المليشيات تواصل احتجاز شاحنات إغاثة طبية منذ 5 أشهر

الإثنين 24 يونيو-حزيران 2019 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس-متابعات
عدد القراءات 2550
  •  

اتهمت مصادر محلية بمحافظة إب (وسط اليمن)، الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، بحجز 4 شاحنات تحمل مئات من المواد الطبية والأدوية والمحاليل الخاصة بمرضى الفشل الكلوي في جمرك استحدثته منذ فترة في المدخل الجنوبي لمدينة إب، بالإضافة إلى استمرار الميليشيات في ذلك الحجز فترة طويلة.
وأوضحت المصادر أن الشحنات الأربع التي تواصل الميليشيات الحوثية احتجازها مقدمة من البرنامج الوطني للإمداد الدوائي وقدمت من محافظة عدن وتحمل مساعدات طبية إغاثية خاصة بمراكز الغسيل الكلوي بمدينة إب. وقالت إن الشاحنات وصلت قبل أسبوع إلى محافظة إب، مشيرة إلى أن الحال استقر بها في النقطة التي استحدثتها الميليشيات بمنطقة ميتم على مداخل المدينة.
وكشفت المصادر التي تحتفظ «الشرق الأوسط» بهوياتها حفاظاً على سلامتها، استمرار رفض ميليشيات الحوثي حتى اللحظة الإفراج عن الأربع شاحنات. وقالت إن الميليشيات في النقطة المستحدثة طلبت مقابل الإفراج عن الشحنات مبالغ مالية كبيرة.
وبدوره، أكد مصدر في مكتب الصحة العامة في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن إدارة مستشفى الثورة العام ومستشفى ناصر ومستشفيات أخرى بمدينة إب تبذل جهوداً كبيرة في الوقت الحالي للسماح بدخول شاحنات الغسلات الكلوية إلى المحافظة.
وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن إدارات المستشفيات بعثت أول من أمس، بمذكرة جماعية إلى قيادات الميليشيات بالمحافظة تطالبهم بالسماح بإدخال مواد الغسيل الكلوي المحتجزة في مداخل المدينة، لكن قيادات الميليشيات تذرّعت بأن الجمارك ترفض إدخال المواد قبل دفع رسوم إضافية.
واستمراراً لجرائم الميليشيات، كشفت معلومات مدنية حصلت عليها «الشرق الأوسط» في إب، عن حجز الميليشيات أكثر من 296 شاحنة تابعة لمنظمات دولية وجمعيات خيرية تحمل على متنها مساعدات غذائية وطبية ونفطية وغيرها، خلال الخمسة الأشهر الماضية من العام الحالي، في مكتب استحدثته الميليشيات خارج مدينة إب بطريقة مخالفة للدستور والقانون.
وأكدت المعلومات التي رصدتها منظمة محلية إنسانية في إب، أن عمليات الاستهداف الحوثية لشاحنات المساعدات الإنسانية في مداخل مدينة إب تمثل بعضها باحتجاز الميليشيات أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، شحنة أدوية مقدمة من البرنامج الوطني للإمداد الدوائي لمرضى الفشل الكلوي بالمحافظة، رغم وجود تصريح رسمي يسمح بتسهيل مرورها، واحتجازها في 22 أبريل (نيسان) الماضي، 20 شاحنة مساعدات خاصة بمستشفيات محافظة إب.
وبحسب المعلومات، فقد احتجزت الميليشيات أيضاً في 28 أبريل الماضي، 189 شاحنة محملة مساعدات غذائية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي ومنظمات إنسانية دولية.
وقالت إن تلك الشحنات كانت تضم أطناناً من مادة القمح والدقيق والأدوية وغيرها، وكان مقرراً توزيعها للمتضررين والنازحين اليمنيين. وأكدت وثيقة رسمية صادرة عن برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، أن الميليشيات تحتجز 189 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية في محافظة إب منذ 22 يوماً.
واحتجزت ميليشيات الحوثي، وفقاً للمعلومات، في 4 مايو (أيار) الماضي، شحنتين تابعتين لإحدى الجمعيات الخيرية بمحافظة إب كانت تحمل آلاف الكراتين من التمور المقدمة مساعدات إنسانية للسكان والنازحين في مدينة إب.
وتتابعت المعلومات «أنه واستمراراً لاعتداءات الميليشيات الحوثية المتكررة على شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة للشعب اليمني فقط، احتجزت الميليشيات الإرهابية في 18 مايو الماضي، شحنة أدوية أخرى تحمل على متنها أكثر من ألف غسلة كلوية في الجمرك نفسه لمدة أسبوع كامل، ثم أفرجت عنها مقابل دفع مبلغ مالي. كما احتجزت الميليشيات في 20 مايو الماضي، أكثر من 80 شاحنة إغاثية وإنسانية تابعة لمنظمات دولية».
وقالت الحكومة الشرعية إن ميليشيا الحوثي احتجزت 80 شاحنة إغاثية خاصة ببرنامج الأغذية العالمي ومنظمة «الفاو» بمحافظة إب.
وأشارت إلى أن إجمالي الكمية المحتجزة 14.290 طن متري، من المواد الإغاثية الشاملة المقدمة عن طريق برنامج الأغذية العالمي، إضافة 300 طن من المواد الزراعية مقدمة عن طريق منظمة «الفاو»، و5 شاحنات محملة بالوقود الخاص بالمستشفيات.
وطالبت حينها منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة لدى اليمن ليزا غراندي، بالتدخل السريع والعاجل للإفراج عن 80 شاحنة محملة بالمساعدات الإغاثية والمشتقات النفطية المحتجزة من قبل الميليشيا الانقلابية منذ ما يقارب أكثر من شهرين.
وفيما تواصل الميليشيات الحوثية اعتداءاتها ونهبها المنظم لكل المساعدات الإغاثية والإنسانية التي تصل إلى اليمن دون أن تأبه بمعاناة اليمنيين وسوء أوضاعهم المعيشية المتدهورة التي خلفها انقلابهم؛ تواصل الحكومة اليمنية ممثلة بوزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبد الرقيب فتح، إطلاق مناشداتها ومطالباتها المجتمع الدولي بوضع حد لجرائم الميليشيات الحوثية واعتداءاتها المتكررة على المساعدات الإغاثية المختلفة التي تقدم للشعب اليمني.
ووصف رئيس اللجنة العليا للإغاثة بحكومة الشرعية، في تصريحات سابقة، تلك التصرفات بـ«السابقة والخطيرة». وحمل الميليشيات الحوثية المسؤولية الكاملة جراء تدهور الوضع الإنساني في المناطق اليمنية غير المحررة.
وقال إن «الاعتداء على شحنات الإغاثة تعد من الجرائم الإرهابية التي تتنافى مع كل أخلاقيات العمل الإنساني ومبادئ الأمم المتحدة».
وطالب الوزير اليمني، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة مارك لوكوك، ومنسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في اليمن، ليز غراندي، بالتدخل العاجل والضغط على الميليشيات للإفراج عن الشاحنات والقاطرات الإغاثية، والعمل على ضمان وصول كل الشحنات إلى الوجهات المخصصة لها.
كما طالب فتح، المجتمع الدولي، بإدانة هذه الجرائم التي ترتكبها الميليشيات الانقلابية بحق الأعمال الإنسانية وتجريمها بوصفها أعمالاً إرهابية، وممارسة مزيد من الضغوط لوقف هذه الجرائم واتخاذ تدابير احتياطية تكفل وصول المساعدات والمواد الإغاثية إلى مستحقيها والحيلولة دون احتجازها ونهبها من قبل الميليشيات الانقلابية.
وأكد فتح أن الميليشيات الإيرانية أوقفت المئات من شحنات المساعدات الإغاثية على مداخل مدينة إب خلال الفترات السابقة. وأشار إلى أن الميليشيات الحوثية ترفض باستمرار عبورها، مشترطة دفع رسوم جمركية أو تسليمها المساعدات لتتولى توزيعها بنظرها.
ولفت إلى أن بعض المساعدات ونتيجة احتجازها الطويل في منافذ الحوثيين بطرق غير قانونية تتعرض للإتلاف بسبب بقائها المستمر تحت حرارة الشمس.
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد أعلن، في وقت سابق، أنه بدأ تعليقاً جزئياً لعمليات تقديم المساعدات الغذائية في المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي في اليمن، بعد سلسلة الانتهاكات الحوثية بحق العمل الإنساني.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن