الإرهاب الحوثي.. جرائم مستمرة لاستهداف المدنيين

الجمعة 14 يونيو-حزيران 2019 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس-متابعات
عدد القراءات 2060


    

فيما لا زالت فصول حرب اليمن مستمرة، كشفت العملية الإرهابية التي نفذها الحوثيون على مطار أبها الدولي في السعودية، باستخدام صاروخ "كروز"، إصرار الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران، على استهدف المدنيين وتهديد أمن المنطقة، كما وجهت طعنة جديدة لمسار الحل السياسي في اليمن.

وفي مخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية والتعاليم الدينية والقيم الإنسانية، جعل الحوثيون استهداف المنشآت المدنية والمدنيين في السعودية هدفاً عسكرياً لهم، حيث دأبت الميليشيات على استهداف المناطق المدنية والمدنيين، التي تعنى بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني، وهو ما يرقى إلى ارتكاب جريمة حرب بطريقة ممنهجة، سواء كانت بالصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، أو الطائرات المسيرة المفخخة، التي تزودهم بها طهران.

ويأتي استهداف مطار أبها بعد شهر من استهداف مضختي نفط في الرياض، ليضيف جريمة جديدة إلى الإرهاب الحوثي، والتي كان أبرزها محالة الميليشيات الحوثية استهداف مدينة مكة المكرمة بصاروخ باليستي، في انتهاك سافر لحرمة المقدسات الإسلامية، واستفزاز لمشاعر المسلمين حول العالم.

بداية الهجمات
وبدأت الهجمات الحوثية في مايو (أيار) ويونيو (حزيران) 2015، عندما أعلن التحالف أن القوات الجوية السعودية اعترضت صواريخ باليستية داخل أراضيها، من خلال إطلاق صاروخ "سكود" تجاه القاعدة الجوية في مدينة خميس مشيط، وقبله أعلن التحالف سقوط صاروخ بمنطقة زراعية في جازان دون أن ينفجر، وتضم المناطق الحدودية نجران وجازان وعسير.

وشهد عام 2017 تطوراً نوعياً بإعلان الحوثيين عن صاروخ باليستي طراز "بركان 2"، وهو الصاروخ الذي بدأت من خلاله الميليشيا الإرهابية قصف أهداف في الرياض، جميعها فاشلة، وتم اعتراضها وإسقاطها في مناطق غير مأهولة بالسكان.

استهداف المطارات
ويعمل الحوثيون بإصرار على استهداف المطارات في السعودية، التي يستخدمها آلاف المواطنين المدنيين والمقيمين يومياً دون أي مراعاة للقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.

ولم يكن استهداف مطار أبها الأول من نوعه، حيث تمكنت قوات الدفاع الجوي السعودي من اعتراض وإسقاط طائرة مسيرة تحمل متفجرات أطلقتها المليشيا الحوثية الإرهابية، في محاولة استهداف مطار الملك عبدالله بجازان الشهر الماضي.

وقبلها بنحو 3 أيام تمكنت قوات الدفاع الجوي السعودي من اعتراض طائرة مسيرة تحمل متفجرات أطلقتها المليشيا الحوثية الإرهابية محاولة استهداف مطار نجران الإقليمي.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2016، استهدف الحوثيون مكة المكرمة بصاروح باليستي، وأعلنوا أنهم كانوا يستهدفون مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، إلا أن التحالف اعترضه وأسقطه.

ولكن الهجوم الأشهر للحوثيين كان بإطلاق صاروخ "بركان2" تجاه الرياض في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، وتحديداً باتجاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض، بعملية تم اعتراضها من قبل الدفاعات الجوية السعودية.
 
المنشآت النفطية
وفي هذا العام، هاجمت الميليشيات الحوثية في مايو (آيار) الماضي، محطتي ضخ للبترول تابعتين لشركة "أرامكو"، بواسطة طائرات مسيره، ويعد هذا الهجوم الأقوى وغير المسبوق في تاريخ الهجمات الحوثية باتجاه الأراضي السعودية.

وجاء استهداف المنشآت النفطية بمثابة تهديد للاقتصاد العالمي، وتهديد أمن وسلامة إمدادات الطاقة، وأعلن المتحدث الأمني لرئاسة أمن الدولة في المملكة وقوع استهداف محدود لمحطتي الضخ البتروليتين التابعتين لشركة أرامكو، بمحافظة الدوادمي ومحافظة عفيف بمنطقة الرياض، في 14 مايو (أيار) الماضي.

وفي أبريل (نيسان) 2018، حاولت الميلشيات الانقلابية استهداف ناقلة نفط قبالة الحديدة.

استهداف الأعيان المدنية
أطلقت الميليشيا الحوثية الإرهابية أطلقت أكثر من 226 صاروخاً باليستيا باتجاه السعودية، ومنها ما استهدف مكة المكرمة، وأكثر من 155 طائرة مسيرة بدون طيار، وأكثر من 71859 مقذوفاً.

ولم يتمكن الحوثيون سوى في تنفيذ عدد محدود من هجماته، التي استهدفت المدن والمدنيين، من بينها مدارس ومناطق سكنية، ومحول كهرباء ومضخات نفط، حيث تمكن تحالف دعم الشرعية في اليمن والقوات السعودية بإحباط وإفشال الغالبية العظمى من تلك الهجمات.

