مكالمة من بوش و4 من رايس أفشلت اتفاق صنعاء للمصالحة الفلسطينية

الإثنين 09 مارس - آذار 2009 الساعة 07 مساءً / مأرب برس -الوطن ألأمريكية
عدد القراءات 5557

 كشف الدبلوماسي الفرنسي المعروف والباحث في معهد العلوم السياسية في باريس ايف اوبان دولاميسوزيير عن تدخل أمريكي مباشر أدى إلى إفشال اتفاق صنعاء للمصالحة الفلسطينية الذي تم التوصل إليه بين حركتي فتح وحماس” في مارس/آذار العام الماضي، وقال إنه عشية التوصل الى “اتفاق صنعاء” وقبل التوقيع عليه اتصل بوش بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وابلغه أن توقيع الاتفاق مع “حماس” سوف يدفع واشنطن إلى إلغاء مؤتمر “أنابولس”، وقال إن رايس تولت إفشال العملية، واتصلت أربع مرات ب “عباس”.

وقال الدبلوماسي الفرنسي إن الحرب “الإسرائيلية” على غزة، أعادت الاعتبار إلى القضية الفلسطينية، ووضعتها فوق جميع الأولويات الدولية، وكشفت أنها تبقى المسألة المحورية في حل المشاكل الساخنة والمتفجرة على امتداد العالم. وقال السفير المتقاعد والمدير السابق لدائرة شمال إفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية إن البعض يحاول القفز على هذه الحقيقة من خلال تقديم ملفات أخرى، أو التذرع بمخاطر أو أطراف تهدد السلم العالمي. وحتى استسهال الحل على مسارات أخرى مثل المسار السوري.

وتحدث دولاميسوزيير، أول أمس، في مؤتمر صحافي عقده في نادي الصحافة العربية في باريس، عن قراءاته للتطورات في المنطقة العربية، وذلك من موقعه كأحد أهم الخبراء في شؤون الشرق الأوسط، ومن واقع زياراته ولقاءاته مع الكثير من المسؤولين المعنيين.

واستهل اللقاء بالحديث عن نتائج مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد الاثنين الماضي في القاهرة، من أجل إعادة إعمار غزة. وقال ان الحصيلة المالية كانت ضعف التوقعات، ورغم أهمية ذلك فإن الجانب الذي يستحق أن يولى الأهمية، هو أن يجري رسم أفق سياسي. وقال إن 2009 سنة ميتة على صعيد تحقيق السلام، رغم إعلان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن عقد مؤتمر دولي للسلام في باريس خلال هذا الربيع.

ولم يستبعد أن يعمد رئيس الوزراء “الإسرائيلي” المقبل بنيامين نتنياهو إلى التهرب من مواجهة الملف الفلسطيني نظرا لصعوبته داخليا، والذهاب نحو معالجة الملف السوري، لكنه أكد قناعته التامة بأن سوريا لن توقع اتفاق سلام مع “إسرائيل” من دون حل فلسطيني، وذلك بسبب الشعور القومي وموقف الرأي العام في سوريا، مستشهداً بتصريحات للرئيس السوري بشار الأسد تؤكد وجهة نظره.

ودعا الدبلوماسي الفرنسي إلى تجاوز شلل اللجنة الرباعية وإيجاد آلية أكثر فاعلية وتأثيرا، وانتقد غياب رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير مندوب “الرباعية”، عن مسرح الأحداث، وعدم زيارة غزة إلا بعد العديد من المسؤولين الدوليين.

وتساءل دولا ميسوزيير عن الفترة الزمنية التي سيبقى فيها ملف الشرق الأوسط يحظى بالأولوية لدى الإدارة الأمريكية، ونبه إلى الدور التعطيلي الذي يمكن ان يمارسه الكونجرس في حال شعوره بأن سياسة اوباما تقترب من العرب. وأشار أيضا الى ان نتنياهو ليس في وارد “سلام” مع الفلسطينيين في ظل برنامجه حول “السلام الاقتصادي”، وتكريس الانقسام الفلسطيني.

ودافع دولاميسوزيير عن موقف “حماس” في ما يتعلق بقضية الاعتراف ب “إسرائيل”، وقال إنه التقى غالبية قادة الحركة، مثل اسماعيل هنية ومحمود الزهار، ولم يتلفظ أحد منهما بعبارة إزالة “إسرائيل”، ونسب إليهما حديثهما عن “التعايش” بعد أن تم التوصل الى التهدئة في حزيران/ يونيو الماضي. ونقل عن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل حديثه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن قبول الحركة بدولة على حدود 1967. ولفت الى التغير الدولي الملحوظ تجاه “حماس”، ونبه الى الموقفين الفرنسي والأمريكي.