الجوع يكوي بطون فقراء اليمن.. والحوثيون يمنعون توزيع الزكاة

الإثنين 03 يونيو-حزيران 2019 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس-متابعات
عدد القراءات 3193

 

ينظر العالم إلى شهر رمضان الفضيل كمناسبة دينية للتراحم بين المسلمين، ووحدها مليشيا الحوثي من تعتبره مناسبة للابتزاز ونهب الأموال والجبايات من التجار اليمنيين تحت مسميات عدة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا فحسب في مناطق سيطرة الانقلابيين، بل إنهم ذهبوا أبعد من ذلك في هذا العام حينما قرروا استباق رمضان بتوجيه ضربة مزدوجة في وجه أغنياء اليمن وفقرائها على حد سواء.
ضربة ترجمها تعميم أصدرته المليشيا مؤخراً، حذرت فيه رجال الأعمال في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها من توزيع أي أموال أو مواد عينية كصدقات أو زكاة أو مساعدات بصورة مباشرة للفقراء والمحتاجين، مشترطة أن تمر عبر مشرفيها أو إحدى جمعياتها المستحدثة وفق معايير طائفية.

وردت المليشيا في الوقت نفسه باتخاذ إجراءات عقابية رادعة ضد كل من يخالف التعميم، حسبما أكد مصدر في الغرفة التجارية والصناعية لـ"العين الإخبارية".
وأشار المصدر إلى أن المليشيا فرضت على رجال المال والأعمال بالعاصمة صنعاء تقديم المساعدات الغذائية والزكاة لجمعيات حوثية تأسست خلال الأعوام الثلاثة الماضية تحت مسميات عدة؛ منها دعم"مخيمات الإفطار ومساعدة الأسر المحتاجة والفقراء".
يأتي هذا في الوقت الذي تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية الموالية لإيران إغلاق مئات الجمعيات الخيرية المعنية بدعم الفقراء والمساكين عبر المساعدات الغذائية والنقدية، وكذلك مشاريع إفطار الصائمين في صنعاء وعدد من المدن اليمنية الأخرى.
علي الوصابي وهو رب أسرة مكونة من 5 بنات وولد، بالإضافة إلى زوجته، قال لـ"العين الإخبارية" إنه اعتاد مع جيرانه في أحد الأحياء الفقيرة بصنعاء، منذ سنين طويلة، الحصول في كل عام على مساعدات من أحد التجار القريبين من الحي، تعينهم على مواجهة متطلبات الشهر الفضيل.
واستطرد الوصابي الذي أصبح عاطلاً عن العمل بفعل الحرب التي أشعلها الحوثيون منذ 5 سنوات: "لكن تلك المساعدات لم تصل هذا العام بسبب الضغوطات الكبيرة التي مارسها الحوثيون على التاجر الطيب".
وأضاف بنبرة يكسوها الغضب: "هؤلاء الحوثيون هم الذين وصفهم القرآن الكريم بقوله (الذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ)".

جريمة لا تغتفر

كغيرها من البلدان العربية والإسلامية، يشهد اليمن خلال شهر رمضان المبارك ماراثون يتسابق فيه الأغنياء على فعل الخير وتقديم المساعدات النقدية والعينية للفقراء والمحتاجين، لكن الأمر كما يبدو سيتحول إلى جريمة تستحق العقاب والتنكيل من وجهة نظر مليشيا الحوثي التي تدعي الانتماء للإسلام فيما أفعالها تناقض ذلك.
وسبق لمليشيا الحوثي الانقلابية أن قامت باختطاف أحد مديري المدارس والزج به في أحد سجونها بتهمة فتح أبواب المدرسة لتوزيع بعض المساعدات المقدمة من أحد التجار للفقراء دون علمها، قبل أن تطلق سراحه بعد إمضائه على تعهد بعدم تكرار هذا الفعل.

مساعدات مقابل حضور دروس طائفية

وتستغل مليشيا الحوثي حاجة السكان المحليين في المناطق التي تسيطر عليها، والظروف المعيشية السيئة التي يعانون منها بفعل الانقلاب المشؤوم وإيقاف رواتب الموظفين من قبل المليشيا للعام الثالث على التوالي، في إجبارهم على حضور دروسها الطائفية مقابل الحصول على المساعدات.
وأفاد سكان محليون لـ"العين الإخبارية" أن الحوثيين استحدثوا مخيمات رمضانية في عدد من الأحياء والمناطق بصنعاء، يتم فيها تقديم محاضرات وندوات ذات صبغة طائفية وتحريضية، بحيث يضطر بعض المحتاجين والبسطاء إلى الحضور والاستماع طمعاً في الحصول على المساعدات والسلات الغذائية، فيما يشبه "المقايضة".
ويعاني أغلب المواطنين في مناطق سيطرة المليشيا ظروفاً معيشية وإنسانية تعيسة جراء توقف رواتب الموظفين الحكوميين للعام الثالث على التوالي، وانعدام مصادر الدخل، إضافة للجبايات المالية والرسوم غير القانونية التي تفرضها المليشيا على التجار، مما ينعكس سلباً على قدرة المواطن الشرائية.