بالإنجليزية ب(الخرزة السوداء Black bead) نسبة إلى لون وشكل فصوص البذور المسطحة اللامعة, وتشتهر في الهند باسم Camachile tree.

أما اهم التنبيهات في استعمال عشبة الشيح هو تجنب غلي ألاوراق لأن مادة الارتيميسينين الاساسية تفقد مفعولها الطبي بالحرارة(الغليان,التحميص, وسؤ الحفظ والتلف) عدا حاجة المصاب إلى إشراف طبي في تحديد مقدار وطريقة تناول الجرعة المناسبة بحسب طبيب الأعشاب البريطاني المتخصص في جامعة ميدل ساكس, البروفيسور أندرو شوفاليه في موسوعته الشهيرة( الطب البديل والتداوي بالأعشاب والنباتات الطبية) .. لتجنب هبوط الضغط الشرياني ونقص سكر الدم,وكذلك مراعاة تناول المريض أدوية خاصة بأمراض أخرى مزمنة أو عابرة قد تتعارض مع بعضها أو تمنع الامتصاص, ومضاعفات غير مستحبة محتملة. م hk.

ولكن يبقى خيار عشبة الشيح(القيصوم) (انتقائيا) بالمفهوم الطبي ومغريا إلى حد كبير في علاج مرض كرونا وحتى أعراضه المرهقة, فللعشبة أيضا خصائص فريدة كخافض للحمى, ومضاد لالتهابات الحلق واللوزتين والشعب الهوائية والسعال والصداع , وكلها من أعراض المرض المزعجة, عدا احتواء العشبة على فيتامين A المقوي لعضلة القلب والنظر , يحمي الشعيرات والأوعية الدموية والانسجة من التلف والجذور الحرة.مHk.

وهي غاية ما يحاول الفيروس اختراقه وتدميره في الطريق .. فتقلل بذلك نسبة الإصابة بالجلطات والخثرات الدموية الرئوية التي تعرض لها المتوفون بفيروس كرونا, وظهر ذلك من خلال تشريح الشرايين الرئوية لعدد من الضحايا في إيطاليا.

وأنصح بتناول جرعات كافية معتبرة من زيت الزيتون(عصارة أولى البكر) النوع(التركي/التونسي/ اللبناني) أو العصرة الثانية لتجنيب المصابين خطر الجلطات, وبمعدل ٣٠ ملليليتر أو ثلاث ملاعق أكل, كل ٨ ساعات قبل الأكل بساعة, ولمدة شهر وأكثر, وكذلك فصوص الثوم والبصل وسط الوجبات الأكثر فاعلية وامانا من مميعات الدم الكيماوية مثل الأسبرين المصنع والورفارين وهو مستخلص كوماريني سام وغيرها .

ويفيد ذلك مرضى القلب والشرايين, وبعد عملية القلب المفتوح أيضا حيث يمنع عودة الجلطات والتصلب, مع مراعاة الحفاظ على ضغط دم مناسب.

جرعة وطريقة استخدام أوراق نبات الشيح المجفف في الظل أو الطرية : ينقع ملئ ملعقة أكل من مهروس الأوراق الصالحة في ٣٠٠ ملليليتر ماء غير مغلي ولا ساخن, لمدة ١٢ ساعة ويغطى, وتشرب الكمية بعدها على دفعات صغيرة طوال النهار, مرة واحدة في اليوم فقط, ولفترة لا تزيد عن ٤ أسابيع ..م sh.

وطريقة الإستخدام المذكورة قياسا إلى نوع شبيه جدا هو الارطماسيا Artemisia vulgaris المعروف ب برنجاسف(فارسية), شويلاء, ويعرف أيضا بالبعيثران, عبيثران, حبق الراعي في بعض الشام والبلاد العربية. م rw.. ولا يوجد في بيئة اليمن النباتية , ويجلب إلى العطارات عندنا أحيانا من سوريا.

أما نبات البعيثران, الغبيراء, غبير, مشموم, رند, مسلس, قريديس, والشهير في اليمن فهو الارطيميسيا الحبشي Artemisia abyssinica, ولكنه ليس النبات السابق الذي يشترك معه بالأسماء العربية فقط, ولا يحتوي أيضا على مادة الارتيميسينين, بل مادة السانتونين santonine السامة, ويستعمل منقوع الأوراق الطرية في الطب الشعبي باليمن لعلاج الملاريا والحمى, وطارد لحصوات الكلى وغيرها, ولا تتوفر دراسات مقارنة مكوناته الفعالة بمضادات الملاريا.

* عشبة الفُحْيَة, القيصوم

والنبات الآخر الشبيه المفعول والمكونات بعشبة الشيح أيضا هو نبات القيصوم, المعروف في صنعاء وحولها ب (الفحية), شيح بلدي في غيرها, واسمه العلمي Artemisia abrotanum يوجد في اليمن بريا ويزرع للزينة, ذكره البروفيسور دكتور سعيد عبده جبلي في كتابه( الحياة النباتية في اليمن),

وتجلب أوراقه الى العطارات أيضا من سوريا , ويسمى قيصوم, قيسون, ويحتوي مادة الارتيميسين الفعالة نفسها الموجودة في الشيح الحولي الصيني A.annua.. وهو نبات معمر قائم إلى ١٢٠ سم, أوراقه مجزأة ريشية تشبه( شيبة العجوز).

استعمل في الطب القديم للوقاية من وباء الطاعون وتفادي عدوى حمى السجون.

وتستعمل الاوراق في الطب الشعبي باليمن كطارد للديدان وعلاج الحمى ومنبه لتأخر الدورة الشهرية (الحيض).

ولا ينصح بشرائه من العطارات عندنا في وضعها الشاذ عن أدنى مواصفات الاستعمال البشري والحيواني.

والجرعة اليومية من مسحوق اوراق القيصوم المجففة في الظل هي ٣ جرامات فقط .. ولمدة ٣ أسابيع.. توزع على ٣ أوقات بمعدل ١ جرام من المسحوق كل ٨ ساعات يخلط جيدا في كأس ماء عادي غير مغلي أو ساخن ويشرب دفعة واحدة وسط الوجبات. 

  * ألديمن أكثر أمانا 

شجيرة الديمن شوكية معروفة غالبا ساقها قائم يعلو إلى ٥ أمتار وأكثر, فروعها غزيرة متدلية ; أوراقها كثيفة dense صغيرة مركبة من زوجين, شكلها منحرف oblique منجلي, طولها ١-٢ سم لها اذينات شوكية; ازهارها كروية الشكل متجمعة قمعية دقيقة خضراء مصفرة الشكل.

تباع ثمارها القرنية الحلقية المستديرة الحلوة المذاق في الأسواق الشعبية, ولا يعرف في الطب التقليدي اليمني من فوائد النبات سوى أكل الثمار الناضجة كمقوي ومغذي للأطفال بوجه خاص, وقابض للاسهال.

إلا أن الأبحاث الطبية الحديثة تؤكد خاصية أوراق وبذور الثمار في مكافحة يرقات وبويضات أنثى بعوض الانوفيليس anopheles المسببة والناقلة لمرض الملاريا, وكذلك البعوض المسبب لحمى الضنك Aedes.م NNT المنتشرة بكثرة في اليمن, وتحصد بصمت موسمي متكرر عندنا أكثر مما فعلته كرونا في بعض البلدان.

عدا ذلك فإن لأوراق شجرة الديمن خصائص علاجية شبيهة بمادة الارتيميسين في عشبة الشيح التي تمنع الجلطات الرئوية المسببة لوفاة كبار السن وغيرهم, ويعود ذلك إلى المركبات الفينولية .

والفلافونية مثل كورسيتين, روتين, كامبفيرول, نارنجين وغيرها, وكذلك حمض ascorbic, وهي خافضة للدهون المرتفعة hyperglycemia خصوصا الكوليسترول منخفض الكثافة LDL وتزيد من مصل الدهون المرتفعة الكثافة HDL. م

* ما يقلل من ظهور الجلطات الدموية ويحسن دورة الدم والاوكسيجين إلى الدماغ, علاوة على حماية كريات الدم الحمراء من تكسرات وتلف الحديد Haemo الذي يؤدي حدوثه الى توقف نقل الاوكسجين للدماغ, وهو أبرز عامل مسبب للوفاة غالبا في حالات كرونا, عدا ان اوراق الديمن مضاد ل ٢٠ نوعا من الميكروبات.

كما أظهرت خلاصة الأوراق الكحولية فاعليتها كمضاد لسلالات جراثيم فطريات السل mycobacterium strains ومضاد للميكروبات, ومسببات المرض الثانوية pathogens .

وبالتجربة على الفئران أظهرت خلاصة الأوراق المائية( العصارة, والمغلي) فاعلية أكبر كخافض لسكر دم الفئران أعلى من خلاصة الايثانول والكحول مقارنة مع عقار جليبينكلاميد المضاد للسكري .

وأكثر فاعلية من عقار أوميبرازول omiprazol كمضاد للقرحة antiulcer.

وأكدت التجارب على الفئران أيضا التأثيرات المهدئة لاوراق الديمن والخافضة للتوتر والاكتئاب مقارنة مع عقار chlorpromazine, حيث تزيد الأوراق من مستقبلات جابا في الدماغ.. وخصائص طبية متميزة لازهار وقلف وجذور الديمن .. والاخيرة محفز لهرمون الاستروجين الأنثوي estrogenic. م

*تساعد على علاج اضطرابات إنجاب النساء المسماة خطأ ب(العقم), وتقلل مضاعفات الهَبَّات الحرارية وتقلبات مزاج النساء بعد سن ال ٥٠ بسبب التغييرات الهرمونية ونقص إنتاج الاستروجين.

ولب الثمار وعصارته ومسحوق ومغلي القلف لوقف النزف الدموي الداخلي والخارجي.م (phyt.jr). 

* تنبيهات ضرورية للمرضى

رغم فعالية الديمن ضد الملاريا قد تتسبب أوراق شجرة الديمن( اللوز الهندي) بانخفاض سكر الدم للبعض في كل الحالات, كرونا, الملاريا, حمى الضنك, ما يجعل بالضرورة تعويض نقص الجلوكوز المستمر لتحسين تدفق الأوكسجين إلى الدماغ.م hk.

وتعتبر ثمار الديمن مكملا غذائيا مثاليا مع غيرها للتغلب على حالة الإجهاد البدني الحاد والمتوسط في حالات كرونا, إذ يحتوي لب الثمار الناضجة على بروتين, سكريات, فيتامينات A,B,C .. ومعادن مثل النحاس, الحديد, مغنيسيوم, بوتاسيوم, صوديوم, زنك.. وغيرها.

تنمو شجيرة الديمن(اللوز الهندي, الخرزة السوداء) في مناطق الشواطئ وأسفل المناطق الجبلية على ارتفاعات ٥٠٠ متر عن سطح البحر .

وتنتشر في المناطق الساحلية من حجة, عدن, لحج, أبين, يافع, تعز, حضرموت, شبوة, المهرة الحديدة, تهامة, الساحل الغربي, المخا بعض أب, وتزرع في مناطق أخرى, ويفرز ساق النبات عند شرطه صمغا شبيه بالصمغ العربي.

وينتشر في جنوب شرق آسيا, وأمريكا اللاتينية, البرازيل, بيرو, اكوادور, بنما, و الكاريبي, والمكسيك وغيرها.

* محاذير طبية 

إلا أنه توجد بعض المحاذير من استعمال النساء لاوراق شجرة الديمن حيث يستعمل المغلي بالملح في بعض أفريقيا والبرازيل لإجهاض الحوامل abortifacient, وتستعمل الأوراق بدون ملح للنساء بإشراف طبي.

وثمار الديمن الناضجة مغذية جدا, وأكلها يساعد مرضى كورونا على تخفيف حالة الإجهاد البدني الحاد.

* نباتات كوونا أخرى في اليمن 

يوجد في اليمن أيضا نبات طبي شهير يحتوي على مادة الارتيميسينين Artemisinine الموجودة في نبات الشيح الذي تقرر استعماله مؤخرا في مدغشقر لعلاج مرض كوفيد كرونا ١٩ .

إنه عشب الحدمدام, يعرف في المراجع باسم (الحَثْرة الأنيقة) ينتمي الى العائلة القدارية Nyctaginaceae.. واسمه العلمي Boerhaevea elegans.

وقد أكدت دراسات وتجارب سريرية طبية في إيران قبل سنوات فاعلية أوراق النبات في علاج الملاريا لاحتوائها على مواد شبيهة بمواد وتأثير فوسفات الكلوركوين chloroquine الطبية المستخرجة من لحاء شجرة الكينين, إضافة إلى مادة الارتيميسينين نفسها الموجودة في عشبة الشيح, الشيح البلدي Artemisia annua ألتي اعتمدتها مدغشقر هذا الاسبوع في علاج كورونا . م .n.c.bi.n.l.m.

وتؤكل أوراق الحدمدام(الحثرة الانيقة) في باكستان وإيران كخضار وفاتح

فبإمكان كل شخص أن يقترح أو يُخَمِّن, لكن تجربة أنابيب الاختبار من يقرر ويكتشف ذلك.

وقد ألقى الزنداني الابن الكرة في مرمى مختبر أبحاث تركي لإضفاء صبغة علمية على زعم لن ولم يولد إلا بما هو معروف ومشاع من قبل بالضرورة في أحسن الاحوال, لكن ذلك إذا قدر له لن يرقى إلى مستوى اكتشاف كما هو حال رئيس مدغشقر أيضا بإعلان اكتشاف عشبة الشيح ألتي حصل صاحبها على جائزة نوبل قبل نحو ٣٠ عاما !!.

أما فترة شهر ألتي التزم بها الزنداني لإنجاز اللمسات الأخيرة من اكتشافه الطبي, فهو كلام عن معجزة إلهية أو وحي يوحى, وليس جهدا بشريا .. لأن أقل فترة معلنة دوليا في المانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وامريكا وغيرها عن خضوع بعض العقاقير واللقاحات الخاصة بعلاج مرض الفيروس التاجي كرونا ١٩ للتجربة فقط تستغرق بين سنة أو سنتين قد تنجح أو تفشل.

أما صاحبنا فقد أعلن نجاح اكتشافه المزعوم حتى قبل التجارب المعملية والسريرية المفترضة, وخلال أيام على ظهور الوباء.

أكدت أبحاث تطبيقية في جامعة طهران على أهمية أوراق النبات في علاج الملاريا والحمى, والالتهابات inflammatory, تحمي الخلايا من الالتهابات والسرطان, وتصلب الشرايين.م Pubmedicin ،وهو عبارة عن نبات قائم , جذره وتدي قاعدته خشبية سيقانه لولبية اسطوانية موزعة الاتجاهات من القاعدة, خضراء محمرة مزغبة,يعلو إلى متر, جزؤه العلوي عاري من الأوراق شمعداني الشكل; الأوراق تتجمع أسفل القاعدة, سميكة معنقة بيضوية ملعقية إلى رمحية كاملة الحافة, سطحها العلوي أخضر داكن, والأسفل رمادي مبيض أو ارجواني أحيانا; الأزهار مفردة وردية بنفسجية غامقة إلى قرنفلية قمية بوقية جرسية الشكل; ألثمار علبة مستطيلة.م biomed.com+hk.. طعم الأوراق مر لاذع حار قابض.

الأوراق والثمار مضاد للفيروسات والميكروبات والجراثيم

في الطب الشعبي باليمن يضمد بعجينة الأوراق الغضة لآلام المفاصل والروماتيزم والرضوض, ويطلى بها للأورام والدمامل والحروق والجروح, ووقف نزف الدم. م qs+hk.

وتستعمله قبائل البَلّوش في إيران لعلاج اضطرابات الكلى وتقطع البول, وتنقية الدم.م.n.cb.n.=. 

تستعمل الثمار في الباكستان كمقشع للسعال, طارد للغازات, مسكن لآلام العضلات, ومسحوقها مضاد للجرب, والجذور مدرة للبول.م ncb=.

وفي إيران أيضا النبات لعلاج عسر الطمث, والتهابات الأمعاء والمسالك البولية, واليرقان .م pumedcent.=

ويوجد النبات بريا في العديد من مناطق اليمن تهامة, الحديدة, بين الضالع, قعطبة, بين التربة, حيفان, بين عدن, شقرة, لحج,بعض أبين, بين جبل العريس, مودية, لودر, مكيراس, بلحاف شبوة وما حولها إلى رأس ضربة, المرتفعات الشرقية بين هضبة حضرموت الجنوبية والوادي وتفرعاته إلى المهرة. مdg.

ومن المحتمل أن فاعلية هذا النبات في علاج مرض كرونا ستكون أكبر من الشيح Artemisia annua, لاحتوائها على مركبات إضافية شبيهة بعقار الكلوريكوين, إضافة إلى مادة الارتيميسينين Artemisinine نفسها المضادة للملاريا.

* الحلص, العلفق يفيد الملاريا وكرونا

وتتوفر كذلك في اليمن اعشاب ونباتات غذائية تكميلية ناجعة في علاج مرض كرونا كوفيد ١٩, أبرزها نبات الحلص, العلفق الشهير Cissus rotundifolia من العائلة العنبية, وقد أكد لي صديق عزيز يمني في ماليزيا أصيب باعراض كرونا وشفي منها استفادته كثيرا من الحلص المشوي المجفف المعروف بالحلقة, بالإضافة إلى استعمال النبات في الطب الشعبي في علاج حمى الملاريا , ويسمى أيضا الحدل في يافع, سلع في بعض أب ويافع, لفق في دلتا أبين, عطروت في المهرة, حوف, جاذب, ويعرف ب( الحلقة, حلق, حلقي) في مناطق اخرى .

