لندن تتلقى ضربة موجعه في اقتصادها .. إعلان أكبر خسارة في بنوك بريطانيا..

الجمعة 27 فبراير-شباط 2009 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 5030
 
 

ظهرت تبعات الأزمة المالية العالمية بجلاء في القطاع البنكي البريطاني أمس، حيث أعلن "رويال بنك أوف سكوتلاند"، تحقي ق خسارة صافية بمبلغ 34 مليا ر دولار خلال عام 2008، وهي أكبر خسارة في تاريخ البنوك والشركات البريطانية، وهو ما يتوقع أن ينعكس على أسواق المال العالمية خلال الأيام الماضية.

وقال البنك إن حصة الحكومة قد ترتفع إلى 95 في المائة، بعد أن طرحت خطة بمليارات الدولارات لتأمين البنوك، علما أنها تملك حاليا 70 في المائة.كما أعلن البنك، وهو ثاني أكبر المصارف البريطانية من حيث الحجم، أنه سيضع مبلغ 462 مليار دولار من الديون المعدومة والمشكوك في تحصيلها في صندوق خاص تضمنه الحكومة البريطانية.

وفي القطاع المصرفي الأمريكي ظهرت إشارات على عدم تأميم "سيتي بنك" الذي يعاني كثيرا من الأزمة المالية، حيث أعلن رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" بن برنانكي أنه لا نية لتأميم البنك الأمريكي المتعسر "سيتي جروب"، الأمر الذي ساعد على انتعاش الأسهم في "وول ستريت" واستعادة بعض خسائرها. وقال بن برنانكي في شهادته نصف السنوية أمام الكونجرس "التأميم يكون حينما تسيطر الحكومة على البنك وتبعد المساهمين, وتبدأ تشغيل البنك وإدارته, ونحن لا ننوي فعل شيء كهذا".

في مايلي مزيد من التفاصيل:

أعلن البنك البريطاني رويال بنك أوف سكوتلاند أمس، تحقيق خسارة صافية بمبلغ 34 مليار دولار خلال عام 2008، وهي أكبر خسارة في تاريخ البنوك والشركات البريطانية. وقال البنك إن حصة الحكومة قد ترتفع إلى 95 في المائة، بعد أن طرحت خطة بمليارات الدولارات لتأ مين البنوك، علما أنها تملك حاليا 70 في المائة.

كما أعلن البنك، وهو ثاني أكبر البنوك البريطانية من حيث الحجم، أنه سيضع مبلغ 462 مليار دولار من الديون المعدومة والمشكوك في تحصيلها في صندوق خاص تضمنه الحكومة البريطانية.

وحذر العاملين فيه من إمكانية الاستغناء عن عدد كبير من الوظائف، وأوضح أنه سيقلص أنشطته التي تمتد إلى 35 دولة، لتتركز أساسا على السوق المحلية.

وكان "رويال بنك أوف سكوتلاند" على وشك الانهيار خلال عام 2008، واضطرت الحكومة البريطانية إلى التدخل لإنقاذه بشراء نحو 70 في المائة من أسهمه.

وعانى البنك نتائج قرار إدارته الخاطئ بشراء البنك الهولندي "أيه بي إن آمرو"، عام 2007، الذي تسبب في خسارة 16 مليار جنيه استرليني، وأعلن المدير التنفيذي الجديد ستيفن هستر أنه سيسعى إلى توفير 2.5 مليار من النفقات بمجموعة إجراءات، من بينها إلغاء الكثير من الوظائف.

وأفادت تقارير إعلامية بريطانية بأن نحو 20 ألف وظيفة في البنك قد يتم الاستغناء عنها، وأنحى رئيس مجلس إدارة البنك فيليب هامتون باللائمة في هذه الخسائر على ما وصفه "بالاضطرابات غير المسبوقة" في الأسواق المالية العالمية، وأضاف "إننا مدينون باستمرارنا إلى الحكومة البريطانية ودافعي الضرائب، ونشكرهم على مساندتهم".

وفي السياق ذاته، وجهت صحف بريطانية انتقادات حادة إلى المدير التنفيذي السابق للبنك فريد جودوين، الذي عدته مسؤولا عن كثير من القرارات الخاطئة التي تسببت في هذه الخسائر الهائلة.

وانتقدت صحف بريطانية حصول جودوين على راتب تقاعدي يتجاوز 650 ألف جنيه استرليني في العام، علاوة على عدم تعرضه إلى أي تحقيق حكومي فيما قام به حتى الآن.

كما انتقد وزير المالية البريطاني ألستر دارلينج المزايا المالية التي حصل عليها مدير البنك السابق عند ترك الخدمة، التي تبلغ 16 مليون جنيه استرليني، ومن بين هذه المزايا راتب تقاعد ضخم مدى الحياة.

وقال دارلينج إنه طلب من جودوين التنازل عن بعض هذه المزايا، وبين في مقابلة مع "بي بي سي" أنه من الصعب للناس فهم سبب حصول جودوين على راتب تقاعد بمبلغ 650 ألف جنيه استرليني سنويا مدى الحياة عندما يرون الوضع الذي وصل إليه "رويال بنك أوف سكوتلاند".

وكان رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون قد طلب في كانون الثاني (يناير) الماضي من البنوك أن تعترف وتقول الصدق حول مدى ما لديها من موجودات معتلة، واعترف بأن نطاق الأزمة المصرفية، يمكن أن يهدد الاقتصاد العالمي بظاهرة جديدة، هي "الانعزالية المالية"، وقال رئيس الوزراء البريطاني في وقت حينها، إنه منذ نحو عام وهو يحث البنوك على تخفيض قيمة موجوداتها المعتلة في ميزانياتها العمومية.

وقال: من العناصر الضرورية للمرحلة المقبلة، أن يكون لدى الناس فهم واضح بأن الموجودات المعتلة قد شطبت.

وقال براون على خلفية من تصاعد المخاوف في السوق، من أن البنوك تواجه مزيدا من الخسائر الضخمة "لا بد لنا من أن نكون على بينة، من الأماكن التي توجد فيها بوضوح موجودات معتلة، وأتوقع أنه سيتم التعامل معها".

يذكر أن فريق براون يراجع الخيارات المتاحة لإبقاء البنوك خالية من الديون، في الوقت الذي تهدد فيه عمليات تخفيض القيمة الدفترية للموجودات، بأن تنهش مبالغ رأس المال بقيمة 50 مليار جنيه استرليني، التي تم حقنها في البنوك في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، منها 37 مليار جنيه من الأموال العامة.

وقال الرئيس التنفيذي للبنك ستيفين هيستر للصحافيين في مؤتمر على الهاتف "الدعائم الرئيسة لانتعاش رويال بنك أوف سكوتلاند أصبحت قائمة ألان"، وأضاف "هذا لا يعني أننا سننتعش بنجاح فهناك الكثير من العمل الصعب الذي يتعين علينا القيام به والعقبات التي يتعين علينا التغلب عليها وأمامنا ألان مهمة التنفيذ".

وقال هيستر إن خطة الحكومة لتأمين الأصول قد تعطي البنك الاستقرار اللازم لتنفيذ خطة إعادة الهيكلة. وسيودع البنك ما قيمته 325 مليار استرليني من أصوله في خطة تمولها الحكومة ليحصل على حماية جزئية من خسائر مستقبلية قد يتكبدها.

وسيكون البنك مسؤولا عن أول 19.5 مليار جنيه استرليني من أي خسارة وقال البنك انه سيحصل على 13 مليار استرليني أخرى من الحكومة مقابل أسهم دون حقوق إدارة تغطي التزاماته.

* الإقتصادية