آخر الاخبار

التجويع سلاح الحوثي ضد المنتفضين

الإثنين 24 يونيو-حزيران 2019 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس-متابعات
عدد القراءات 1907

 

يستخدم الحوثيون كل الأسلحة الهادفة إلى كسر شوكة اليمنيين المنتفضين ضدهم في مناطق سيطرتهم، غير أن أكثرها بشاعة وقسوة استخدامهم التجويع، ومنع المساعدات عن الذين لا يدينون لهم بالولاء المطلق كسلاح فضحته سلسلة من البيانات والتقارير لبرنامج الغذاء العالمي، تحدثت عن سرقة المعونات الدولية وحرمان المحتاجين والمعوزين، وأكدت تلك البيانات التي توجت بتعليق برنامج الغذاء العالمي لعمله في صنعاء بشاعة الميليشيا وعدم اهتمامها بالإنسان اليمني كما يدعي متحدثوها بل سعيها لإطالة أمد الأزمة وتعميقها، بغية تحقيق مصالحها السياسية والعسكرية.
وكان تحقيق لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، توصل إلى أن عناصر جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران يسرقون المساعدات الدولية والغذائية والمالية الموجهة للمدنيين في 33 منطقة في اليمن بمعدلات تفوق ما سبق الكشف عنه، وهذا ما يعمق معاناة أكثر من 16 مليون يمني جائع. ويحتاج 80% من سكان اليمن للحماية والمساعدات بفعل الحرب والفقر والمرض، بعد الكشف عن التحايل في توزيع المساعدات وسرقتها. ولا يزال عشرة ملايين يمني «على بعد خطوة واحدة» من المجاعة، وأكثر من ثلثي سكانه «يعانون من انعدام الأمن الغذائي»، بحسب برنامج الأغذية العالمي. وفي العام الماضي، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من فقدان 1٪ من المساعدات الموجهة لليمنيين، معترفةً بأن بقية المساعدات قد يكون توزيعها مجتزأً أو مشكوكاً في سلامته. واشتبهت الأمم المتحدة في أن الإمدادات تُحوّل من الأطفال الجائعين إلى المقاتلين أو مؤيدي جماعة الحوثي، في الوقت الذي ينكر فيه الحوثيون ذلك، واصفين هذه المزاعم بأنها «مجنونة».

كما اتهم برنامج الأغذية العالمي في وقت سابق الحوثيين «بتحويل» نحو 1200 طن من المساعدات الغذائية، وهو البديل الدبلوماسي لكلمة «سرقة»، الموجهة إلى العائلات في العاصمة صنعاء خلال شهري أغسطس وسبتمبر 2018. وأوضح البرنامج أن 60٪ من المستفيدين الذين يبلغ عددهم بالآلاف في سبع مناطق في العاصمة وفق قوائم التوزيع المحددة لم يتلقوا أي مساعدات، معتبراً أن ذلك «احتيال». وفضلاً عن السجلات المزيفة، قال برنامج الأغذية إنه اكتشف أن بعض الأطعمة منحت لأشخاص غير مصرح لهم بها، مشيراً إلى بيع بعضها في أسواق المدينة.

وعلق ديفيد بيسلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، حينذاك: «هذا السلوك يعادل سرقة الطعام من أفواه الجياع في حين يموت أطفال اليمن بسبب الجوع، هذا الفعل يعد عاراً وفضيحة». ونقلت «سي إن إن» عن عشرات اليمنيات بالعاصمة تأكيدهن، في مارس الماضي، عدم الحصول على الأموال أو المساعدات الغذائية رغم إدراج أسمائهن بكشوف المستحقين.
يدين برنامج الغذاء العالمي في أعقاب نفاذ كل محاولاته لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لاستمرار أعماله في مناطق سيطرة الميليشيا علناً ويعلن تعليق أعماله في صنعاء مؤقتاً جراء عمليات النهب للمساعدات وقالت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان لها، إن «قرار برنامج الغذاء العالمي سيؤثر على 850 ألفاً من اليمنيين الأكثر حاجة وخصوصاً النساء والأطفال»، وفق ما أورده موقع «سبتمبر نت» التابع للجيش الوطني اليمني.
وأدان البيان بأشد العبارات استمرار قيام ميليشيا الحوثي بسرقة المساعدات الغذائية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي وعرقلة العمل الإنساني في اليمن. وأكدت الخارجية اليمنية أن استمرار تعنت الميليشيا الحوثية وإصرارها على استهداف وسرقة قوت اليمنيين الأكثر حاجة في اليمن وضلوع قيادات منهم في هذه الممارسات دون مراعاة لأي قيم إنسانية وأخلاقية، يعد جريمة وانتهاكاً صارخاً للأعراف والقوانين الدولية.