اشتهر استعمال الحلص اليمني(الحلق المشوي) المجفف في الطب التجاري القديم في علاج الصفراء والحمى, وتأكد فاعليته بالتجربة البشرية الحديثة كمضاد للملاريا ايضا, يحتوي نسبة عالية من البروتينات, والكربوهدرايت, والاحماض الأمينية الأساسية والدهون غير المشبعة, ونسبة عالية من الحديد وحمض الفوليك, وفيتامينات B المركبة, ومعادن وسكريات متعددة.م Springer.link., ما يجعل النبات غذاء ودواءً تكميلياً ذو فعالية في مكافحة طفيليات بعوض الملاريا والضنك, وفيروس كورونا حيث يمنع التهابات الرئة وظهور الجلطات ويعوض نقص الحديد وحمض والفوليك في الدم ويحسن نقل الأوكسجين إلى الدماغ , ويزيل حالة الإجهاد ويساعد على الشفاء. 

وكذلك الحمر, الحومر, التمر هندي الذي أثبت كفاءته في التعجيل بشفاء الملاريا والتفوئيد وحمى الضنك في مناطق تعز, اب, عدن, ابين, الحديدة وغيرها, والحمضيات الأخرى.  

* الزنداني بين العلم والوحي

وهكذا تتوفر في مناطق مختلفة من اليمن نباتات عشبية وشجرية متنوعة كالبلدان الأخرى تعالج الأمراض الطفيلية والفيروسية الخطرة بكفاءة عالية بما فيها, الملاريا, وحمى الضنك, والفيروس التاجي-كورونا كوفيد ١٩وغيرها .

ولا ينقصنا سوى الإرادة والقرار الجاد بتشكيل طاقم علمي يمني من المتخصصين والدارسين(الممارسين) في الجامعات اليمنية ومراكز أبحاث الزراعة, ومركز سقطرى, وغيرها وتقديم رؤية عملية بممكنات إنشاء مركز أبحاث خاص بإنتاج وتطوير الأدوية النباتية وترشيد استخدامات الطب الشعبي لمواجهة الأمراض الوبائية بأقل الخسائر البشرية والأضرار.   

وإن من يزعم الآن في اليمن أو غيرها اكتشاف أدوية عشبية مضادة لوباء كرونا غير تلك التي ثبت ازدواجيتها طوال ٣ عقود في علاج الملاريا وحمى الضنك وغيرها, أما أنه لم يتابع التطور المتسارع في علوم الكيمياء الحيوية النباتية أو يسعى إلى الغش, والتحايل على الحقوق العلمية الفكرية ونسبة جهود وأبحاث الآخرين إليه.

وعندما يتحول الإعلان الفج عن اكتشاف علاج جديد شافي من مرض وفيروس كرونا إلى مجرد الغاز وأحاجي دون إفصاح عن ماهية ذلك, كما هو حال الاخ محمد عبدالمجيدعزيز الزنداني الذي يكشف مؤتمره الصحفي في تركيا أن لديه مجرد فكرة غامضة مشوشة ليس متأكدا منها, فلا يخرج عن مجافاة الأمانة والعلم والضمير.

*هذا البحث موجز مختصر من كتاب(دليل نباتات اليمن الطبية) لمؤلفه الكاتب والباحث والصحافي عبدالفتاح الحكيمي الذي قال انه استغرق في تأليفه أكثر من ١٠ سنوات وهو حائز على إجازة علمية(دبلوما) في تكنولوجيا اغذية الأحياء البحرية- وعمل في بداية حياته كفني مختبرات وأحياء بحرية, ومسوحات مراعي ومصائد الأسماك في جنوب اليمن لبضعة سنوات قبل اشتغاله وانشغاله بمجال الصحافة والسياسة, وكرس اهتماماته المعرفية دون انقطاع.

تفرغ منذ ١٥ عاما لدراسة نباتات اليمن الطبية .. ويتضمن كتابه الإليكتروني pdf ٥٠٠ نوع نباتي .. ٦٠% منها لم ترد في المؤلفات اليمنية السابقة المشابهة, علاوة على اختلاف منهج البحث واسلوب عرض المادة العلمية وفقه دلالات ومعاني الأسماء العلمية ومضار ومنافع الأدوية.

نشر الفصل الرابع من الكتاب في موقع المكتبة الاليكترونية اليمنية ومواقع أخرى احدها في لندن.

 * ملاحظة 

الرموز الحرفية بالإنجليزية التي شملها المقال التحليلي عبارة عن اختصارات لمواقع إليكترونية عالمية متخصصة تابعة لمراكز أبحاث علمية معتمدة في طب الأعشاب من ألمانيا, بريطانيا, الهند,باكستان, أفريقيا, أمريكا, وغيرها.. إضافة إلى اختصارات رمزية لاسماء اطباء واختصاصيين.

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن