رحلة خطيرة إلى المجهول.. مهاجرون أفارقة عالقون في اليمن

الجمعة 09 أغسطس-آب 2019 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس-Dw
عدد القراءات 2252

  

كثير من مهاجري دول شرق أفريقيا يسلكون طريقا مجهولا ورخيصا محفوفا بالمخاطر أكثر من طريق البحر المتوسط إلى أوروبا: إنهم يعبرون خليج عدن ليقعوا ضحية الصراع العسكري المدمر في اليمن. فاني فاكسر وهذه الانطباعات.

ما أن تغادر عاصمة جنوب اليمن عدن باتجاه الصحراء، حتى تلتقي بمجموعة من اللاجئين يقطعون الصحراء سيرا على الأقدام حاملين القليل مما يملكون. آثار السير الطويل واضحة على أقدامهم المتورمة. الكثير منهم قضى أياما طويلة سيرا على الأقدام لقطع المسافة من الساحل اليمني الذي رست فيه قواربهم سرا ليتوجهوا إلى عاصمة الجنوب اليمني عدن.

أحد المهاجرين الذي حدثته لا يزال طفلا ويقدم نفسه قائلا: "اسمي سعيدو وعمري 13 عاما وانا من إثيوبيا". أما أخاه الذي يقف إلى جانبه فيجيب على سؤال عما يبحث في رحلته، فيقول "بير"، وهي الكلمة المرادفة للفلوس ويضيف: ابحث عن المال".
البحث عن المال وفرصة للعمل وقليل من الاستقرار هو ما يأمل عشرات الآلاف من الأفارقة أن يجدوه، عندما يركبون الموج في رحلة خطيرة من القرن الأفريقي إلى اليمن.
الوصول إلى ساحة الحرب!
لكن اليمن ليست واحة للاستقرار، فمنذ أربع سنوات تفتك حرب ضارية في البلد الذي كان يسمى يوما ما "بالسعيد". في نهاية 2014 استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء وأسقطوا حكومتها آنذاك. وفي آذار/مارس من عام 2015 هاجم تحالف بقيادة السعودية المتمردين الشيعة. المعارك تحولت بمرور الزمن إلى حرب بالوكالة بين المملكة العربية السعودية وإيران التي تدعم الحوثيين.

وفي الطريق الصحراوي الطويل ألتقي بشاب أفريقي آخر. إنه بعمر 25 عاما ويروي أنه مصدوم من الرحلة الخطيرة عبر خليج عدن. ويقول: "عندما ركبنا القارب اكتشفنا أنه لا يوجد ماء للشرب ولا طعام وكانت الرياح العاتية تهزنا، وكان البعض واقفا في القارب، فيما كان آخرون يجلسون والقارب كان مكتظا بالمهاجرين".
ومن ينجح في الوصول إلى البر عليه أن يتحمل أعباء مسيرة طويلة تستغرق أياما سيرا على الأقدام في الصحراء. والمهاجرون، وجلهم من الشباب، يدفعون بضعة مئات من الدولارات مقابل الوصول إلى أرض اليمن. وفي الحقيقة يرغب الكثير منهم مواصلة الرحلة سيرا إلى السعودية. ولكن وبحكم الوضع الأمني المتدهور والطرق الوعرة في اليمن، لا يمكن أن تعلم أين تنتهي رحلة كهذه.
ولا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد الأشخاص الذين يخوضون مخاطر رحلة الهروب من شرق أفريقيا إلى اليمن. ولكن تقديرات حذرة تتحدث عن 50.000 إلى 150.000 شخص في العام. معطيات لا يمكن التأكد منها بشكل موثوق في بلد تمزقه حرب ضارية. كما يلعب الطقس وحالة البحر تأثيرا كبيرا وفوريا على عدد المهاجرين الذين يركبون القوارب في جيبوتي في رحلة خطيرة إلى اليمن.
والواضح هو أن طريق الهجرة هذه غير معروفة، لكنها أرخص بكثير من الطريق التي تمر بالسودان وليبيا إلى أوروبا، كما أنها خطيرة للغاية. فبسبب الحرب اصبح اليمن عبارة عن حقل الغام أينما ما ذهبت.

في الأثناء تقترب سيارة تابعة لمنظمة خيرية. العاملون في المنظمة يفضلون عدم الإفصاح عن هوياتهم إعلاميا، لكنهم يوضحون أن الكثير من المهاجرين لا يصلون ابدأ إلى الهدف المنشود وهو المملكة العربية السعودية. وحسب توضيح نشطاء المنظمات الخيرية، فإن "90% أو 85% من المهاجرين يبقون عالقين في عدن، لأن الحرب تفتك في الضالع"، كما يقول سائق العربة. السيارة تنقل صناديق من الماء وعلب التمر وبعض الكعك، التي يوزعها السائق على المهاجرين السائرين في الطريق، كلما مر بأحدهم. في نفس الوقت يوثق  السائق عدد الذين يلتقي بهم في الطريق.