وخلفت الهجمات الحوثية ضحايا من المدنيين، والتي استهدفت 4 مدن سعودية، من بينها العاصمة الرياض، حيت تم اعتراض 7 صواريخ باليستية حوثية من قبل الدفاعات الجوية السعودية، مما نتج عنه سقوط شظايا من الصواريخ على منزل، أسفر عن مقتل أحدهم وإصابة 3 آخرين.

وفي 30 أكتوبر (تشرين الأول) 2017، أعلن الدفاع المدني السعودي تعرض مدينة نجران لمقذوفات أطلقتها ميليشيا الحوثي الانقلابية من الأراضي اليمنية على مدارس ومنازل سكنية بوسط المدينة دون وقوع أي إصابات.

وفي فبراير (شباط) 2017، أطلقت الميليشيات صاروخ على مبى محكمة في ظهران جنوب المملكة.

وفي 16 أغسطس (آب) 2016، قتل 7 مدنيين (4 سعوديين و3 مقيمين) إثر سقوط مقذوفات حوثية استهدفت تجمعاً بشرياً في منطقة صناعية بنجران.

الدور الإيراني
وأكدت تقارير إقليمية ودولية أن هجوم أبها كشف عن "الدور الخبيث" لإيران في المنطقة بتمويل أذرعها الحوثية لتنفيذ العمليات الإرهابية.

وأجمع محللون سياسيون في تصريحات لصحيفة "العرب" على أن الحوثيين استفادوا بشكل مباشر من الضغوط التي عملت منظمات حقوقية دولية ودوائر نفوذ غربية على ممارستها لمنع السعودية من اللجوء إلى الحسم العسكري السريع لتأمين حدودها وحماية أمن الملاحة في البحر الأحمر، لكن هذه الدوائر كانت تقدم خدمة جليلة للمتمردين ومن ورائهم إيران.

واعتبر الباحث السياسي السعودي علي عريشي، أن استهداف الحوثيين لمطار أبها الدولي يُعد تصعيداً عسكرياً جديداً، وأشار إلى أن استخدام الحوثيين لصاروخ من نوع كروز هو أيضاً سابقة خطيرة ودليل جديد على دعم إيران للحوثيين بأسلحة نوعية في مخالفة لقرارات الأمم المتحدة.
  
ولفت عريشي إلى أن اختيار الحوثيين لهدف مدني (مطار أبها) مكفول بقوانين الحماية الدولية "قد يعطي انطباعاً كافياً بمستوى الحماقة التي تعانيها الميليشيات الحوثية التي تنفذ أوامر طهران وتتحمل وحدها الضربات القاسية والموجعة، ما يعني في حقيقة الأمر أن الميليشيات لا تملك حسابات خاصة بها وإنما هي أداة إيرانية صرفة".

أسلحة متقدمة
ويرى الخبراء، أن الهجوم يثبت مرة أخرى أن الميليشيات لا تسعى إلى السلام بل تستهدف المدنيين، وما تعرض له مطار أبها جريمة يستوجب الرد من الأمم المتحدة ومجلس الأمن ليس ضد الحوثيين فحسب، بل ضد إيران، التي تزودهم بهذه الأسلحة المتقدمة.

وتسأل الخبير في العلاقات الدولية، محمد آل زلفة، في تصريحات له: "ما دام لدى الميليشيات هذا السلاح المتقدم، فلماذا تستهدف المناطق المدنية، مثل مطار مدني يعج بآلاف المسافرين؟".

وقال الخبير إن "الحوثيين لم يمتلكوا في السابق هذه الأسلحة المتقدمة، وإنما جرى تهريبها لهم عبر ميناء الحديدة الذي تسيطر عليها الميليشيات"، متوقعاً أن تكون الحديدة ومينائها الهدف التالي للتحالف العربي في اليمن، ذلك أنها المنفذ الأساسي لتهريب هذه الأسلحة الإيرانية.

رد صارم
وفيما توالت الإدانات الدولية والعربية المستنكرة للعملية الإرهابية التي أسفرت عن إصابة 26 مدنياً، بينهم نساء وأطفال من جنسيات عديدة، توعد التحالف العربي في اليمن بالرد الصارم وذلك بشكل عاجل وآني على هجوم أبها ، لردع الميليشيات الإرهابية.

وصرح المتحدث باسم التحالف العربي، العقيد تركي المالكي، أن "قيادة القوات المشتركة للتحالف وأمام هذه الأعمال الإرهابية والتجاوزات غير الأخلاقية من الميليشيا الحوثية الإرهابية ستتخذ إجراءات صارمة وعاجلة وآنية لردع هذه الميليشيات الإرهابية".

وأضاف أن "الإعلان الحوثي الصريح لتبني الهجوم يعني اعترافاً بمسؤولية كاملة باستهداف المدنيين والمنشآت المدنية، الأمر قد يرقى إلى جريمة حرب"، مضيفاً "وبما يكفل حماية الأعيان المدنية والمدنيين، ستتم محاسبة العناصر الإرهابية المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ لهذا الهجوم الإرهابي وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية".